مصطفى عبد العظيم (دبي)
لعقود طويلة ظل سوق الشناصية، الذي يعد من أقدم وأكثر الأسواق حيوية في المنطقة قديماً، ويعود بناؤه إلى القرن التاسع عشر الميلادي، أحد الشواهد الحيَة على المحطات التاريخية المهمة في تاريخ الشارقة، وقلبها النابض بالحركة والنشاط، والملتقى اليومي الذي كان يجتمع فيه أهالي المنطقة ومقصداً للبحارة والتجار.
واليوم وبعد سنوات قليلة من قيام هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» بإعادة بناء السوق وافتتاحه في شهر سبتمبر 2015، بطابعه التراثي والمعماري العريق، الذي ما زالت صورته محفورة في أذهان الآباء والأجداد، بات سوق الشناصية، جوهرة قلب الشارقة، يشكل إطلالة سياحية وتجارية وثقافية استثنائية على ذاكرة التاريخ، ونافذة رئيسية يفوح منها عبق الماضي وأصالته ونبض الحاضر وروعته وآفاق المستقبل وإشراقته.
ويحمل سوق الشناصية، الواقع بمحاذاة خور الشارقة، حيث رائحة البحر والمباني التراثية العتيقة، ثمة تفاصيل تروي ملامح الحياة القديمة التي عاشها الآباء والأجداد في فترة الخمسينيات من القرن الماضي، كما يحمل كذلك حتى في مسماه تاريخاً غنياً، حيث تعود تسميته إلى التجار الذين اعتادوا التردد عليه بشكل مستمر في الماضي من منطقة شناص العُمانية.
وجهة رئيسية
كانت أرض سوق الشناصية التاريخية، والتي تربط سوق العرصة في منطقة المريجة بسوق الشيخ صقر بن محمد القاسمي في منطقة الشويهين، مكاناً يتبادل فيه التجار بضائعهم ويشتري فيه الناس احتياجاتهم، وظلت خلال منتصف القرن الماضي، وجهة رئيسية للتسوق في قلب الشارقة القديمة، وتم إعادة بنائها من جديد، ليكون إضافة جديدة إلى الأسواق التقليدية بالشارقة، ويعزز النشاط التجاري والحركة السياحية بالمنطقة.
ويحتوي السوق الذي تم منح الأولوية فيه لتأجير مرافقه إلى رواد الأعمال الإماراتيين الشباب، من أجل المحافظة على الهوية الوطنية للأجيال القادمة، اليوم على مجموعة من المنتجات التقليدية والعصرية، وعلى الحرف اليدوية، والأزياء الإماراتية والمسابيح، والحلويات التقليدية، والأثاث وغيرها من الحلي والأحجار الكريمة، ذات الطابع المعاصر بروح تراثية أصيلة.
إلى جانب عدد من المحال المختصة بالمطبخ الإماراتي التقليدي، ما يجسد الأهمية الاقتصادية للسوق في الماضي والحاضر، لتنضم إلى قائمة أهم الوجهات السياحية والاقتصادية في الإمارة.
وما زال هذا السوق بكل ما يتضمنه من سكيك ومحال حاضرة في ذاكرة الرعيل الأول، الذين عاصروا السوق وكانوا شاهدين على مراحل التطور والنهضة التي تشهدها الإمارة اليوم.