عدد اليوم
سيد الحجار (أبوظبي)
أكد جاسم حسين ثابت الرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب في شركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة»، أن الخطة الاستراتيجية لـ «طاقة» للعام 2030 تستهدف تحقيق نمو مُستدام ومربح، موضحاً أن «طاقة» تعتزم استثمار 40 مليار درهم في قاعدة أصولها المُنظَّمة في دولة الإمارات بحلول عام 2030.
وقال ثابت لـ «الاتحاد»: حددنا أهداف مجموعة «طاقة» حتى العام 2030، والتي تتضمن خطتنا بأن نكون شركة المرافق الرائدة منخفضة الكربون في أبوظبي، مع تطلعنا لزيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة في محفظتنا إلى %30 بحلول عام 2030.
وأضاف: سنزيد استثمارنا في البنية التحتية وخدمات الطاقة لدعم النمو في الطلب والمساهمة في خفض الانبعاثات في أبوظبي، وسيتم توليد نسبة كبيرة من قدرتنا الإنتاجية الجديدة من مصادر الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية، أما النمو في قدرتنا في مجال تحلية المياه، فسيكون بالاعتماد على تقنية التناضح العكسي ذات الكفاءة في استهلاك الطاقة.
قال ثابت: إن العمليات التشغيلية لـ «طاقة» تنتشر في 11 دولة بما فيها دولة الإمارات، كما تلبي أعمالها في مجال توليد الكهرباء احتياجات 7 أسواق، بما في ذلك السوق المحلي، موضحاً أن قدرة «طاقة» على توليد الكهرباء خارج دولة الإمارات تبلغ 5 جيجاواط، ولديها عمليات تشغيلية في المملكة العربية السعودية، وسلطنة عُمان، والهند، وغانا، والمغرب، والولايات المتحدة.
وتابع: على الصعيد الدولي، سنضيف 15 جيجاواط لمحفظتنا في مجال توليد الكهرباء بحلول عام 2030، مع التركيز بشكل خاص على المشاريع في منطقة دول مجلس التعاون الخليجية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وفيما يتعلق بأعمال الشركة في مجال النفط والغاز، أكد ثابت أن «طاقة» ستواصل جهودها لتحقيق أفضل أداء تشغيلي والاستمرار في اتخاذ قرارات مدروسة بعناية لتوزيع رأس المال، مع التركيز على ترشيد النفقات بهدف تحقيق القيمة، موضحاً أن «طاقة» ستركز على الفرص المجدية تجارياً للتقليل من تأثرها في قطاع النفط والغاز.
وأضاف: تشمل أعمالنا استكشاف وتطوير وإنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي والسوائل المصاحبة، إضافة إلى تخزين الغاز ومعالجته ونقله، ويمتد نطاق عملياتنا إلى المملكة المتحدة، وهولندا، والعراق، وكندا.
محطات جديدة
وقال ثابت: إن استراتيجية «طاقة» الجديدة تتضمن زيادة إجمالي قدرتها على توليد الكهرباء في دولة الإمارات من 18 إلى 30 جيجاواط خلال العقد القادم، موضحاً أنه على الرغم من أنه سيتم وقف تشغيل محطات الطاقة القديمة والأقل كفاءة القائمة حالياً والتي تبلغ قدرتها أكثر من 8 جيجاواط، فإنه سيتم استبدالها بمحطات جديدة تبلغ قدرتها الإنتاجية أكثر من 9 جيجاواط من الكهرباء النظيفة.
وأكد أن الزيادة في القدرة الإنتاجية سيكون لها دورٌ كبيرٌ في تلبية النمو المتوقع في الطلب على الكهرباء والمياه في الدولة على مدار العقد المقبل، كما تتماشى مع التزام الحكومة بالتحول نحو الطاقة النظيفة، موضحاً أنه مع التطورات التكنولوجية والحرص الكبير على زيادة الكفاءة، سوف تستمر الشركة في مجال توليد الطاقة النظيفة من مصادر متجددة، خصوصاً الطاقة الشمسية منخفضة التكلفة.
وأضاف: هناك أيضاً فرص تتعلق بالمحطات الداخلية، وهو نموذج يساعد الشركات التي تعمل في بعض الصناعات مثل البتروكيماويات والتعدين، وغيرها من منتجي السلع، على إدارة أعمال التوليد لديهم وتقليل الانبعاثات الناتجة عنها.
طاقة شمسية
وفيما يتعلق بمشاريع الطاقة الشمسية، أوضح ثابت أن مشاريع الطاقة المتجددة تمثل نسبة 5% من محفظة «طاقة» لتوليد الكهرباء، فيما تستهدف الشركة زيادة هذه النسبة لتصل إلى أكثر من 30% بحلول عام 2030.
