الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

النفط: شركات الحفر والتفتيت تعمل عن بُعد

شركات النفط تسعى لمضاعفة حجم أعمالها الرقمية (أرشيفية)
21 أغسطس 2020 00:26

حسونة الطيب (أبوظبي)

بعد تسريحها للآلاف من العاملين، دفع فيروس كورونا، شركات النفط للسرعة في تبني تقنيات الحفر والتفتيت عن بُعد في عملياتها، وهي التغييرات التي من شأنها إعادة تشكيل القوة العاملة لديها بصفة مستدامة. 
وقررت ثلاث أكبر شركات لتقديم خدمات النفط في العالم، شلمبرجير وهاليبرتون وبيكر هيوز، تحويل عمليات الحفر في مواقع الحقول من الشركات المتخصصة، إلى المهندسين الذين يعملون عن بُعد من المكاتب أو من منازلهم. 
وذكرت الشركات التي تقوم بمعظم الأعمال الأرضية للشركات العاملة في إنتاج النفط والغاز، أنها تعمل على تهيئة عملياتها لتتلاءم مع سوق التفتيت الأميركية التي من المتوقع أن تكون أصغر حجماً. ولكن تهدف الشركات لاستمرارية التغييرات التي أجرتها، في مثال واضح على الكيفية التي أجبر بها «كوفيد 19» الشركات، على إعادة التفكير في ممارسة نشاطاتها. 
وساور القلق العديد من الشركات قبل اندلاع وباء الفيروس، حول التخلي عن الطرق التقليدية في عمليات الحفر، مع وجود متخصصين في المواقع لتوجيه آليات الحفر أو لتحليل بيانات الحقول. ولكن دفعها الوضع الراهن، للبحث عن طرق جديدة لتقليص التكلفة، في ذات الوقت الذي تعمل فيه على تقليل المخاطر التي تساهم في نشر الوباء. 
ويرى بعض خبراء القطاع، أن التحول يعني ضرورة تأقلم المزيد من العاملين في مجال النفط، مع التقنيات الجديدة، وأنه يترتب على الشركات التركيز على تعيين المزيد من محللي البيانات والخبراء في المجال، لدعم العمليات عن بُعد. 
ومن المتوقع، الاختفاء التدريجي لبعض الأدوار التقليدية خاصة اليدوية في الحقول ووظائف العمليات والتصنيع. وشكل الفيروس، أداة دفع للتسريع في تبني الأتمتة وتقنيات أخرى في العديد من القطاعات مثل، شركة تايسون فوود العاملة في تعبئة الأطعمة، التي عهدت للروبوتات، بمعظم عملياتها في المسالخ. 
وفي مجال النفط، أصبح أكثر من 65% من نشاط شركتي شلمبرجير وبيكر هيوز في عمليات الحفر خلال الربع الثاني، مدعوماً بالعمليات عن بُعد، بزيادة 25% لشركة شلمبرجير ونحو 20% لبيكر هيوز. وأعلنت هاليبرتون، أكبر شركة لعمليات التفتيت في أميركا، عن تقليص عدد المهندسين المشرفين على مراقبة التفتيت، من خلال تحويل النشاط لمراكز عمليات، بحسب وول ستريت جورنال.
وقالت الشركات، إن تحويل العمليات وإغلاق المرافق، ساعدها في ادخار المال، في وقت شح فيه العمل في حقول النفط، في أعقاب الانهيار الأخير في الأسعار. ونجم عن فيروس كورونا، تراجع تاريخي في نهم العالم على النفط، عندما بقي الملايين من الناس حول العالم، في بيوتهم دون الحاجة للطيران أو قيادة السيارات. 
ووفقاً لبيانات واردة من مكتب إحصاءات العمل الأميركي، تراجع عدد الموظفين العاملين في نشاطات دعم عمليات النفط والغاز عند نهاية السنة الماضية، بنسبة قدرها 26%، مقارنة مع آخر وقت ذروة قبل 6 سنوات. ولم تفلح العديد من الوظائف في العودة، نظراً لنجاح قطاع النفط الصخري الأميركي في كيفية استخراج نفط أكثر بعدد عمال أقل، في أعقاب انخفاض الأسعار خلال 2015 و2016. ويرى المدراء التنفيذيون والمحللون، أن التقدم في عمليات الحفر والأتمتة عن بُعد، سيضعف من القوة العاملة، حيث باتت الشركات مُرغمةً على الابتكار في سبيل البقاء. 
وأعلنت شلمبرجير، أكبر شركة لخدمات حقول النفط في العالم، أنها بصدد مضاعفة حجم أعمالها الرقمية، التي تتضمن العمليات عن بُعد وفحص الصيانة الرقمي والصناعة وتقنيات أخرى تهدف لتقليل التكلفة. وأنجزت الشركة التي تملك مكاتب في كل من لندن وهيوستن وباريس ولاهاي، حفر نحو 1250 بئراً بدعم 250 مهندساً يعملون عن بُعد خلال الربع الثاني. وفي ذات الوقت، سرحت الشركة، 21 ألفاً من العاملين مع إغلاق 150 موقعاً تشغيلياً ومرافق هندسية وتصنيعية ومكاتب في مناطق مختلفة حول العالم. كما أغلقت هاليبرتون 100 مرفق، حيث عزت جزءاً كبيراً من الأرباح التي حققتها مؤخراً للتطور التقني. 
وتشهد بيكر هيوز، موجة من الشركات التي تقبل على تبني خدمات عملياتها عن بُعد للمرة الأولى، وقد شكلت 40% من الشركات التي تستخدم عملياتها خلال هذا العام. ونتيجة للقيود المفروضة على السفر، لم تتمكن العديد من الشركات من حفر بعض الآبار دون اللجوء لمتخصصين في العمل عن بُعد. 
وتميزت شركات النفط بالبطء في تبني العمليات عن بُعد خلال السنوات القليلة الماضية، نظراً لعدم ملاءمة البنية التحتية الخلوية في المناطق النائية التي يتم فيها حفر الآبار. 

شركات استفادت من نمو «الحفر»
كانت شركة شيفرون الأميركية العملاقة، من ضمن الشركات التي استفادت من نمو عمليات الحفر عن بُعد هذا العام، حيث تمكنت من نقل فريق متخصص بالقرب من مواقع العمل قبيل انتشار الوباء. 
والعمل عن بُعد، جعل الحياة أكثر سهولة ويسر للعديد من المدراء العاملين في قطاع النفط. ولتفقد ومراقبة الحقول البحرية مثلاً، كان على هؤلاء في الماضي، استقلال طائرة مروحية، الأمر الذي بات يتم من المنزل أو المكتب في الوقت الحالي. وتمكن قطاع النفط والغاز، من الصمود سنوات طويلة في وجه التغييرات، إلا أنه موعود الآن بالكثير والمثير منها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©