السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«الجائحة» تحدد الرابحين والخاسرين بقطاع التجزئة

«الجائحة» تحدد الرابحين والخاسرين بقطاع التجزئة
1 نوفمبر 2020 01:38

 يوسف العربي (أبوظبي)

فرضت جائحة «كورونا» واقعاً جديداً لقطاع التجزئة، حيث اختلفت أنماط الاستهلاك والسلع التي تحظى بأولوية الشراء بين ليلة وضحاها، ما أدى إلى طفرة بمبيعات بعض السلع وانخفاض سلع أخرى، بحسب خبراء ومسؤولين بمتاجر ومنصات إلكترونية.
وقال هؤلاء لـ «الاتحاد»، إن السلع الغذائية، ومنتجات تطهير، والألعاب الإلكترونية، وأجهزة ومستلزمات العمل والتعليم عن بُعد، والمستلزمات المنزلية، وأدوات الرياضة، فضلاً عن ألعاب الأطفال، وأدوات الحديقة تصدرت قائمة الرابحين بقطاع التجزئة، حيث سجلت هذه المنتجات طفرة غير مسبوقة في المبيعات خلال الفترة من مارس إلى أكتوبر من العام الحالي.
وفي المقابل، أكد هؤلاء أن حقائب السفر، وأدوات التجميل والملابس والسلع الفاخرة، جاءت في المراكز الأولى ضمن قائمة الخاسرين، بعد أن سجلت أعلى نسب تراجع، لاسيما خلال الأشهر الأولى من بداية الجائحة.
ورصد خبراء القطاع زيادة اتجاه المستهلكين إلى مواقع البيع الإلكترونية خلال هذه الفترة، وباتوا أكثر انفتاحاً على شراء علامات تجارية جديدة لم يقوموا بتجريبها من قبل.

1- السلع الغذائية
تضاعفت مبيعات متاجر التجزئة من السلع الغذائية، بالتزامن مع إغلاق المطاعم والمقاهي خلال الأشهر الأولى من الجائحة، ضمن سلسلة من الإجراءات الاحترازية التي تم تطبيقها للحد من انتشار فيروس «كوفيد- 19».
وفي الوقت الذي تركزت فيه مشتريات المستهلكين خلال الفترة الأولى من الجائحة على السلع الغذائية الأساسية مثل الأرز، والقمح، واللحوم، والمنتجات الغذائية المعلبة القابلة للتخزين، سرعان ما عاودت هذه السلع تسجيل مستويات نمو أقل مع تيقن المستهلكين من توافر المخزون الكافي منها.
 وفي السياق ذاته، استمر نمو الطلب على الفواكه، والخضراوات، ومنتجات الألبان الطازجة، والخبز والحلويات والوجبات الغذائية سريعة التحضير.

2- المعقمات
تضاعفت مبيعات كل من المتاجر، ومنصات البيع الإلكتروني، من مستلزمات التنظيف والتعقيم بمختلف أنواعها وعلاماتها التجارية منذ بداية الجائحة وحتى الآن في انعكاس متوقع لزيادة الاهتمام باتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية من الإصابة بالفيروس. وغذت الشركات والمؤسسات التجارية والعامة الطلب على المعقمات وأدوات التنظيم في ظل ارتفاع مستوى الوعي العام وللتوافق مع الإجراءات الصارمة التي فرضها على هذا الصعيد

3- الألعاب الإلكترونية 
 خلال فترة «كورونا»، بات لدى الأفراد مساحة وقت أكبر لممارسة هواياتهم فاتجهوا إلى شراء أجهزة ألعاب الفيديو، والمنتجات الترفيهية الأخرى والتي ربما لم يكونوا بحاجة ملحة لها قبل الجائحة. ورصد مسؤولون ومتخصصون بمتاجر كبرى ومنصات بيع إلكترونية زيادة مستويات الإقبال على شراء منتجات الموسيقى وأجهزة الكتب الإلكترونية.

4- الشاشات والطابعات
أدى تبني نحو ثلثي الشركات العاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة شكلاً من أشكال العمل عن بُعد، كما تم إطلاق مبادرة التعلم عن بُعد قبل بدء العام الدراسي، إلى زيادة كبيرة في شراء أجهزة الكمبيوتر المحمول وشاشات العرض والطابعات.
 ومع تبني أنظمة العمل والتعلم عن بُعد واستمرار الشركات في تنفيذ عاجلة للتحول الرقمي لتمكين تلك الأنظمة من العمل بشكل فعال وآمن، زاد طلب المستهلكين أيضاً على برامج الحماية وأجهزة توزيع «الإنترنت» اللاسلكي «راوترز» وكماليات وملحقات أجهزة الكمبيوتر من توصيلات ووحدات حفظ البيانات «فلاش ميموري» ولواقط «بلو توث» و«واي فاي». 

5- المستلزمات المنزلية 
خلال فترة المكوث في المنزل، زاد إقبال المستهلكين على أدوات الطبخ، وإعداد العصائر الطازجة، والحلويات مقارنة بالمستويات الاعتيادية السابقة، حيث وجد الكثير من المستهلكين الوقت الكافي لإعداد الوجبات المنزلية، لاسيما خلال فترة إغلاق المطاعم.

