مصطفى عبد العظيم (دبي) اختتم سوق السفر العربي «الملتقى 2021» اليوم، فعاليات دورته الثمانية والعشرين التي أقيمت حضورياً على مدار أربعة ايام، بمشاركة 62 دولة من مختلف انحاء العالم، محققاً العديد من المكاسب والناجاحات التي عكستها حالة التفاؤل التي سادت بين ممثلي الوجهات والشركات السياحية المشاركة، بقدرة صناعة السياحة والسفر على تجاوز آثار جائحة كوفيد-19، والعودة إلى الانتعاش مجدداً.
وأشاد مشاركون باستضافة دبي لفعاليات سوق السوق السفر العربي والتنظيم الاستثنائي للمعرض وفقاً لأفضل الممارسات والبرتكوكولات الصحية المرتبطة بجائحة كوفيد-19 والالتزام الصارم بالإجراءات والتدابير الاحترازية المتبعة لضمان صحة وسلامة المشاركين، والتي رسمت بدورها خارطة طريق جديدة لاستئناف صناعة المعارض حول العالم، لاسيما وأن الملتقى شكل أول حدث سياحي عالمي يقام حضورياً منذ تفشي جائحة كوفيد-19 قبل 14 شهرا. وأعرب مشاركون التقتهم «الاتحاد» عن تفاؤلهم بتسارع وتيرة التعافي السياحي خلال الفترة القليلة المقبلة في ضوء تزايد عمليات التطعيم في مختلف الوجهات التي ترى فيها أولوية لتعزيز الثقة بالوجهات السياحية، فضلاً عن اتجاه العديد من البلدان التي تشكل اسواقا مهمة للسياحة إلى تخفيف قيود السفر، إلى جانب المبادرات الثنائية الخاصة بإنشاء ممرات للسفر الآمن.
النسخة الافتراضية
وشهد المعرض الذي يستعد لانطلاق النسخة الافتراضية منه في الفترة من 24 إلى 26 مايو الجاري، سباقاً كبيراً بين الوجهات السياحة المشاركة للترويج لمقاصدها السياحية والتعريف باستعداداتها لاستئناف استقبال السياح الدوليين خلال الفترة المقبلة، فور رفع قيود السفر وعودة الحركة لطبيعتها، فضلاً عن إعادة بناء العلاقات المباشرة مع الشركات السياحية ومشغلي الرحلات.
وحظى المعرض بمشاركة واسعة من مختلف الهيئات والدوائر السياحية الوطنية التي حققت نتائج ايجابية في دورة المعرض الحضورية، من التعريف بالبرامج السياحية التي تقدمها للزوار من مختلف الأسواق في ضوء الضوابط والتدابير الصحية التي فرضتها الجائحة، واستعدادتها لاستئناف الاستقبال الآمن للسياح.
وشهد الملتقى اليوم اختتام قمة الشرق الأوسط للسياحة، والتي دعت إلى استمرار التعاون على المستوى الحكومي لدعم إنعاش صناعة السياحة في الشرق الأوسط. وقال الدكتور طالب الرفاعي، رئيس المؤتمر الدولي للسياحة والاستثمار والأمين العام السابق لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة: «يجب أن تتحد الحكومات وتعمل بشكل وثيق معاً فلم يعد هناك أي فائدة لأي بلد يعمل بمفرده بعد الآن».
وقالت دانييل كورتيس، مديرة معرض سوق السفر العربي في الشرق الأوسط: «»سيكون وضع الاستدامة في قلب التطور المستقبلي لصناعة السياحة في الشرق الأوسط أمرًا بالغ الأهمية لتلبية توقعات ومتطلبات السياح والزوار المحليين والدوليين، الذين أصبحوا الآن أكثر وعياً وإطلاعاً اجتماعياً من أي وقت مضى، وقد خطت الصناعة بلا شك خطوات كبيرة في هذا المجال بالتزامن مع إطلاق مجموعة من المبادرات في جميع أنحاء القطاع التي تؤثر بشكل إيجابي على البيئة».
الدروس المستفادة
وأجمع المشاركون في جلسة «الشرق يلتقي بالغرب: الدروس المستفادة التي تؤدي إلى التعافي والمرونة المستمرة، على أهمية أن تعمل البلدان والوجهات معاً لتبادل أفضل الممارسات وتوحيد البروتوكولات من أجل إعادة بدء السفر العالمي بسلاسة وأمان.
وأكد مشاركون في الجلسة أن كثر القضايا إلحاحًا التي تجعل الوضع الحالي صعبًا للغاية بالنسبة للصناعة هي حقيقة أن الوضع لا يزال غير متوقع وليس هناك شيء واضح، ما يجعل التخطيط على المدى المتوسط إلى الطويل صعبا للغاية.
من جهة اخرى سلطت قمة الصناعة الفندقية التي اقيمت على هامش الملتقى، الضوء على الصعوبات والتحديات الناجمة عن التباعد الجسدي التي تواجه قطاع الضيافة التقليدية والاعتماد المتزايد على التكنولوجيا، حيث أجمع المشاركون على أنه لا شيء يمكن أن يحل محل الضيافة الحقيقية وسيتاح خلال الحدث الافتراضي الذي يستمر لثلاثة أيام لأولئك غير القادرين على حضور الحدث الحضوري هذا العام، فرصة مشاهدة الجلسات التي تم تسجيلها من الحدث الحضوري، بالإضافة إلى المشاركة في مجموعة من الندوات عبر الإنترنت وجلسات المؤتمرات الحية والموائد المستديرة وأحداث التواصل السريع وإحاطات الوجهة، فضلاً عن بناء علاقات جديدة في الاجتماعات الفردية.
كما سيتضمن الحدث الافتراضي لسوق السفر العربي انعقاد منتدى أرايفال دبي الذي يجتمع فيه أبرز المتخصصين في قطاع السفر والسياحة والضيافة من شتى أنحاء العالم لاستكشاف الجيل القادم من ابتكارات وتوجهات الأنشطة السياحية، بالإضافة إلى ذلك ستقدم رابطة سفر الأعمال العالمية، المنظمة الرائدة في مجال سفر الأعمال والاجتماعات في العالم، أحدث محتوى عن سفر الأعمال والبحوث والتعليم لدفع التعافي والانتعاش في مرحلة ما بعد الجائحة ودعم النمو في سفر الأعمال.