سيد الحجار (أبوظبي)
الشيخ مسلم سالم بن حم العامري، أحد رواد الأعمال الأوائل، الذي ساهموا في النهضة الاقتصادية التي شهدتها الإمارات منذ قيام الاتحاد، من خلال عضويته في المجلس الاستشاري الوطني لإمارة أبوظبي، كرئيس للجنة الشؤون المالية والاقتصادية، كما ساهم في إنشاء العديد من المشروعات التنموية في أبوظبي والعين، منذ تأسيس «مجموعة بن حم» في سبعينيات القرن الماضي.
ولد في الخمسينيات من القرن الماضي، ونشأ بين واحات مدينة العين، مرافقاً لوالده الشيخ سالم بن حم العامري، رفيق درب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ما أكسبه الخبرة والاطلاع في سن مبكرة، حيث كان يقضي حياته الأولى بين مجالس الشيوخ وكبار رجال الدولة.
وفي سن الشباب دأب على ترجمة ما تعلمه من المجالس إلى ممارسات عملية في الحياة، حيث عاصر المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، خلال الفترة التي بدأ فيها وضع أولى لبنات وأركان الدولة، ليكون له دور مهم في المسيرة التي شهدت خلالها الإمارات رحلة البناء والتعمير والتطوير والتحديث في مختلف جوانب الحياة.
انطلق الشيخ مسلم بن حم إلى عالم الأعمال مبكراً، حيث بدأ نشاطه بشركة لحفر الآبار والبترول، ثم اتسع نشاطه ليشمل القطاع العقاري والمقاولات، لاسيما مع تأسيس «مجموعة بن حم» الاقتصادية، بعد سنوات قليلة على قيام اتحاد دولة الإمارات، كما كان عضواً بغرفة تجارة وصناعة أبوظبي، خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي.
وكان لشركة «بن حم الزراعية» التي تم تأسيسها عام 1974، دور رائد في النهضة الزراعية التي شهدتها مدينة العين، وإمارة أبوظبي عامة، وتنفيذ العديد من مشاريع التشجير، وإنشاء بعض الحدائق والمنتزهات البارزة في مدينة العين، مثل حديقة مدينة ألعاب الهيلي، ومنتجع العين الفايضة، وحديقة فلج هزاع، وحديقة الجاهلي في العين.
كما كان للشركة مشاريع متميزة بشبكات ومحطات الضخ الكهربائية والميكانيكية والمدنية ومحطات تنقية مياه الصرف الصحي وشبكات مياه الشرب والأعمال الإنشائية والمدنية والطرق، مثل إنشاء محطة معالجة النفايات بمنطقة الفقع، وعمليات إنشاء وإنارة الطرق في منطقتي الطوية وأم غافة، ومشروع تطوير منطقة رملة الراعي السكنية بمدينة العين لصالح بلدية العين، وكذلك مشروع إحلال وصيانة بعض محطات الصرف الصحي لصالح شركة أبوظبي للصرف الصحي.
وواكبت شركة بن حم للمقاولات العامة، بفرعيها في العين وأبوظبي، منذ تأسيسها بدايات الطفرة العمرانية الهائلة التي شهدتها دولة الإمارات في الفترة التي أعقبت قيام الاتحاد، وساهمت الشركة خلالها في تنفيذ العديد من مشروعات الإسكان والمدارس الحكومية والمستشفيات والمساجد والفلل السكنية.
عمل خيري
يعد الشيخ مسلم بن حم، أحد رواد العمل الخيري والإنساني، حيث تبرز أعماله الخيرية ومشاريعه التنموية داخل الدولة وخارجها.
وانطلاقاً من رؤيته الراسخة بمفهوم المسؤولية المجتمعية، أنشأ في عام 2017 مؤسسة «مسلم بن حم الخيرية»، للمساهمة في العمل الخيري والإنساني ومد يد العون لكل محتاج، حيث أقام عبر المؤسسة العديد من المشاريع الخيرية والتنموية في بعض البلدان العربية والإسلامية، مثل المساجد والمدارس والمعاهد الإسلامية ومشروعات توفير مياه الشرب النقية للسكان في بعض المناطق التي تفتقد إليها، وكذلك حفر آبار المياه وبناء خزانات للمياه العذبة، وبناء مساكن للطلبة المغتربين عن أسرهم، سعياً للتحصيل الدراسي.
مسيرة حافلة
وتنتشر المشاريع الخيرية للشيخ مسلم بن حم في العديد من دول، ومنها اليمن، وسلطنة عمان، والسودان، وأفغانستان، والهند، وغيرها.
