ريم البريكي (أبوظبي)
كشف مديرو وباعة عاملون في محال لبيع الهواتف المتحركة وإكسسواراتها في أبوظبي عن ارتفاع في حركة البيع في أسواق الأجهزة الذكية واللوحية خلال شهري يناير وفبراير من العام الجاري، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، بنسب تراوحت ما بين 5 إلي 15%.
وأكدوا أن هناك عدداً من العوامل المستحدثة التي ساهمت في انتعاش أسواق الهواتف المتحركة، منها لجوء العديد من الشركات والمؤسسات والمدارس باعتماد آلية العمل والدراسة عن بُعد، لتفادي انتشار جائحة كوفيد- 19.
وأوضح هؤلاء أن تلك العوامل ساهمت بشكل كبير في ارتفاع معدلات الطلب على شراء الهواتف، فضلاً عن لجوء الكثير من المحال إلى اتباع أساليب جديدة في العروض والتخفيضات السعرية بهدف جذب المزيد من العملاء.
الأجهزة اللوحية
وخلال جولة لـ«الاتحاد» على محال بيع الهواتف المتحركة داخل مدينة أبوظبي، قال إبراهيم محمد علي مسؤول مبيعات في محل «البرنس» للهواتف المتحركة إن مبيعات المحل أفضل العام الحالي من العام الماضي، موضحاً أن اعتماد آلية العمل والدراسة عن بُعد ساهم في زيادة عمليات شراء الأجهزة اللوحية والهواتف المتحركة، مقارنة بالفترة ذاتها، والتي لم تعتمد فيها آلية بعد.
وأفاد إبراهيم بأن الاستثمارات في الأسواق الإماراتية بشكل عام لم تتأثر بالجائحة مع توجه أصحاب المحال بيع الهواتف للبيع كذلك عن بُعد، واعتماد وسائل حديثة للتسهيل عمليات البيع والتوصيل للعملاء بمنازلهم، منوهاً إلى أن المحل قام بتقديم عروض على أنواع محددة من الإكسسوارات والمستلزمات الإضافية للهواتف والأجهزة اللوحية.
وأضاف أن الزيادة في المبيعات تسجل بداية كل شهر مع تسلم الموظفين رواتبهم، مشيراً إلى أن تركيز العملاء على شراء ضرورات العمل والدراسة بشكل أكبر، وحاجة بعض الموظفين لإنجاز أعمالهم الوظيفية.
عودة الطلب
بدوره، أشار أحمد الذرعاوي بائع في محل «اوتار» للهواتف المتحركة أن نسبة عودة المتعاملين للشراء من المحل مباشرة بلغت نحو 90% مقارنة بفترة الحظر، وذلك بعد توفير لقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد واستعادة الناس للثقة والطمأنينة بالإجراءات الاحترازية التي تتخذها المحال من تعقيم للمحل، واتخاذ التدابير الاحترازية التي توفر سلامة المتعاملين بالإضافة لصرامة القوانين والإجراءات التي تتبعها الجهات المعنية لمراقبة الأسواق.
وبين الذرعاوي أن العامل الآخر تمثل في زيادة متطلبات المدارس للأجهزة اللوحية بمواصفات محددة منها توفر حجم الجهاز ومساحة التخزين به وسرعته وتوفر مخازن التطبيقات المتوافقة مع الاندرويد والابل ستور، موضحاً أن متوسط أسعار تلك الأجهزة يتراوح ما بين 800 إلى 1300 درهم.
حركة المبيعات
وقال بائع آخر أن هناك عدداً من المحال البيع تأثرت مبيعاتها بشكل عكسي نتيجة للأوضاع وتداعيات جائحة كوفيد- 19، مبيناً أن حركة المبيعات ليست واحدة في جميع المحال، بل ترجع مستوى المبيعات حسب سياسة كل محل بالإضافة للعروض المقدمة من محل وآخر.
وأشار أن السوق حالياً يعتمد أكثر على التسابق التقني وقدرة الباعة على المنافسة والتواجد عبر حسابات المحال الإلكترونية في مختلف التطبيقات والتسويق للمنتجات وتوصيلها للمستهلك مباشرة، مشيراً إلى أن زيادة الأرباح لم تعد مرتبطة بأسباب ومؤثرات بل تعتمد على عمليات التسويق الإلكترونية والتقنية بشكل أكبر.
مواقع التواصل
وبين أشرف كمال صاحب محل «الشرق الأوسط» للهواتف المتحركة أن المحال الكبرى في سوق الهواتف المتحركة استفادت كثيراً من عمليات البيع في الفترة الحالية، حيث ركزت الكثير منها أنشطتها على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الرسمية الإلكترونية لها، بالإضافة لعقد شركات مع متاجر إلكترونية عالمية سهلت لهم عمليات البيع بشكل أوسع.
وتوقع كمال أن تشهد الفترات القادمة حركة أفضل لجميع محال بيع الأجهزة الذكية خاصة مع توفر اللقاح، متوقعاً زيادة المبيعات بنسبة 100% مع اقتراب طرح الشركات المصنعة لموديلات حديثة من الأجهزة اللوحية والذكية.
نقص التوريد
أكد المهندس أحمد الزرعوني الخبير التقني أن شراء الأجهزة اللوحية سيطر على مبيعات الأسواق خلال الفترة الأخيرة نتيجة تداعيات جائحة «كورونا»، مما أحدث نقصاً حاداً في التوريد على مستوى العالم، ونتيجة للطلب المتزايد عالمياً على الأجهزة الذكية.
وقال الزرعوني، إن أسواق دولة الإمارات لم تتأثر بنقص هذه النوعية من الأجهزة كونها مركزاً عالمياً لإعادة التصدير لكثير من دول العالم، في الوقت الذي لم تشهد فيه شركات كبرى مصنعة تغييراً جذرياً في التصميم، ما ساهم في تراجع الأسعار بشكل كبير، وبالتالي زيادة الطلب على الشراء.