6- أدوات الرياضة
وفي الأشهر الأولى لظهور الجائحة، تم إغلاق صالات الألعاب الرياضية، ما شكل تحدياً للرياضيين الذين أقبلوا على شراء أجهزة وأدوات التمارين الرياضية بمختلف أنواعها.
واستقطبت هذه الفئة شريحة جديدة من المستهلكين الذين استشعروا بعد أسابيع قلة حركتهم، وزيادة أوزانهم، وحاجتهم الماسة لممارسة التمارين الرياضية من المنزل.
 وتنوع الطلب على هذه الأدوات الرياضية من الاثقال، وأدوات الشد والجذب، وجهاز حمل الأثقال المائل، ومقبض التمارين، وآلة صعود الدرج، وجهاز التمرين العكسي، والعجلة الدوارة، وعجلة المقاومة الهوائية الثابتة، كما ذهبت شريحة من المستهلكين من قاطني الفلل إلى شراء طاولات تنس الطاولة والبلياردو.

7- أدوات الحديقة
مع مكوث الأفراد وقضائهم وقتاً أطول في المنزل زاد اهتمامهم بالمساحات الخارجية المتوافرة بهدف تحسين بيئة المعيشة في المنازل.
 وزادت مشتريات المستهلكين لأدوات وأثاث الحدائق، لاسيما من قاطني الفلل والوحدات السكنية الرحبة؛ بهدف استثمار الوقت والحافظ على بيئة معيشية منعشة ونظيفة ومحفزة على الإنتاج في ظل تطبيق مبادرات العمل والتعلم عن بُعد.
 وتركزت هذه النوعية من المشتريات على أدوات الري والأراجيح والأثاث الخارجي وأدوات الطبخ والأواني ومستلزمات تبريد أحواض السباحة ومستلزمات أحواض السمك المخصصة لأغراض الزينة.

8- ألعاب الأطفال 
خلال فترة الجائحة، زاد إقبال المستهلكين على شراء ألعاب الأطفال المتعلقة بالتعلم والتسلية والرياضة.

زيادة الطلب 
أكدت شركة البيانات العالمية «أي دي سي» زيادة الطلب على أجهزة الكمبيوتر المحمول في الإمارات، خلال فترة «كورونا» نتيجة تبني أنظمة العمل والتعلم عن بُعد.
 وقالت نورهان عبد الله، كبير محللي الأبحاث في مؤسسة «أي دي سي» لأبحاث الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في ردها سؤال لـ «الاتحاد»، إن التبني السريع للعمل عن بُعد وإطلاق مبادرة التعلم عن بُعد في الإمارات حفز طلب المستهلكين على أجهزة الكمبيوتر المحمول وملحقاتها.
وأكدت أن جائحة «كوفيد - 19» سرعت وتيرة التحول الرقمي لدى الشركات، الأمر الذي انعكس بدوره على حرص الأفراد على ترقية مهاراتهم وأدواتهم الرقمية.

تراجع مبيعات حقائب السفر وأدوات التجميل
شهدت الفترة الممتدة من شهر فبراير إلى شهر أكتوبر تراجعاً ملحوظاً في مبيعات المتاجر من حقائب السفر وأدوات التجميل، مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضي وفق الخبراء والمسؤولين بمتاجر كبرى ومنصات بيع إلكترونية.
 وقال هؤلاء لـ «الاتحاد»، إن حقائب السفر تصدرت أكثر الفئات السلعية تراجعاً، لاسيما خلال فترة حظر الطيران لتبدأ مبيعاتها في التحسن التدريجي بشكل بطيء مع استئناف حركة الطيران. ولفتوا إلى تراجع مبيعات المتاجر من أدوات التجميل والملابس والسلع الفاخرة مقارنة بمستويات المبيعات خلال فترة ما قبل بداية الجائحة، باستثناء الملابس الرياضية التي شهدت نمواً في الطلب عبر مواقع البيع الإلكترونية.
 ولفتوا إلى أن تحسن هذه المنتجات التي شهدت انخفاضاً خلال فترة كورونا سيظل مرتبطاً بشكل رئيس بعودة حركة الطيران والعمل إلى المستويات الاعتيادية.

«أمازون»: «كورونا» غيّر أنماط الاستهلاك
أكدت شركة «أمازون» أنه منذ بداية تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19»، تطور قطاع البيع بالتجزئة، بما في ذلك التجارة الإلكترونية، ليتماشى مع المعايير الجديدة في عالمنا الحالي.
 وقالت في ردها على أسئلة «الاتحاد»، إنه خلال الأسابيع الأولى من الأزمة، كان أحد أبرز التغييرات التي تم رصدها زيادة الطلب على المنتجات اليومية مثل البضائع المنزلية، ومنتجات التنظيف، ومعدات العمل من المنزل، وذلك بسبب بقاء الناس في منازلهم. 
وأضافت «أمازون» أنها شهدت زيادة في شراء أصناف المنتجات المتعلقة بأنماط لحياة، مثل أدوات المطبخ، ومنتجات الترفيه، والرياضة، بما يعكس التغيرات في سلوك المستهلكين لافتة إلى أنها تعمل على الاستجابة لهذه التغيّرات، من خلال ضمان توفير هذه المنتجات وإيصالها إلى أيدي عملائها على نحو آمن.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©