رشا طبيله (أبوظبي)
ناصر النويس.... أحد أهم رواد القطاع السياحي في الإمارات، وأول من وضع، في ظل توجيهات القيادة الرشيدة منذ تأسيس دولة الإمارات، اللبنة الرئيسة للقطاع السياحي بالدولة ليصل اليوم إلى العالمية.
النويس، ساهم بخبرته في مسيرة التطوير والتحديث الذي أطلقها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منذ قيام دولة الإمارات في 1972، من خلال انخراطه بأكثر من جهة وموقع وفي أعمال تخصصية في عالم المصارف والتأمين والطيران والاستثمار السياحي، فهو يعتز برفقته للشيخ زايد على مدى أكثر من 20 عاماً، وما تعلمه من خبراته وقيمه ومبادئه.
فمولده كان في مدينة أبوظبي، حيث عاش طفولته فيها وكان يساعد والده الذي كان يعمل في تجارة الفواكه، ويقوم بتدوين المبيعات، ثم يعود من المدرسة لإنهاء واجباته المدرسية، ثم يرجع مرة أخرى إلى السوق لنقل الحسابات إلى دفاتر الحسابات الخاصة بمحل الفواكه.
وبعد حصول النويس على شهادة الثانوية العامة، أكمل دراسته في جامعة نيويورك لينال درجة بكالوريوس في إدارة الأعمال ليعود إلى أرض الوطن ويعكس ما تعلمه وخبرته للمساهمة مع القيادة الرشيدة في ترتيب شؤون مؤسسات الدولة مع بدء مسيرة الاتحاد.
مناصب حكومية
وتسلم النويس منصب المدير العام لصندوق أبوظبي للتنمية، فأدار مشاريع سياحية، وصناعية وزراعية، ومشاريع تتعلق بالبنى التحتية في دول الشرق الأوسط وإفريقيا، وتسلم منصب وكيل وزارة المالية والصناعة، وأسس «شركة أبوظبي الوطنية للفنادق» في ثمانينيات القرن الماضي،، وتولى رئاسة مجلس إدارتها لمدة 14 عامًا، لتكون هي اللبنة الأساسية التي بدأت فيه مسيرة التنمية السياحية والعمل الجاد لاستقطاب السياح، وجعل أبوظبي والدولة بشكل عام وجهة سياحية دولية عالمية، حيث استطاع المشاركة، بالتعاون مع الشركاء من الفنادق بعد جهود واجتماعات متعددة، في أول معرض سياحي عالمي في برلين منتصف الثمانينيات ليتم استقطاب أول فوج سياحي إلى أبوظبي يتألف من ألف سائح عام 1987.
جهود سياحية
ومع جهود النويس وفريقه في تأسيس السياحة، شهدت إمارة أبوظبي قفزة في أعداد السياح، خلال العام 1988 بمقدار الضعفين، مقارنة بالعام 1987، بإجمالي 3 آلاف سائح، ثم ارتفع العدد إلى 11 ألف سائح في العام 1989، لترفع فنادق أبوظبي لافتة «كامل العدد» أنذاك لتصبح اليوم أبوظبي تستقطب أكثر من 11 مليون سائح بحسب أرقام 2019.
وكانت تعمل في مطلع الثمانينيات بإمارة أبوظبي 8 فنادق منها 6 فنادق تحمل علامات عالمية، وفقاً للنويس، واليوم يصل عدد فنادق أبوظبي إلى 168 منشأة فندقية.
وترأس النويس أيضا مجلس إدارة شركة أسواق للإدارة والخدمات، التي أنشئت في أبوظبي سنة 1999، وهي تمثل الشركة الفرنسية «شركة الأسواق التجارية» في الشرق الأوسط، وتقوم بأعمال الإدارة والخدمات لشركات تطوير العقارات المتعددة الاستخدامات بدولة الإمارات والخليج العربي والشرق الأوسط. ويترأس ناصر النويس جميع مجالس الإدارة للشركات
التابعة والمتفرعة لها الآتية، وهي شركة بيروت العقارية للإدارة والخدمات في بيروت وعمّان العقارية للإدارة والخدمات (شركة ساهمة خاصة في عمّان الأردن- وشركة الخليج للإدارة والخدمات في المنامة، وأسواق للإدارة والخدمات دبي في دبي.
