أبوظبي (الاتحاد)
لم تتوانَ شركات التصنيع الصينية، في تغيير أنماط نشاطاتها وآلياتها وتصاميمها بسرعة، لاستغلال النقص العالمي في المعدات الطبية، في الوقت الذي تعاني فيه نظيراتها الغربية، بسبب قيود الإنتاج المفروضة عليها من قبل حكوماتها.
بعد توقفه عن العمل بسبب عمليات الإغلاق التي عمت البلاد نتيجة تفشي «كوفيدـ 19»، وانهيار طلبيات صادر قطع غيار السيارات، اتجه مصنع كانوو تكنولوجي لقطع غيار السيارات، لسلك نهج مئات الشركات الصينية المصنعة، بتنويع نشاطها والدخول في صناعة المعدات الطبية، واحدة من الصناعات القليلة التي ما زالت تتمتع بطلب عالمي قوي حتى الآن، بحسب «فاينانشيال تايمز».
ويقول مدير المصنع لو هوا: «كان رد فعلنا سريعاً جداً، حيث استغرقت عملية التحول أسبوعين فقط، لتشكل عائداتنا من المعدات الطبية في الوقت الراهن 30%، كما أننا نواجه صعوبة في تلبية طلب العملاء».
وفي ظل الآثار العميقة التي نجمت عن انتشار الفيروس في كل من أميركا وأوروبا وبقية دول العالم، تجاوز الطلب العالمي لمعدات طبية مثل، أجهزة التنفس وأجهزة مراقبة المرضى، السعة الإنتاجية للعديد من البلدان حول العالم.
وتتميز الشركات الصينية العاملة في صناعة المعدات الطبية، بنمو مطرد حتى قبل تفشي فيروس كورونا، حيث تضاعفت صادرات البلاد منها بما يزيد على الضعف إلى 28.7 مليار دولار في العام الماضي، مقارنة بقبل عقد من الزمان. ولمقابلة الطلب الذي زاد في السنة الحالية، بدأت هذه الشركات في مضاعفة إنتاجها لسد الفجوة الماثلة، في وقت تعاني فيه شركات رائدة مثل، «جنرال إليكتريك» و«ميدترونيك»، من قيود الإنتاج المفروضة عليها.
وبجانب الشركات الصينية القائمة والعاملة في إنتاج المعدات الطبية، انضمت بعض الشركات الجديدة مثل «كانوو»، ما أسفر عن شكاوى بسبب منتجات متدنية الجودة، من بعض الأسواق مثل أوروبا. لكن ذلك لم يعرقل مسيرة المبيعات، حيث صدرت الصين نحو 3.1 مليون من أجهزة مراقبة المرضى، خلال الربع الأول من العام الجاري، بارتفاع قدره نحو أربعة أضعاف تقريباً، بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي.
وقال كاي هكسو، مدير المبيعات الدولية في مصنع زونكير للمعدات الطبية: «يقوم عملاؤنا بشراء كل ما ننتجه، حيث ارتفعت الطلبيات الخارجية بنحو ثلاثة أضعاف في شهر أبريل بالمقارنة مع السنة الماضية».
وفي مدينة ووهان، التي انتشر منها المرض لبقية بلدان العالم، بدأ مصنع زونكير، في تلقي سيل من الطلبيات في نهاية فبراير من دول أجنبية عدة، ما دفع الشركة للعمل 14 ساعة متواصلة، وزيادة سعتها الإنتاجية بنحو 6 أضعاف.
لكن رغم ذلك، يرى وانج لي، المتخصص في المعدات الطبية في الأكاديمية الصينية للعلوم، أن معظم المعدات المصنوعة محلياً، متخلفة بنحو عقد على الأقل عن نظيراتها الغربية الحديثة، وتعاني بشدة لجسر هذه الفجوة.
ويقول «في حين تستثمر المصانع الصينية بكثافة في عمليات البحث والتطوير، تقوم المصانع الأميركية بالشيء ذاته، ولكن من نقطة بداية متقدمة».
وتعمل الدول الغربية على مضاعفة جهودها، لتقليل الاعتماد على المعدات المنتجة في الصين نتيجة لهذا الوباء. وانتشر هذا التوجه بقوة في السنة الماضية، عندما أقنعت الرسوم الضريبية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال حربه التجارية مع الصين، العديد من الشركات متعددة الجنسيات، بإفراطها الكبير في الاعتماد على المعدات المصنعة في الصين.
ويضيف لو هوا: «أدركت الشركات الغربية ومنذ فترة طويلة، أنها في حاجة لتنويع سلاسل توريدها، بيد أن فيروس كورونا كان بمثابة جرس إنذار في أن تعمل بسرعة أكثر».