السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«كورونا» تفتح شهية المستهلكين لاختبار تجارب دفع جديدة

«كورونا» تفتح شهية المستهلكين لاختبار تجارب دفع جديدة
16 مايو 2021 02:01

حسام عبد النبي (دبي) 

يشهد العالم متغيرات متسارعة في ظل جائحة «كوفيد -19» التي غيرت كل المعايير وسرعت التوجه نحو مستجدات جديدة بمعدلات أسرع من المعتاد، خصوصاً في تبنى الحلول الرقمية وطرق إتمام المدفوعات.
وفي ظل الجائحة زاد اعتماد المستهلكين على المدفوعات اللاتلامسية والتسوق عبر الإنترنت، ثم جاء فرض تدابير التباعد الاجتماعي، ليصبح المستهلكون أكثر رغبة في استكشاف إمكانات وسائل الدفع الجديدة، وهو ما أظهرته دراسات عدة، حيث أكدت أنه بعد مرور عام، باتت شهية المستهلكين نحو اختبار تجارب رقمية جديدة وسريعة ومرنة في ارتفاع مستمر، وأهمها المحافظ الرقمية، والعملات المشفرة، والمصادقة البيومترية، ورموز الاستجابة السريعة، والأجهزة القابلة للارتداء.

طرق جديدة 
يكشف مؤشر المدفوعات الجديدة من ماستركارد أن 97% من المستهلكين في دولة الإمارات يفكرون في استخدام طريقة دفع جديدة واحدة على الأقل، مثل العملات المشفرة أو المصادقة البيومترية أو الحلول اللاتلامسية أو رموز الاستجابة السريعة خلال العام المقبل.
وذكرت الدراسة الخاصة بالمؤشر أن 66% من المشاركين من الإمارات أكدوا بأنهم جربوا وسائل دفع جديدة لم يكن ليجربوها لو كانت الظروف عادية، إلا أن الجائحة دفعت الناس لتجربة خيارات دفع جديدة مرنة للحصول على ما يريدونه في الوقت الذي يريدون.
وقالت: إنه في ظل هذا الاهتمام المتزايد وزيادة الطلب من المستهلكين، تزداد التوقعات من الشركات بتوفير وسائل مختلفة للتسوق والدفع، حتى إن 62% من المستهلكين في دولة الإمارات أكدوا بأنهم يتجنبون التعامل مع الشركات التي لا تقبل أي نوع من المدفوعات الإلكترونية، منبهه أن 3 من كل 4 مستهلكين في الإمارات (74%) قالوا بأن وسائل الدفع الرقمية تساعدهم في أساليب التوفير.

المحافظ الرقمية
 تميزت دولة الإمارات على مستوى انتشار المحافظ الرقمية، حيث سجلت زيادة لافتة في شعبية هذه التقنية، ورجح 66% من المستهلكين في الإمارات أن يقوموا باستخدام المحافظ الرقمية العام المقبل، حتى إن 57% من المتسوقين يشعرون بأمان أكبر عند تخزين معلومات بطاقاتهم في مكان واحد مثل المحفظة الرقمية.
وباختصار، يمكن تعريف المحافظ الرقمية بأنها خدمة تقدمها البنوك وغيرها من الشركات لعملائها، وتسمح لهم بدفع ثمن السلع على الإنترنت عبر هواتفهم مباشرة، ومنها «محفظة الإمارات الرقمية» و«سامسونغ باي» و«بيم» وeWallet الإمارات التابعة لشركة «إتصالات»، والتي تتيح لعملائها إجراء التحويلات النقدية الدولية والفورية إلى عائلاتهم وأصدقائهم في أكثر من 200 دولة وإقليم حول العالم عبر شبكة واسعة الانتشار تشمل المحافظ الإلكترونية الدولية، والحسابات المصرفية، وخدمات السحب النقدي، وأكثر من 350 ألفاً من الوسطاء ومراكز الصرافة حول العالم.
ويمكن الوصول إلى خدمات المحفظة الرقمية عبر تطبيق رقمي متوفر لدى المصارف أو لدى الشركة التي تدير المحفظة الرقمية مباشرةً، وبمجرد تثبيت التطبيق، يمكن للمستخدمين إما ربط حسابهم على المحفظة بحسابهم المصرفي، أو إيداع الأموال في حسابهم على المحفظة مباشرةً عبر المواقع المحددة في جميع أنحاء دولة الإمارات. ويمكنهم حينها استخدام المحفظة في دفع ثمن السلع أو الخدمات أو لتحويل الأموال واستلامها أو لادخار الأموال رقمياً من أجل احتياجاتهم المستقبلية. ولا يلزم أن يكون لدى المستخدمين حسابات مصرفية، بل يمكنهم الحصول على النقد من أجهزة الصراف الآلي والسحب من أموالهم المُدّخرة في محفظتهم الرقمية.

