أبوظبي (الاتحاد)
حلت دولة الإمارات في المركز الأول عربياً، في مؤشر التعافي الاقتصادي من آثار وباء «كوفيد - 19»، بحسب تقرير نشرته مجموعة هورايزون البحثية المنبثقة عن الأمم المتحدة والمنتدى الاقتصادي العالمي بجنيف، لتقييم الإمكانات والمقومات التي تمتلكها الدول والتي تساعدها على تجاوز الأزمة والتعافي منها، بهدف تطوير سياسات فعالة للتعامل مع هذا التحدي، وبما يدعم الجهود الرامية إلى تحقيق التعافي الكامل في كافة القطاعات.
وبحسب نتائج التقرير التي تغطي 122 دولة، جاءت الإمارات في مقدمة الدول العربية، مدعومةً بالعديد من العوامل وعناصر القوة التي يأتي في مقدمتها النظام المؤسسي القوي، والقدرات الرقمية العالية لمختلف القطاعات، علاوةً على ارتفاع المستوى التعليمي للسكان.
وبهذه المناسبة، قال معالي عبد الرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، وزير دولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي بقوله: «إن تحقيق دولة الإمارات المرتبة الخامسة عالمياً في مؤشر (ملف صحة السكان) يترجم الجهود الحثيثة التي قامت بها حكومة دولة الإمارات لمواجهة الجائحة العالمية، واضعةً في الاعتبار أن صحّة السكان في الدولة هي الأولوية الأهم، عملاً برؤية القيادة الرشيدة بأن الإنسان هو أساس التنمية ومحورها الرئيسي، ويجب أن يكون معافى سليماً دائماً، وذلك لضمان القيام بدوره في تنمية المجتمع واستدامة ازدهاره».
وأضاف معاليه، أن تجربة دولة الإمارات في التعامل مع «كوفيد- 19» استثنائية، وتختلف عن بقية الدول، فهي تستفيد من تجارب الآخرين، لكن لا تشبههم نظراً لاحتضان الدولة ما يقارب الـ 200 جنسية، مضيفاً: «حققت دولة الإمارات استجابة متميزة لجائحة (كوفيد- 19) من خلال تنظيم الحملة الوطنية للتعقيم على مستوى الدولة، وإطلاق منصات للوقاية الصحية الإلكترونية، وتكثيف حملات التوعية والتباعد الجسدي، إضافة إلى تعزيز الجانب النفسي لدى المجتمع، كما حققت الدولة صدارة عالمية في عدد الفحوص الخاصة بـ(كوفيد- 19) بإنجازها ما يزيد على 10 ملايين فحص، متجاوزة بها العدد الإجمالي للسكان في الدولة».
أسرع المتعافين
وبهذه المناسبة، أكد معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، أن الإمارات ستكون أسرع المتعافين اقتصادياً من تداعيات الجائحة بفضل الاستراتيجية المتكاملة التي تبنتها الدولة للتعامل مع هذه المرحلة الاستثنائية، حيث تم اعتماد مجموعة من المحفزات الاقتصادية الضخمة لدعم رواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب حزم الدعم المالي والنقدي المخصص لتسريع وتيرة التعافي في مختلف القطاعات والأنشطة، بما يضمن مساعدة كافة مكونات المنظومة الاقتصادية في الدولة.
وأرجع ابن طوق عوامل القوة التي يتسم بها الاقتصاد الإماراتي إلى مجموعة كبيرة من العناصر التي تسهم في مجملها في عملية التعافي على مختلف المحاور، بما يشمل التنوع الاقتصادي وقوة الأصول السيادية والاحتياطيات المالية المرتفعة للدولة، مضيفاً أن التدابير الفعالة التي فرضتها الإمارات لاحتواء الوباء والسيطرة عليه بالاعتماد التكنولوجيا الحديثة أسهمت في فتح الاقتصاد سريعاً بشكل تدريجي ما عزز من فرص الدولة في الوصول إلى التعافي التام في وقت قياسي.
سوق واعد
وأكد ابن طوق أن المرحلة القادمة ستشهد فرصاً إضافية يمكن لرجال الأعمال والمستثمرين الاستفادة منها، وهو ما تعكسه المؤشرات الإيجابية التي ترصد وتيرة التعافي الاقتصادي في الإمارات، موضحاً أنه على الرغم من التحديات التي فرضتها الجائحة على مستوى العالم، إلا أن الوضع الائتماني والمالي والنقدي في الدولة قوي للغاية ومستقر بفضل ضخامة الأصول المالية وتفوق البنية التحتية واللوجستية وتنوع العلاقات الاقتصادية للإمارات مع شتى دول العالم. وأضاف ابن طوق أن قرب انعقاد معرض «إكسبو» الدولي من شأنه خلق المزيد من الفرص التي ستسهم بدورها في دعم جهود التعافي محلياً وعالمياً، مؤكداً أن جاذبية الإمارات كوجهة استثمارية رائدة تتزايد بفضل رؤية القيادة الرشيدة وعزمها الأكيد على دعم القطاع الاقتصادي بشكل قوي، ليحقق عودة سريعة تعزز موقعه في طليعة الاقتصادات المتعافية.