أبوظبي (الاتحاد)
قال صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود وزير الطاقة في المملكة العربية السعودية خلال «أديبك 2020» إن سوق النفط يواصل استقراره على الرغم من استئناف الإنتاج في ليبيا، وموجة الإغلاقات المرتبطة بالموجة الثانية من جائحة «كورونا».
وأضاف خلال الجلسة الوزارية بمؤتمر أديبك 2020، أن تعديل اتفاق تحالف «أوبك+» الذي بدأ خلال مايو الماضي، جاء ثمرة اتفاق بإجماع الأعضاء ملمحاً أن تعديل الاتفاق قائم في حالة موافقة جميع أعضاء التحالف.
وأكد وزير الطاقة السعودي أهمية التمتع بالمرونة الكافية لمواكبة المتغيرات المتسارعة الناجمة عن الجائحة لاسيما مع اختلاف التنبؤات بشأن الموعد المتوقع لاعتماد لقاح فعال.
وقال صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود، إن سوق النفط يمر بمرحلة تحويلية جراء انتشار فيروس كورونا المستجد، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية تعكف حالياً على إجراء تغيير جذري في قطاع الطاقة متجهين نحو الاعتماد بشكل أكبر على مصادر الطاقة المتجددة والغاز.
وأضاف أن المملكة تلعب دور المحرك والمحفز للاقتصاد العالمي وذلك بطريقة مستدامة إذ تمدّ السعودية دول العالم بالطاقة.
وأشار وزير الطاقة السعودي إلى أن منظمة أوبك تحرص الآن كما حالها دوما على تأدية دورها الاستباقي في القطاع النفطي في حين سيمتد دور اتفاقية «أوبك+» إلى ما بعد نهاية شهر أبريل من عام 2021 حيث يمكن اتخاذ قرار حول تمديد العمل بموجبها طيلة عام 2022.
ومن جهته، توقع محمد باركيندو، الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» خلال كلمته ارتفاع الطلب على النفط بمقدار 6.5 مليون برميل خلال عام 2021.
وأوضح باركيندو: «نشهد انخفاضاً بواقع 9.8 مليون برميل يومياً في عام 2020 غير أنّ توقعاتنا بالنسبة لعام 2021 تشير إلى معاودة ارتفاع الطلب فقد بتنا نقترب حالياً من إنتاج 6.5 مليون برميل يومياً وشاهدنا جميعاً ردة فعل الأسواق بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية». وقال: «لا داعي للقلق».
وأضاف أن الأرقام التي كشفنا عنها في فيينا تُظهر بأنّه ولتاريخ اليوم شهدت المنطقة إقرار حزم تحفيز تراكمية على نطاق عالمي بقيمة 25 تريليون دولار أي ما يُمثل 20% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وقال باركيندو: «نتطلع قُدماً إلى مواصلة حوارنا حول الطاقة مع الولايات المتحدة على مدى الأشهر والأعوام المقبلة لا سيما وأنّها تتمتع بمكانة متميّزة من حيث عملية التحول العالمية في مجال الطاقة».
وقال باركيندو، إن التعافي المتوقع يغطي جزءاً كبيراً من العجز في القطاع المصرفي الناجم عن الأزمة، مشدداً على أهمية تركيز قطاع النفط والغاز على إدارة النفقات.
ومن جانبه، قال بافيل سوركين نائب وزير الطاقة الروسي بـ «أديبك 2020» إن استخدام الحلول التكنولوجية المناسبة أثبت قدرتها على تعزيز الفعالية وتقليص التكاليف بقطاع النفط والغاز. ولفت أن الطلب على النفط والغاز يستمر لفترة تزيد على 10 إلى 15 عاماً، منوهاً إلى أن الجائحة غيّرت من أنماط استخدام الأفراد لوسائل النقل، حيث باتوا أكثر ميلاً لاستخدام وسائل النقل الشخصية، وهو أمر يعزز بدوره الطلب على النفط خلال الفترة الحالية.
قال نائب وزير الطاقة الروسي «لا بد أن نلعب جميعا دوراً مسؤولاً ونضمن وجود ما يكفي من الاستثمارات في قطاع المواد النفطية لنحرص على مواصلة إمداد المستهلكين في جميع أنحاء العالم بالطاقة بأسعار مقبولة».
وأضاف بافل سوريكن أنه من السابق لأوانه القول بأننا تجاوزنا مرحلة ذروة الطلب إذ ما زلنا بعيدين عن ذلك بطبيعة الحال ونتوقع استمرار الزيادة في معدلات الطلب على مدى الـ 15 عاماً المقبلة على أقل تقدير وبالتالي، فمن السابق لأوانه القول بأنّ حقبة الاعتماد على النفط قد انتهت.
وقال إن انطلاق ثورة النفط الصخري تعود لوفرة التمويل والابتكار الفني في القطاع بينما نعيش حقبة مضطربة تشوبها الكثير من التقلبات في الأسعار ويعمل القطاع في الوقت الراهن على إعادة ترتيب أوراقه ولهذا بتنا نلمس قدراً كبيراً من حالات الاندماج.