وتقديراً لهذه المسيرة الحافلة، تسلم الشيخ مسلم بن حم العديد من الجوائز الفخرية وحظي بالإشادة المحلية والعربية والدولية، كما تم تكريمه بجائزة أوائل الإمارات في العمل الخيري والإنساني عام 2017، من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
كما أطلق في أواخر عام 2016 جائزة سالم بن حم للتميز العلمي للمساهمة في النهضة العملية التي تشهدها الدولة، وحرصاً على تشجيع وتعزيز التنافس العلمي بين الطلبة في المؤسسات الجامعية، فضلاً عن جائزة بن حم للابتكار.
وأنشأ عدداً من المدارس الخاصة مساهمة في جهود تطوير التعليم، عبر إيجاد قنوات تعليمية وتربوية جديدة ومتميزة أمام الطلاب، وتقديم مساهمات مالية وعينية كبيرة للمدارس الأخرى، وتنفيذ مشروعات تساهم في رفع مستوى العملية التعليمية في الدولة، باعتبار أن التعليم هو الركيزة الأولى في تقدم ورقي المجتمع.
مبادرات مجتمعية
أطلق الشيخ مسلم بن حم العديد المبادرات المختلفة لمساعدة الشباب على الزواج من خلال إقامة ورعاية العديد من الأعراس الجماعية سنوياً، ودعم البرامج والأنشطة العلمية والثقافية، وتقديم المساعدات المادية والعينية للمحتاجين والأسر المتعففة، وإقامة العديد من المساجد والمراكز الإسلامية لتحفيظ القرآن الكريم داخل الإمارات وخارجها، ورعاية الأنشطة والفعاليات التعليمية والإنسانية المختلفة، مثل رعاية القصر، ودعم الأطفال المرضى، وإطلاق الجوائز العديدة، ومنها جائزة سالم بن حم للتميز العلمي على مستوى جامعات الإمارات، وجائزة التميز لمجالس الآباء والأمهات على مستوى مكتب العين التعليمي، ورعاية الأنشطة التربوية المختلفة للمدارس مثل مشروع صلاتي نور وجهي التي نظمتها مدرسة صلاح الدين وغيرها الكثير من الأنشطة.
جائزة الابتكار
أطلق مجلس بن حم الذكي خلال شهر فبراير الماضي، جائزة «بن حم للابتكار» لدعم المبتكرين والمبدعين وترسيخ ثقافة الابتكار في المجتمع، برعاية الشيخ مسلم بن سالم بن حم العامري عضو المجلس الاستشاري لإمارة أبوظبي، وذلك تزامناً مع انطلاق شهر الإمارات للابتكار الذي يعد حدثاً وطنياً رئيساً على أجندة حكومة دولة الإمارات، حيث تم تنظيم حفل تكريم الفائزين بالجائزة في دورتها الأولى مطلع شهر مارس الماضي.
وحملت الجائزة في دورتها الأولى شعار «عام الخمسين.. نحو مجتمع مبتكر»، حيث تقوم الجائزة على تكريم أفضل المشاريع والخطط الطموحة التي تمت مشاركتها عبر موقع وتطبيق مجلس بن حم الذكي، التي تهدف إلى تسهيل حياة الإنسان واستدامة الموارد، وخلق فرص عمل واستثمار جديدة تفتح أفقاً أكبر للقاطنين في الدولة.
واستقبلت الجائزة في دورتها الأولى، خلال الفترة من 3 إلى 22 فبراير 2021، أكثر من 100 فكرة وطلب اشتراك، توزعت بين مجالات الصحة والتعليم وخدمة المجتمع والتقنية.
100 شركة و3000 عامل
تضم مجموعة بن حم حالياً نحو 100 شركة، تعمل في مختلف القطاعات الاقتصادية أهمها، عمليات الحفر البترولية، حفر آبار المياه، الزراعة، والمقاولات العامة، الأعمال الكهروميكانيكية، والاستشارات الهندسية، الاستثمار العقاري، التعليم، الخدمات المالية، التجارة العامة، الطباعة والنشر والإعلام، والسفر والسياحة، الفنادق، كما بدأت مؤخراً في التوجه بخطوات ثابتة نحو العالمية عبر توجيه استثمارات خارجية كبيرة في بعض الدول العربية والأجنبية وفق خطط مدروسة وطموحة، حيث نفذت مشاريع بالفعل في كل من سلطنة عمان والمغرب. ويصل عدد العاملين بالمجموعة إلى أكثر من 3000 عامل، حيث تعد «بن حم» من المجموعات الاقتصادية الوطنية الرائدة التي ساهمت بشكل فاعل منذ تأسيسها قبل أكثر من أربعة عقود في تدعيم مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، واستطاعت أن تحقق حضوراً متميزاً في النشاطات الاقتصادية الحيوية.