وتمتلك «طاقة» حصة 60% في محطة «نور أبوظبي» التي تعد أكبر محطة مستقلة للطاقة الشمسية ضمن موقع واحد في العالم وهي قيد التشغيل، وتم تشغيل محطة «نور أبوظبي» منذ عامين تقريباً وبقدرة توليد كهرباء تبلغ 1.2 جيجاواط، وهو ما يعادل تزويد 90 ألف منزل بالكهرباء، إضافة إلى ذلك تساهم المحطة في خفض انبعاثات الكربون بأكثر من مليون طن متري سنوياً.
وأوضح أن الشركة لديها أيضاً قيد الإنشاء محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية، بقدرة لتوليد الكهرباء تبلغ 2 جيجاواط، وستبدأ أعمال الإنشاء فيها هذا العام، وستمتلك «طاقة» 40% من مشروع الظفرة، بينما ستمتلك كلٌ من «مصدر»، و«إي دي إف رينيوبلز»، و«جينكو باور» حصة 20% لكل منها.
مشاريع ضخمة
وأوضح ثابت أن «طاقة» تعتزم تنفيذ مشاريع ضخمة للبنية التحتية وتوسيع شبكاتها في دولة الإمارات، واستثمار 40 مليار درهم إضافية لتطوير أصولها المنظمة بحلول عام 2030 ضمن وحدة أعمال النقل والتوزيع، موضحاً أن معظم المشاريع التي سيتم تنفيذها تهدف إلى زيادة قدرة شبكة المياه والكهرباء لدعم النمو في طلب العملاء، وتعزيز أمن الإمدادات ورفع مستوى خدمة العملاء في إمارة أبوظبي.
وأضاف: في إطار استراتيجية وحدة أعمال النقل والتوزيع لدينا، ينصب تركيزنا على بناء القدرات من خلال الارتقاء بثقافة التميز التشغيلي، وتطبيق التقنيات الرقمية، وبناء قدرات إدارة الأصول والقدرات التنظيمية.
وتابع: سنواصل تنفيذ مشاريع مستدامة في البنية التحتية وتوسيع الشبكات في دولة الإمارات، وسنعمل على تعزيز مكانة الشركة التشغيلية التابعة لنا، «أبوظبي لخدمات الطاقة»، ونطور خدمات جديدة فيما يتعلق بإدارة جانب الطلب، لتمكين الشركات والمؤسسات في القطاعين العام والخاص من تحقيق طموحاتها في مجال توفير الطاقة.
تحديات الجائحة
وعن توقعات أداء الشركة هذا العام، أكد ثابت أن النتائج المالية للعام 2020 تظهر مرونة شركة «طاقة» كشركة، وكذلك قدرتها على الاستمرار على الرغم من تداعيات جائحة كوفيد- 19 والتحديات المرتبطة بها، حيث حققت الشركة تقدماً كبيراً خلال العام الماضي تجسد في الإنجازات التشغيلية والمالية الرئيسية على مدار العام، بما في ذلك إنجاز الصفقة مع مؤسسة أبوظبي للطاقة، واعتماد سياسة جديدة لتوزيع الأرباح، وزيادة حد الملكية الأجنبية، وإنجاز صفقة التمويل لمشروع محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية.
وأكد ثابت أن اندماج مؤسسة أبوظبي للطاقة مع شركة «طاقة» في يوليو من العام الماضي، كان بمثابة علامة فارقة لقطاع الكهرباء والمياه في دولة الإمارات، وقد نتج عن تلك الصفقة تحويل معظم أصول توليد ونقل وتوزيع الكهرباء والمياه في أبوظبي إلى شركة «طاقة»، الأمر الذي جعل «طاقة» واحدة من أكبر شركات المرافق المتكاملة في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وإحدى أكبر الشركات المدرجة في السوق المالي في دولة الإمارات من حيث القيمة السوقية.
9 محطات تحلية
أوضح جاسم ثابت أن قدرة «طاقة» الحالية لتحلية المياه تبلغ 913 مليون جالون في اليوم وذلك من 9 محطات تحلية في دولة الإمارات، وسيتم إضافة 200 مليون جالون في اليوم بعد إنشاء محطة «الطويلة» لتحلية المياه بالتناضح العكسي، والتي ستكون الأكبر من نوعها في العالم عند إكمال إنشائها ودخولها حيز التشغيل التجاري.
وأوضح أن تقنية التناضح العكسي تستخدم طاقة أقل بمعدل النصف من تلك التي تحتاجها وسائل التحلية الحرارية التقليدية، وتضم محطة الطويلة للتناضح العكسي، محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة 50 ميجاواط، وذلك ضمن نفس الموقع مما يعزز من سجلها كمشروع مُستدام.
