عدد اليوم
مصطفى عبد العظيم (دبي)
يعتبر السوق الكبير في بر دبي، واحداً من أهم وأقدم الأسواق المعروفة في دبي والمنطقة، إذ يعود تاريخ تشييده إلى أوائل القرن التاسع عشر، ليشكل خلال هذه العقود الطويلة ذاكرة الحركة التجارية في الإمارة، وقيمة استراتيجيّة واقتصادية مهمّة، حوّلته إلى مركز تجاري لتبادل المنتجات والبضائع بين منطقة الخليج العربي وشرق آسيا.
يقع السوق الكبير الذي تمت توسعته مرات عدة، بمحاذاة خور دبي، حيث يبدأ من موقع الجمارك القديم، وينتهي عند منطقة الشندغة، ليشكّل بذلك موقعاً سياحياً وتاريخياً بارزاً في الإمارة من خلال شوارعه الضيّقة التقليدية وأزقّته ومعالمه العمرانيّة التراثية التي تتميز بوجود أبراج الهواء والزخارف الجصية التقليدية.
ويتكون السوق الذي ما زال يحافظ على جاذبيته باعتباره الوجهة النابضة التي تفوح بعبق التراث والأصالة حتى اليوم، من محور رئيس واسع مغطى بشكل تقليدي، وعلى جانبيه شيدت المحال التجارية بعرض 3.5 متر تقريباً، ينقسم إلى جزأين، الجزء الأمامي وهو في شكل رواق مطل على الممر الرئيس لغرض العرض واستقبال الزبائن والجلوس، أما الثاني فمخصص للتخزين.
يتيح السوق الكبير الذي يُعد وجهة رئيسة للسياح، فرصة الاستمتاع بخبايا الماضي وملامسة الحياة الإماراتيّة القديمة من خلال خوض غمار تجربة فريدة تختزل المعالم التاريخية والأنشطة التجارية لأسواق دبي التقليدية التي تمّت توسعتها وترميمها مرّات عديدة لتحتضن كبريات المعاملات التجارية وتزيد من شهرة دبي وصيتها الذائع.
ويجمع السوق الكبير في بر دبي، الذي يتألّف من 12 بوّابة تفتح صباحاً وتغلق مساءً، العديد من الأسواق مثل سوق البهارات والتوابل والخاصة ببيع البهارات والتوابل، إضافة إلى الأعشاب الطبية المتوافرة في البلاد أو التي تجلب من الخارج، بالإضافة إلى سوق المناظر الذي تباع فيه المرايا المزينة بالأشجار والرسوم، وسوق الملابس وأدوات الزينة النسائية وسوق الحبال والدعون وسوق المطارح وسوق الفحم من أهم منتجاته الحطب والفحم وأوراق الطباق، كما يوجد به سوق الذهب، وسوق العطور الذي يوجد به البخور والصندل والعود.