تأسيس المجموعة
وبعد أن استطاع رسم صورة مشرقة للإمارات في ظل توجيهات القيادة الرشيدة على الخارطة السياحية العالمية بحنكته وعقله الإداري وخبرته في قطاع الضيافة، استطاع النويس تأسيس مجموعة «روتانا» لإدارة الفنادق عام 1992، لتكون أول سلسلة فنادق عربية بالشرق الأوسط، حيث شهدت في انطلاقتها الكثير من التحديات، ولكن النويس وجد في تلك التحديات فرصاً كبيرة للعمل والإبداع، فرأى أول فندق للمجموعة النور عام 1993، وهو فندق «الشاطئ روتانا» أبوظبي وكان من شأنها أن تغير وجه مشهد الضيافة في المنطقة بتوفير مستويات استثنائية من الخدمة والراحة والأناقة.
واليوم، استطاع النويس أن يجعل من روتانا مجموعة فندقية عالمية، التي يرأس مجلس إدارتها، تنافس الشركات العالمية، وتنتشر عبر 106 فنادق، في 24 مدينة عبر 14 دولة في منطقة الخليج والشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا الشرقية وتركيا.
جوائز دولية
وخلال مسيرته العملية وتقديراً للدور الكبير الذي يقوم به كأحد كبار رجال الأعمال والمستثمرين في قطاع الفنادق بالمنطقة العربية، فقد حصل ناصر النويس على عدد من الجوائز، وبفضل إدارته حصلت «روتانا» لإدارة الفنادق على عدد من الجوائز منها: جائزة «الإسهام الضخم في الأنشطة السياحية في المنطقة» التي قدمتها جلالة الملكة رانيا، ملكة الأردن في احتفال عالمي أقيم في لندن، والجائزة الدولية لأفضل أداء من مجلس لجوائز العالمية-جائزة الشيخ خليفة للامتياز، وه الجائزة الأعلى للمؤسسات التجارية في إمارة أبوظبي.
وحصلت أيضاً روتانا على جائزة أفضل علامة تجارية لقطاع الفنادق، في «جائزة التميز للعلامات التجارية الوطنية الخليجية» في دبي، و أفضل علامة تجارية لقطاع الفنادق في المنطقة خلال السلسلة الرابعة لجوائز هوريكا للسياحة.
وجهة عالمية
ويفتخر النويس بما تتميز به الإمارات على خارطة السياحة العالمية حيث قال إن دولة الإمارات نجحت في ترسيخ مكانتها وجهة عالمية في قطاع السياحة والضيافة، ما حقق طفرة ملحوظة خلال السنوات الماضية، وأصبحت ضمن أفضل 10 وجهات سياحية في العالم وأضاف «ارتقت المشروعات النوعية التي تم إطلاقها بالقطاع السياحي المحلي إلى أعلى المستويات، وأسهمت توجيهات القيادة الرشيدة في تطوير البنى التحتية الداعمة للقطاع، وفي تعزيز وضع الدولة على خريطة السياحة العالمية، لتضع القطاع على أعتاب نمو قوي على مدى العقد المقبل».
وتسهم «روتانا» في إحياء صناعة السياحة في أبوظبي بشكل مباشر، عن طريق إنشاء الفنادق ذات مستويات عالية من الخدمات الراقية إلى جانب المساهمة في الترويح السياحي لأبوظبي عن طريق مشاركتها في المعارض الدولية والعروض والحزم والخدمات التي تطلقها بشكل مستمر.
مواجهة الجائحة
وحول أداء قطاع السياحة خلال جائحة «كورونا»، قال النويس «بفضل نجاح حكومة دولة الإمارات في مواجهة الجائحة العالمية، ومع تبوئها المركز الأول عربيًا والـ 11 عالميًا، ضمن قائمة أكثر 100 دولة أماناً في العالم من فيروس كورونا، تم اتخاذ القرار الجديد لدعم جميع القطاعات والمساهمة في تعافيها في ظل الأزمة العالمية».
وأضاف «السياحة الداخلية تعّدمن أهم ركائز السياحة في الدولة، لا سيما وقت الأزمات، إذ تحسنت معدلات الأشغال تدريجيًا في مختلف فنادقنا ومنتجعاتنا في الدولة نتيجة للإجراءات والتدابير التي اتخذتها حكومة دولة الإمارات، وأسهمت في عودة السياحة الداخلية التي تعد المحرك الأول لتعافي القطاع».