سيد الحجار (أبوظبي)
أكد معالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي وزير التغير المناخي والبيئة أن الإمارات حققت إنجازاتٍ ملموسة في مجال الطاقة المتجددة، حيث ارتفعت القدرة الإنتاجية من 10 ميجاوات في 2009 إلى 2400 ميجاوات حالياً، فيما يسهم دخول المشاريعِ الجاري تطويرها حيّزَ التشغيلِ الفعلي، في إضافة 6000 ميجاوات جديدة بحلول 2030، وهو ما يرفع إجمالي الطاقة المتجددة بالإمارات إلى 8400 ميجاواط، بنمو 250%.
وقال معاليه، خلال إلقائه لبيان دولة الإمارات في الجلسة الافتتاحية لفعاليات الدورة الحادية عشرة من اجتماعات الجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، التي بدأت افتراضياً اليوم، ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة 2021، التي تستمر من 18 إلى 21 يناير الحالي، إنه على المستوى العالمي ساهمت الشراكة بين "آيرينا"، و"صندوق أبوظبي للتنمية"، وشركة مصدر في تنفيذ العديد من مشاريع الطاقة المتجددة في الدول الجزرية للبحر الكاريبي، ودول الجزر في المحيط الهادي، بقيمة تمويلية بلغت 450 مليون دولار.
وأضاف أن شركة مصدر باتت أحد أهم اللاعبين الدوليين في هذا المجال حيث تدير محفظة من مشاريع الطاقة المتجددة بقدرة إنتاجية تبلغ 11 جيجاوات في ما أكثر من 30 دولة حول العالم.
وتابع: ساهمت جهود الدولة في تسجيل التكلفة الأقل لإنتاج هذا النوع من الطاقة عالمياً، حيث سجلت في العام 2019 تكلفة وحدة الإنتاج لم تتجاوز 1.7 سنت لكل كيلو وات في الساعة، وفي 2020 وعبر مشروع الطاقة الشمسية في منطقة الظفرة سجلت تكلفة أقل انخفاضاً، حيث لم تتجاوز 1.35 سنت لكل كيلووات في الساعة.
وأشار معاليه إلى الالتزام الطوعي لدولة الإمارات نحو جهود العمل من أجل البيئة والمناخ ونشر حلول الطاقة المتجددة عبر إعلانها عن التقرير الثاني من مساهماتها المحددة وطنياً، والتي تشمل في أحد أهم جوانبها التخطيط المستقبلي لخفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة، وتطوير الدولة لأول شبكة تجارية في المنطقة لاحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه بما يعزز تحقيق "حيادية الكربون"، وزيادة حصة الطاقة النظيفة ، لتصل إلى قدرة إنتاجية 14 جيجا وات بحلول 2030، و50% من إجمالي مزيج الطاقة المحلي بحلول 2050.
وشدد معالي الدكتور عبدالله النعيمي وزير التغير المناخي والبيئة على ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق الدولي وتسريع وتيرة الحراك لدعم تحول الطاقة وزيادة حصص الطاقة المتجددة عالمياً، للمساهمة في تعزيز حماية البيئة والعمل من أجل المناخ، ولضمان مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمقبلة.
وأوضح أن جائحة انتشار فيروس كورونا المستجد وطبيعة التعامل العالمي معها قدمت درساً مهماً مفاده أن الاستعداد المسبق والتعاون والتنسيق والالتزام بالمتطلبات أساس النجاح في مواجهة كافة التحديات، الأمر الذي يجب الاستفادة منه في العمل العالمي لمواجهة التحدي الأكثر خطورة ليس على مستقبل البشرية فحسب وأنما على الحياة على كوكب الأرض ككل، تحدي التغير المناخي وتداعياته.
وقال معاليه، إن السنوات العشر الماضية من عمر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة شهدت تطوراً كبيراً في نشر واستخدام حلول الطاقة المتجددة عالمياً، حيث تضاعف حجم الإنتاج العالمي للطاقة المتجددة من 1136 جيجاوات، ليتجاوز 2537 جيجاوات، شاركت الوكالة في دعمه وتعزيزه بقوة، كما سجلت نمواً في عدد أعضائها من الدول الراغبين في تعزيز تحول الطاقة العالمي وزيادة اعتمادهم على شكل أكثر صداقة للبيئة من الطاقة، حيث ارتفع عددهم من 85 إلى 163 دولة عضو، إضافة إلى 21 دولة في مرحلة إجراءات المصادقة.
