حسام عبدالنبي (دبي)
يشهد قطاع السلع الأساسية بما فيها النفط نمواً ملحوظاً على خلفية توقعات متفائلة بارتفاع الطلب استناداً لأخبار التوصّل إلى لقاح منذ مطلع نوفمبر، حسب توقعات أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع لدى «ساكسو بنك»، والذي حدد عدداً من العوامل التي ستعزز الطلب على النفط، ومن ثم ارتفاع أسعاره، ومنها التوقعات بعودة حركة السفر عالمياً، وانتعاش حركة الاستهلاك أكثر في المستقبل، وصولاً إلى رفع القيود المرتبطة بأزمة كوفيد-19 بعد انتشار برامج التطعيم.
وأكد هانسن، خلال جلسة إحاطة استضافها ساكسو بنك عبر الإنترنت، أمس، أن ارتفاع أسعار النفط، بشكل عام، يعتبر مؤشراً إيجابياً لاقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي.
وأشار إلى أن التحوّل الأخضر، مثل الانتقال إلى السيارات الكهربائية، قد بدأ أولاً عندما تجاوزت أسعار برميل النفط 100 دولار أميركي، إذ أدرك المستهلكون في هذه المرحلة أن البدائل الخضراء لم تعد مكلفة جداً، منبهاً أنه في حال مررنا بفترة من عدة سنوات ارتفعت خلالها أسعار النفط لتتجاوز التوقعات، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من المحفزات للتحول الأخضر، وتقليل الاعتماد علي الوقود الأحفوري.
وفيما يخص أسعار الذهب، أفاد هانسن، بأن توقعات ساكسو بنك أن ترتفع أسعار الذهب فوق 2000 دولار أميركي خلال الشهور القادمة.
وقال: إن الفضة تعتبر من السلع التي يجب مراقبتها، حيث يسهم الارتفاع الداعم لأسعار الذهب والمعادن الصناعية في تحقيق أداء أقوى نسبياً من الذهب، وباعتبار سعر أونصة الذهب 2000 دولار، نرى سعر أونصة الفضة عند 33 دولاراً أميركياً، بارتفاع 20% تقريباً عن مستوياته الحالية.
وقال إنه ما زال متفائلاً بشأن الذهب والفضة، حيث لم تقم السوق بالتسعير الكامل وفقاً للتأثيرات الحقيقية للتضخّم، موضحاً أن التوقعات بأن يكون التضخّم أكثر ارتفاعاً من الأسعار الحالية في السوق، سيشكل نقطة تحوّل للذهب، حيث أصبح التضخّم أمراً واقعاً حتى ولو لم تظهره البيانات، وكل ما يتطلبه الأمر هو النظر إلى تكاليف الغذاء.
وبيّن أن السوق تنظر إلى أداء النحاس باعتباره واحداً من أقوى السلع الأساسية، ونقطة تركيز رئيسة للمستثمرين، ويعدّ جزءاً أساسياً من عملية التحوّل الأخضر ومادة أوّلية لمحطات الشحن والسيارات الكهربائية والأسلاك، ما يجعل انخفاض أسعاره أمراً ضرورياً لاستيعاب هذه المنتجات.
ولفت إلى أهمية تذكّر الدور الهام الذي يلعبه الدولار الأميركي في السلع، مؤكداً أنه على الرغم من المؤشرات الواضحة مؤخراً على قوّة الدولار الأميركي، لا يزال تركيز السوق متجهاً نحو ضعف الدولار في المستقبل، ما يلعب دوراً في السلع الداعمة لارتفاع الأسعار.
ورداً على سؤال عن الطفرات السعرية التي حققتها العملات المشفرة مثل بيتكوين، أجاب هانسن، بأن العملات المشفرة لا تزال تمثل أدوات للمضاربة وليست مخزناً للثروة، مختتماً بالتأكيد على أن الذهب أثبت على مدار السنوات الماضية نجاحه في أن يكون مخزناً للقيمة والثروة، وسيظل أحد المفاتيح المهمة لتحقيق ذلك.
«إس آند بي»: العملات المشفرة أدوات مضاربة
قالت وكالة «إس آند بي جلوبال للتصنيفات الائتمانية»، في تقرير نشرته مؤخراً، إن هناك موجة جديدة من الاهتمام بالعملات المشفرة بعد الارتفاع الأخير في سعر البتكوين، ولكن الوكالة تعتقد بأن هذه العملات ما تزال تمثل أدوات للمضاربة وليست وسيلة للتجارة.
جاء ذلك في تقرير نشرته الوكالة أمس بعنوان: «العملات المشفرة لا تزال في الغالب أدوات مضاربة، وليست وسيلة للدفع».
وقال محمد دمق، المحلل الائتماني في الوكالة: «نعتقد بأن الجهات التنظيمية وتزايد الثقة بين الناس هما مفاتيح الاستخدام الأوسع لهذه العملات».
وأضاف: نرى بأن هناك فرصة لاعتماد العملات الرقمية للبنوك المركزية على نطاق واسع كوسيلة للدفع أكبر من العملات الرقمية الخاصة، في المدى الطويل.
وتابع نرى أيضاً بأن الانخفاض الشديد في أسعار الفائدة، والسيولة العالية، وتزايد توقعات التضخم، والتقييمات المرتفعة للأوراق المالية الأخرى، من المحتمل أنه قد يكون ساهم بتجدد اهتمام المستثمرين بالبتكوين.