الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

رئيس هيئة المواد النووية المصرية لـ«الاتحاد»: الإمارات توطن التكنولوجيا النووية

حامد إبراهيم ميرة
11 أغسطس 2020 01:49

 أحمد شعبان (القاهرة)

أكد الدكتور حامد إبراهيم ميرة، رئيس هيئة المواد النووية في جمهورية مصر العربية، أن دولة الإمارات العربية المتحدة نجحت في توطين التكنولوجيا النووية، كأول دولة في الوطن العربي تحقق ذلك، من خلال تشغيل المفاعل النووي السلمي في «براكة» لإنتاج الكهرباء.
وأعرب عن سعادة كل العرب والمختصين في المجال النووي بهذا الإنجاز الكبير، مؤكداً أن الإمارات شرّفت الأمة العربية بتوطين وتشييد ونجاح تشغيل أول مفاعل نووي سلمي.

توطين التكنولوجيا
وأكد رئيس هيئة المواد النووية، في حوار له مع «الاتحاد»، أن الكهرباء عنصر فعال وأساسي وله مردود إيجابي كبير، وتسعى دول العالم المتقدمة لإنتاجه من خلال المحطات النووية السلمية، مؤكداً أن هناك أيضاً إيجابيات كثيرة من المفاعل النووي السلمي الذي أنشأته الإمارات في «براكة»، ومنها توطين التكنولوجيا والصناعات المحلية، مشيراً إلى أنه عند تشغيل المحطات النووية بمفاعل واحد، أو عند استكمال تشغيل الأربعة مفاعلات، يدخل بها التوطين الصناعي المحلي بنسب تصل أحياناً إلى 50%.
وأضاف: «المجالات النووية والتطبيقات الخاصة بها سريعة ونموها عالٍ جداً، وتوطين التكنولوجيا والصناعات المحلية يُعد نقلة نوعية في الدول العربية، والمكتسبات التي تتحقق من وراء التكنولوجيا النووية كبيرة جداً». ولفت إلى أن المفاعلات تُعِد كوادر فنية عاملة في هذا المجال الحيوي المهم، وتكتسب قدرات تدريبية وطنية، مثمناً إدارة الكوادر الإماراتية الشابة لهذه المفاعلات وهذه المنظومة النووية السلمية.
وعن أهمية الطاقة النووية، أكد حامد ميرة أن من مميزات الطاقة النووية أنها نظيفة وصديقة تماماً للبيئة، ولذلك يتجه إليها العالم الآن، مشيراً إلى أن الانبعاث الإشعاعي بهذه الطاقة طبيعي جداً ولا يُسبب أضراراً تُذكر، وتحد من الانبعاثات الكربونية والملوثات الناتجة عن الطاقة البديلة «الأحفورية» مثل البترول والفحم، مشيراً إلى أن الأشعة الكونية الموجودة في الطبيعة على الأرض، تُخرج انبعاثاً إشعاعياً نووياً أعلى من الإشعاع العادي الذي ينتج عن المفاعلات النووية.
وأكد أن الانبعاث النووي ضعيف جداً، وأن الجرعات التي تخرج منه يستوعبها الإنسان يومياً من خلال الأشعة الكونية.

معدلات أمان عالية
وحول التقنية والتكنولوجيا العالية التي اتبعت في إنشاء محطات «براكة»، أكد رئيس هيئة المواد النووية في مصر، أن أهم ما يميز المفاعلات النووية السلمية في الإمارات، أنها أقيمت وفقاً للأساليب العلمية الحديثة، باستخدام جيل متطور جداً وهو الجيل الثالث من المحطات النووية، والذي يتصف بمعدلات أمان عالية جداً تتفادى الأخطاء البشرية التي من الممكن أن تحدث، وفيها معدلات أمان عالية، مشيراً إلى أن وعاء المفاعلات الحديثة معدني ومكون من جزأين، بعد أن كان جزءاً واحداً، وبالتالي أصبح يحتوي على خط دفاع أول وثـانٍ، ويتحمل الزلازل من خلال العجلة الزلزالية، ويحتوي على مشغل داخلي يُعطي معدلات أمان عالية جداً، وتطور عملية التبريد الخاصة به والتي تمكنه من إيقاف التشغيل ذاتياً لمدة 72 ساعة حتى يبرد، مع الإطفاء الآمن التلقائي. وحول الاستثمار في الطاقة النووية، أكد حامد ميرة أن العالم الآن بحاجة ماسة إلى الطاقة الكهربائية، مما يستدعي استخدام طاقة جديدة ومتجددة ومستدامة، وخاصة أن الطاقة «الأحفورية» تنضب، مشيراً إلى أن الطاقة النووية نظيفة وآمنة ومستدامة، ويمكن توطين هذه التكنولوجيا والاستثمار في الطاقة النووية، ليس في الكهرباء فقط، بل يمكن استثمارها أيضاً في الزراعة والصناعات الغذائية والطبية، واستكشاف المعادن، ولدى شركات البترول، وتحديد الأعطاب الموجودة تحت الماء وفي الحفر، مؤكداً أن هناك استخدامات واسعة للطاقة النووية في المجال السلمي، وتفتح الباب لوجود شركات محلية تُخدّم على هذه المحطات وتُوطّن الصناعات المحلية.

وفرة في الطاقة
وأكد أن مشروع «براكة» سيؤدي إلى وفرة في الطاقة الكهربائية، وبالتالي سيحقق الحلم العربي في تنفيذ مشروع وخطة الربط الكهربائي بين الدول العربية، وهي خطة طموحة، كأحد أهم المشروعات التكاملية العربية، ويُمهد لإقامة سوق مشتركة للكهرباء بين الدول العربية، ويُعزز الاقتصاد العربي، مبيناً أن هذه الطاقة رصيد استثماري كبير جداً، لأن الكهرباء هي العمود الفقري للصناعات والتنمية في أي بلد، وتنمي المناطق والاستثمارات بصورة كبيرة، مؤكداً أن استخدام التقنية والطاقة النووية يُشجع الاستثمار في مجالات عديدة وجديدة من الصناعات المُستحدثة، ويُغذي قطاعات كثيرة. ولفت إلى أن «هيئة المواد النووية» في مصر تسعى إلى تعزيز التعاون مع مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، مشيراً إلى لقائه أكثر من مرة مع كوادر من الإمارات في مجال الطاقة النووية، خلال مؤتمرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية «IAEA» في فيينا، لافتاً إلى أنه تم التباحث والحديث في أوجه التعاون بين مصر والإمارات في هذا المجال، مضيفاً: «نسعى إلى التنسيق مع الجانب الإماراتي لإقامة دورات تدريبية في المجال النووي، والاستفادة من مؤسسة الإمارات للطاقة النووية التي تضم أحدث مرافق التدريب وبرامج الاعتماد في الفترة المقبلة»، مشيراً إلى أهمية الاستفادة من محطات «براكة» والخبرات التي اكتسبتها الكوادر الإماراتية.
واختتم أن هناك مجالات كثيرة للتعاون بين «هيئة المحطات النووية» في مصر، ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©