شريف عادل (واشنطن)
بعد أسبوعٍ واحد من تسجيل مجموعة كبيرة من العملات المشفرة مستويات قياسية، تصور بعضهم أن أحداً لن يستطيع الوقوف أمام طوفانها، تغيرت فجأة أحوالها بفعل العديد من التصريحات والقرارات التي وجهت ضربات شديدة لتلك العملات، الأمر الذي تسبب في تعرض أغلبها لموجة تصحيحية كبيرة، لا يعرف أحد متى تخرج منها.
خيبة أمل
وبينما انشغل ملايين المستثمرين حول العالم بتكوين مراكز من العملة المشفرة الأكثر شهرة طيلة الشهر الماضي دوجكوين، أملاً في تحقيق مكاسب كبيرة عند ظهور إيلون ماسك، أحد أكبر المتحمسين لها والرئيس التنفيذي لشركة تسلا التي تصنع السيارات الكهربائية، في برنامج تليفزيوني شهير مساء السبت الماضي، أصاب ماسك مستثمري العملة بخيبة أمل، بعد أن وصف دوجكوين بأنها «مصدر للإزعاج»، لتتراجع قيمتها بصورة كبيرة، وتسجل 35 سنتاً للوحدة الواحدة، بعد أن كانت تجاوزت سبعين سنتاً قبيل ظهوره المنتظر بساعات.
ويوم الأربعاء، عاد ماسك ليحبط محبي العملات المشفرة، وكانت الضربة هذه المرة موجهة إلى بيتكوين، حيث غرد المستثمر الملياردير، الذي يتابعه على موقع التواصل الإجتماعي تويتر أكثر من 54 مليون مغرد، معلناً إيقاف قبول شركته بيع سياراتها مقابل عملة بيتكوين، مرجعاً ذلك إلى تزايد استخدام الوقود الأحفوري في تعدين العملة المشفرة والتأثيرات السلبية لتعدينها بشكل كثيف على البيئة، لتفقد العملة نحو 14% من قيمتها في أقل من ساعتين.
وأسهم إعلان شركة تسلا خلال شهر فبراير الماضي استثمار 1.5 مليار دولار في العملة المشفرة الأكبر في ارتفاع سعرها بنحو ثلاثين بالمائة في أقل من ثلاثة أشهر، إلا أن إعلان الشركة نفسها الشهر الماضي بيع جزءٍ مما اشترته، بحجة «قياس مدى سيولة سوق العملة»، تسبب في خسائر كبيرة، قبل أن يأتي قرار يوم الأربعاء ليضيف إلى أوجاعها. وأسهت الأرباح الرأسمالية التي حققتها الشركة بالاستثمار في العملة المشفرة، سواء ما تم تحقيقه بالفعل بالبيع، أو ما تم قياسه للسوق باعتباره أرباحاً غير محققة، في ارتفاع أرباحها في الربع الأول من العام بصورة ملحوظة.
وخلال عامي 2014 و2015، قررت مجموعة من شركات التكنولوجيا، ومنها مايكروسوفت وديل واكسبيديا وباي بال وأوفرستوك، قبول مدفوعات باستخدام بيتكوين مقابل بيع منتجاتها أو خدماتها، قبل أن تتراجع في هدوء عن تلك الخطوة بسبب ضعف التعاملات، لتعود باي بال لتنشيط تعاملات عملائها بالعملة على حساباتهم لديها العام الماضي.
تجديدات جذرية
وعلى نحو متصل، أعلنت فيسبوك، المالكة لموقع التواصل الاجتماعي الشهير الذي يحمل اسمها، إجراء تجديدات جذرية على مشروع العملة الرقمية التي أنشأتها مع بعض الشركات مطلع العام الحالي، لمعالجة مخاوف المسؤولين الأميركيين. وتدريجياً تتحرك العملة الجديدة من سويسرا، بعد أن شعر المشاركون في تأسيسها بعدم جاهزية البيئة هناك، إلى الولايات المتحدة، التي حذر مسؤولون فيها من إمكانية استخدام العملة، التي أُطلق عليها مبدئياً «ليبرا»، قبل أن يتم تغيير الإسم إلى ديم DIEM، من استخدمها في عمليات غسل أموال، وأغراض أخرى غير مشروعة.