يوسف العربي (دبي)
أثبتت دولة الإمارات العربية المتحدة قدرتها وكفاءتها العالية في مواجهة تداعيات أزمة جائحة كوفيد - 19، كما نجح قطاع التأمين بالدولة في التعامل بفعالية مع الأزمة، حسب إبراهيم عبيد الزعابي مدير عام هيئة التأمين، الذي كشف عن سداد شركات التأمين بالدولة لمطالبات تأمين صحي متعلقة بفيروس كورونا، بما مجموعه حوالي 134 مليون درهم حتى نهاية شهر يوليو الماضي.
وقال الزعابي، خلال الملتقى الافتراضي حول استشراف مستقبل قطاع التأمين بعد أزمة كوفيد-19: إن دولة الإمارات تمكنت من صياغة خريطة طريق لاستشراف المستقبل والخروج من هذه الأزمة بمكاسب عديدة تعزز من مكانتها إقليمياً، فيما زادت أهمية صناعة التأمين، كأداة لنقل الأخطار، خلال أزمة كورونا، وذلك من خلال الدور الحيوي الذي قام به قطاع التأمين، خاصة في فرع التأمين الصحي.
ولفت إلى أن نتائج عمليات قطاع التأمين خلال فترة أزمة فيروس كورونا، أكدت جودة الملاءة المالية لشركات التأمين وتوافر السيولة اللازمة لسداد أي تعويضات مُحتملة ناتجة من تداعيات فيروس كورونا على المدى القصير.
وأشار الزعابي إلى أن قيام الهيئة بتفعيل خطة الطوارئ والأزمات من قبل الهيئة وشركات التأمين ساهم في الحد من تداعيات الأزمة على القطاع، وساعد على ابتكار منتجات تأمينية جديدة، بما يتناسب مع التغير في المخاطر.
وأوضح أن جمالي الأقساط المكتتبة في الإمارات وصل إلى 44 مليار درهم بنهاية العام 2019، فيما بلغ حجم الاستثمارات حوالي 69 مليار درهم العام 2019، مؤكداً أن الأزمة فرضت نظماً وأساليب ومفاهيم جديدة في الحياة والأعمال، في محاولة للتكيف مع الواقع الجديد وتحديات جمة في جميع المجالات والقطاعات، ومنها بشكل أساسي في قطاع التأمين.
وأضاف أن مرحلة ما بعد كوفيد-19، لن تكون مثل ما قبلها، وهو ما يتطلب من المنظمات والهيئات الإشرافية والرقابية على أعمال التأمين وضع الاستراتيجيات، وإعداد النظم القانونية والتنظيمية والمتطلبات الفنية والتشغيلية التي تناسب المرحلة الجديدة، مؤكداً أن هذه المرحلة، بمثابة فرصة مناسبة لشركات التأمين كافة، لإعادة هيكلتها والدخول في تحالفات مباشرة لضمان استمراريتها وتنافسيتها في السوق. ويأتي تنظيم هذا الملتقى الافتراضي تحت عنوان «استشراف مستقبل قطاع التأمين في مرحلة ما بعد كوفيد -19»، كمبادرة من قبل هيئة التأمين لتجسيد جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال استشراف والاستعداد للمستقبل، وترجمة التوجيهات لمواجهة التحديات كافة بأساليب علمية وخطط متطورة وحديثة.
وقال الزعابي : إن الملتقى جاء كخطوة استباقية لمناقشة القضايا والتحديات المرتبطة بهذه الأزمة وغيرها والتوجهات والتداعيات المستقبلية، وتحليل آثارها، ووضع الحلول المبتكرة لها، لتعزيز استدامة نمو هذا القطاع.
«الجائحة» تسرع من التحول الرقمي
كشفت تقديرات «لويدز للتأمين» أن خسائر التحالف من جائحة كوفيد- 19 تراوحت بين 3 مليارات دولار و4.3 مليار دولار، %80 منها في الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، والأسواق الأوروبية، مؤكدة أن قطاع التأمين في الشرق الأوسط يعد الأقل تضرراً في العالم.
وأوضحت البيانات التي استعرضتها جنيور جونز، المدير الإقليمي لمعهد «تشارترد للتأمين»، خلال الملتقى الافتراضي، أن الجائحة سرعت عملية التحول الرقمي بقطاع التأمين، كما أنها زادت وعي الأفراد والشركات بأهمية صناعة التأمين. وأوضحت أن من بين أهم القطاعات التي ستشهد زيادة في الطلب بعد الجائحة قطاع التأمين الصحي، والتأمين ضد مخاطر الهجمات الإلكترونية، كما ستتعزز أهمية المنتجات التأمينية المتعلقة بمخاطر الأوبئة.