العملات المشفرة
 يظهر المستهلكون اهتماماً متزايدًا بالقدرة على إنفاق الأصول المشفرة على المشتريات اليومية، حيث أشار 50% من سكان الإمارات إلى أنهم يخططون لاستخدام العملات المشفرة العام المقبل، بينما أكد أكثر من نصف المشاركين (63%) بأنهم أكثر انفتاحاً لاستخدام هذا الحلّ مقارنة بالعام الماضي.
وكخطوة مهمة ضمن هذا التوجه، عززت شركة «باي بال» خطواتها لدعم العملات الرقمية المشفرة، من خلال إتاحة الدفع باستخدام عملات «بيتكوين» و«إيثيريوم» و«لايت كوين» للمستخدمين في الولايات المتحدة. وأعلنت الشركة خلال شهر مارس الماضي عن السماح للمستخدمين بتداول العملات المشفرة من خلال محفظتها الرقمية، في أكتوبر الماضي، من خلال إتاحة بيع وشراء هذه العملات عن طريقها، فيما ستوفر لهم مع الإضافة الجديدة سحب أي مبلغ يمتلكونه من العملات المشفرة بالدولار الأميركي، كما ستتيح للمستخدمين الدفع في المتاجر التي تقبل العملات الرقمية فقط، من خلال تحويل الدولار للعملة الرقمية التي يتعامل بها المتجر.

الاستجابة السريعة
رموز الاستجابة السريعة تتميز بأنها أكثر نظافة وراحة، كما تستفيد الأسواق من الخيارات التي توفرها رموز الاستجابة السريعة باعتبارها طريقة نظيفة ومريحة للتعامل مع التجار، حيث يتوقع 56% من الناس في دولة الإمارات استخدام مزيد من تقنيات المدفوعات مثل رموز الاستجابة السريعة خلال العام المقبل. ويرى المستهلكون بأن رموز الاستجابة السريعة أكثر نظافة (68%) وراحة (69%) مقارنة بالمدفوعات الشخصية، ولديها إمكانيات كبيرة لخفض تكلفة قبول المدفوعات وزيادة الشمول المالي.
رمز الاستجابة السريعة QR يشبه رسومات مربعة الشكل، عادة ما تكون سوداء، وتحتوي مربعات صغيرة على الزوايا، وتحتوي الكثير من الخطوط المتعرجة أو النقاط، ويشبه إلى حد كبير كيفية مسح الباركود في متجر للبحث عن معلومات التسعير، كما يمكن مسح رمز الاستجابة السريعة للبحث عن أي شيء مخفي وراء تلك التصميمات غير المفهومة.

المصادقة البيومترية
أصبحت مفاهيم السلامة والراحة من أهم أولويات الناس خلال العام الماضي، إذ أشار 55 % من المستهلكين في دولة الإمارات إلى أنهم يخططون لاستخدام طرق المصادقة عبر المقاييس الحيوية مثل طريقة المشي أو بصمة الإصبع، حتى إن 68 % يشعرون بأمان أكثر عند استخدام المصادقة البيومترية للتحقق عند سداد ثمن مشترياتهم، عوضاً عن إدخال الرمز السريع.
وتعرف المصادقة البيومترية بأنها عملية التحقق من هوية المستخدم والتي تتضمن مدخلات بيولوجية، أو مسحاً أو تحليل جزء من الجسم مثل استخدام بصمات الأصابع، أو مسح الوجه وقزحية العين، أو التعرف على الصوت لتحديد المستخدمين. كما تُستخدم طرق المصادقة البيومترية لحماية العديد من أنواع الأنظمة المختلفة مثل طرق الدفع المختلفة.

الاقتصاد الرقمي في متناول الجميع
وتعقيباً، يرى كريغ فوسبرغ، مدير المنتجات لدى ماستركارد أن جائحة «كوفيد - 19» غيرت طريقة تفكيرنا، ويعزى ذلك جزئياً إلى الحاجة لذلك، مؤكداً أنه وبالمضي قدماً نحن بحاجة لتوفير جميع الخيارات، سواء ضمن المتاجر أو عبر الإنترنت، من أجل وضع الأسس اللازمة وجعل الاقتصاد الرقمي في متناول الجميع».
وأوضح فوسبرغ، أن التقنيات اللاتلامسية شكلت حافزاً لاستكشاف خيارات دفع جديدة لما توفره من تجارب آمنة وسريعة من دون احتكاك. وأشار إلى أنه خلال الفترة بين الربع الأول من عام 2020 والربع الأول العام الحالي، سجلت أكثر من 100 سوق نمواً في حصة التعاملات اللاتلامسية ضمن إجمالي التعاملات الشخصية، حيث شهدت هذه الأسواق نمواً بنسبة 50 %.
            

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©