يوسف العربي (دبي)
أكد خبراء ومشاركون في قمة «سيتي سكيب جلوبال 2020»، التي افتتحت أمس، أن الإمارات ضمن أكثر الدول استفادة من رفع قيود السفر واستئناف حركة الطيران، حيث بدأت أعداد السائحين ترتفع تدريجياً، باعتبارها من أهم الوجهات السياحية الآمنة والتي تتمتع بمرافق ورعاية صحية يثق بها المسافرون.
وأضافوا أن الإجراءات الناجحة التي اتخذتها دولة الإمارات للتعامل مع تحديات الجائحة، ضمنت استئناف الحركة الاقتصادية، ودعم عودة الحياة الطبيعية، مع وضع سلامة الأفراد على قمة الأولويات، مشددين على أن استئناف حركة السياحة واعتماد النظام الجديد للإقامات الطويلة سيسهمان في انتعاش القطاع العقاري في الدولة خلال الفترة المقبلة.
وافتتح مطر محمد الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين لهيئة الطرق والمواصلات، القمة الاستثنائية من «سيتي سكيب العقارية»، الفعالية السنوية التي تنظمها «إنفورما ماركتس» بالتعاون مع دائرة الأراضي والأملاك بدبي في مركز دبي التجاري العالمي.
ركيزة حيوية
وقال الطاير: إن القطاع العقاري في إمارة دبي ركيزة حيوية لتعزيز الاقتصاد الوطني، ويسهم بشكل فعَّال في ريادة وازدهار الإمارة، ويُعد حجر الزاوية في التوسع الحضري للإمارة وتطورها، وتحرص حكومة دبي على توفير مختلف أشكال الدعم لهذا القطاع، بما يسهم في تنشيطه وتعزيز أدائه.
وأضاف أن المعرض أكبر منصة لمشاركة المعارف والرؤى حول القطاع العقاري في المنطقة، ويوفر فرصة التواصل للمطورين العقاريين، وكبار المستثمرين والمؤسسات المالية، وخبراء الصناعة والمهنيين في العالم.
وحضر الافتتاح هلال المري، مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، كما شارك سلطان بن مجرن، مدير عام دائرة الأراضي والأملاك في دبي بكلمة مسجلة عرضت على المنصة أمام مسؤولين حكوميين في دبي، وشخصيات بارزة في القطاع الخاص.
دعم قوي
من جانبه، قال سلطان بطي بن مجرن، المدير العام لدائرة الأراضي والأملاك في دبي: إن انعقاد دورة يتوج الجهود المخلصة والخطط الاستباقية التي وضعتها القيادة الرشيدة، وما وفرته من حوافز اقتصادية، عادت بالنفع على جميع قطاعات الأعمال في الإمارة، وأهمها القطاع العقاري، كونه قاطرة نمو القطاعات الأخرى.
وأضاف أن «القمة تتناول أهم القضايا العقارية، وترسم ملامح المستقبل العقاري، وتستعرض أبرز التحديات والفرص في المنطقة، بمشاركة جهات معنية ومختصين وخبراء عقاريين، ما سيؤدي إلى وضع حلول وتوصيات تسهم في تعزيز نضج السوق العقاري في دبي، وتأكيد مكانته عالميا».
وأطلقت الدائرة دليل التطوير العقاري، كما قدم مديرو الدائرة التنفيذيون شرحاً وافياً حول تطبيق «دبي ريست» أول منصة رقمية للعقارات في دبي تتيح للمستثمر والمالك اتخاذ قرارات التصرفات العقارية عبر إجراءات رقمية، ومن دون الحاجة إلى مستندات ورقية.
وجهة آمنة
وفي كلمته، أكد هلال سعيد المري، مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، أن التحديات الراهنة المرتبطة بجائحة «كوفيد 19» شملت جميع أنحاء العالم، إلا أن الإمارات تعاملت باحترافية معها مع وضع سلامة الأفراد في المقدمة.
وأوضح أن الإجراءات الناجحة عززت مكانة الإمارات كواحدة من أهم وجهات السفر الآمنة، بعد نجاحها في توفير تجربة سفر آمن مستندة إلى قوانين فاعلة والتزام جماعي من الأطراف المعنية، لافتاً إلى أن دبي جاءت ضمن أكثر 24 وجهة في العالم أداء خلال الشهرين الماضيين، مستفيدة من رفع دول قيود السفر.
وفي جلسة بعنوان «الخطوة التالية لقطاع السياحة في دبي»، قال المري: «شهدت برامج التأشيرات الجديدة اهتماماً كبيراً، وهو ما أبداه عشرات الآلاف من الزوار، ويرجع ذلك إلى بيئة العيش الجاذبة في دبي، ومع تأشيرة السفر لمدة شهرين، شهدنا طلبا هائلا من المملكة المتحدة والولايات المتحدة»، متوقعاً أن يشمل تأثيرها الإيجابي قطاع السياحة والعقارات.
سياحة داخلية
من جانبه، قال مروان بن جاسم السركال، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، إن التحديات التي فرضتها الجائحة وما صاحبها من قيود السفر حفزت مواطنين ومقيمين في الدولة على استكشاف الوجهات السياحية المحلية. ولفت إلى أن جزءاً كبيراً من إشغال الفنادق جاء مدعوماً بحركة السياحة من داخل الدولة.
وأكد أن التركيز ينصب الآن على توفير أكثر درجات الحماية والسلامة للأفراد لتعزيز صورة الدولة وجهة آمنة صحياً ولديها مرافق الرعاية الصحية الكافية.
وقال نايل ماكلوجين، نائب الرئيس الأول في «داماك»، إن انعقاد القمة على الرغم من التحديات التي فرضها الجائحة، ستكون له انعكاسات إيجابية على العقارات، حيث يعد شهادة حقيقية على الحيوية التي تميز قطاع الأعمال في دبي.
وأضاف أن قطاع العقارات يسجل تقدماً مهماً، حيث يعمل مطورون على تسليم المشاريع القائمة وتطوير علاقاتهم مع عملائهم، لافتاً إلى أن قطاع العقارات يتعافى تدريجياً في ظل زيادة عدد وقيمة التداولات.
منصة جامعة
تركز نسخة هذا العام من قمة «سيتي سكيب جلوبال 2020» على جميع فئات الأصول السكنية والتجارية والصناعية والخاصة بتجارة التجزئة والضيافة، دعماً لجهود القطاع في إعادة الأعمال إلى مجراها بعد أزمة «كوفيد - 19». ويأتي تنظيمها استجابةً للطلب الكبير الذي وجهه المعنيون بالقطاع العقاري من أجل توفير منصة جامعة تتيح الوقوف على مستجدات القطاع، ومناقشة أهم التوجهات المستقبلية للأسواق العقارية، وبحث سبل التطوير والاستعداد لمرحلة ما بعد «كوفيد - 19».