وأكد معاليه أن الانتشار الذي حققتهُ حلول الطاقة المتجددة عالمياً يعد مبشراً، ولكن ما يزال أمام المجتمع الدولي الكثير لتجاوز التحديات التي تواجه تحول الطاقة وزيادة استخدام حلول الطاقة المتجددة.
وقال معاليه إن الطريق طويلاً للوصول بمسيرة تحول الطاقة العالمية للمستوى المطلوب للمساهمة بفاعلية لمواجهة تحدي تغير المناخ ويضمن مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمقبلة، فوفقاً لـ"آيرينا" يتطلب الانتقال لنظام طاقة عالمي خالٍ من الانبعاثات الكربونية مزيداً من الاستثمارات في قطاع الطاقة بمبالغ تقدر بـ 15 تريليون دولار بحلول 2050، لذا يجب علينا جميعاً تكثيف جهودنا ورفع سقف طموحاتنا لدفع وتسريع وتيرة تحول الطاقة وزيادة حصص الطاقة المتجددة عالمياً.
وفي ختام بيان دولة الإمارات، أشار معالي الدكتور بلحيف النعيمي إلى الأهمية العالمية التي بات أسبوع أبوظبي للاستدامة يمثلها على مستوى دعم وتعزيز جهود نشر واستخدام حلول الطاقة المتجددة وتحقيق الاستدامة، داعياً ممثلي الدول الأعضاء في "آيرينا" للتفاعل مع فعاليات ومناقشات الأسبوع للخروج بتوصيات وتوجهات مستقبلية تساهم في تحقيق الاستدامة وحماية البيئة وتعزيز العمل من أجل المناخ وضمان مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمقبلة.
تحول الطاقة
ومن جانبه، قال فرانشيسكو لا كاميرا، المدير العام لـ "آيرينا"، خلال كلمته : اجتماع جمعية الوكالة الدولية للطاقة المتجددة هو أول اجتماع حكومي دولي في عام 2021، وستحدد مداولاته في الأيام المقبلة مسار القطاع خلال العام القادم.
وأضاف: عام 2020 أظهر أننا لا نستطيع مواصلة الأعمال على النحو المعتاد إذا أردنا العيش في عالم آمن ومزدهر للجميع، وسيلعب تحول نظام الطاقة دوراً محورياً في تمكيننا جميعاً من التغلب على الأزمة الصحية الراهنة، وامتلاك الأدوات اللازمة لحل أزمة المناخ.
فيما أكدت تيريزا ريبيرا، نائبة رئيس الحكومة الإسبانية وزيرة التحول البيئي والتحدي الديموغرافي، رئيسية عمومية "آيرينا" أن البلدان النامية والدول الصناعية تحظى بفرص مميزة لإزالة الكربون، ما يساهم بالتالي في تحقيق أمن الطاقة، والنمو الاقتصادي السليم، وتحديث الصناعات.
حصة الطاقة النظيفة
شارك معالي المهندس سهيل المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، في اجتماع اللجنة رفيعة المستوى ضمن فعاليات النسخة 11 من اجتماع الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، متحدثاً عن الخطط الطموحة لدولة الإمارات لإنجاز التحول في مجال الطاقة.
وقال المزروعي خلال مشاركته بالاجتماع: تؤمن الإمارات بضرورة التحول بقطاع الطاقة، ونستهدف رفع حصة الطاقة النظيفة إلى 50% بحلول 2050، عبر توفير 44% من مصادر الطاقة المتجددة، و6% من الطاقة النووية.
وأضاف: الإمارات تقوم حاليًا بتحديث استراتيجيتها في مجال الطاقة، ومتحمسون بسبب انخفاض تكاليف مصادر الطاقة المتجددة التي تشهدها الإمارات، وبالنظر إلى الأسعار الحالية، قد نزيد أهدافنا للطاقة المتجددة.