عدد اليوم
حسونة الطيب (أبوظبي)
يغلب عليه اللون الأخضر ويكتسي أحياناً باللون الأصفر والبني والأسود، وينمو كغيره من الحبوب الأخرى داخل قرون. وينتمي نبات فول الصويا، للفصيلة البقولية ويصنف على أنه من البذور الزيتية، ويستخدم في الصين منذ 5000 عام كطعام ولتصنيع الأدوية. ويعتبر فول الصويا، من المحاصيل الغذائية والصناعية المهمة على المستوى العالمي.
وما يميزه عن غيره، احتواؤه 8 من أنواع الأحماض الأمينية، أساسية ومهمة لصحة الأعضاء الداخلية لجسم الإنسان، حيث يعد الصويا من منتجات البروتين الطبيعي، ما يجعله يتصدر قائمة الطعام للأشخاص النباتيين. ويعتبر من الناحية الاقتصادية، أهم نوع من أنواع الحبوب في العالم، حيث يوفر البروتين النباتي لملايين الناس والمكونات لمئات المنتجات الكيماوية.
وعلى عكس محاصيل أخرى تجهد التربة، يمد فول الصويا التربة بالنتروجين، ما يجعله من بين أهم المخصبات. ويعود موطن فول الصويا، لمنطقة جنوب شرق آسيا، حيث استأنس من قبل الصينيين في 1100 قبل الميلاد، ليقوم اليابانيون والعديد من الدول الأخرى حول العالم، بزراعته في القرن الأول.
وفول الصويا، واحد من أغنى وأرخص مصادر البروتين، وهو أساسي في وجبات الناس والحيوانات في العديد من أنحاء العالم. وتحتوي حبوبه، على 17% من الزيت و63% غذاء، يكون البروتين 50% منها. ونظراً إلى أن الصويا لا تحتوي على مادة النشأ، فإنه يشكل مصدراً ملائماً للغاية للمصابين بداء السكر. كما يستهلك الصويا، في شرق آسيا، في شكل حليب والتوفو التي تشبه الجبن الريفي.
ويتميز فول الصويا، باستخداماته العديدة، حيث يستخدم الزيت بجانب أغراض الطبخ، لإنتاج الديزل الحيوي والسمن والمايونيز ولإضافته للمخبوزات وأنواع البسكويت. وعلى الصعيد الصناعي، يستخدم الزيت كذلك كأحد المكونات في الدهانات والمواد اللاصقة والأسمدة وسوائل طفايات الحريق ولإنتاج الطاقة والمنظفات الصديقة للبيئة وأقلام التلوين وغيرها.
ومن بين فوائده الصحية، زيادة الكوليسترول النافع وتقليل الضار، وخفض ضغط الدم، حيث يحتوي على نسبة كبيرة من البروتينات الطبيعية وقليل من الكربوهيدرات. كما يساعد في تخفيف متلازمة القولون العصبي، فضلاً عن أهميته الغذائية لصحة الكلى والحد من الإصابة بأمراض القلب والسرطان وتخفيف أعراض التهاب الكبد الفيروسي «سي» وتحسين الذاكرة ومعالجة تقصف الشعر وغيرها.
لكن فول الصويا لا يخلو من بعض الأضرار مثل، عند تناوله بكميات كبيرة، يؤثر على الغدة الدرقية بشكل سلبي، حيث يقوم بتثبيط عمل الغدة ويقلل إفرازاتها. ويعتبر كذلك، من الحبوب المسببة لتهيجات الجلد وفي بعض الأحيان، يصاب الشخص بالحساسية نتيجة تناوله. ويزيد من فرص العقم عند الرجال عند تناوله بكميات كبيرة.
ويقدر الإنتاج العالمي من فول الصويا، بنحو 338,1 مليون طن متري خلال موسم العام الجاري، حيث تعتبر البرازيل أكبر الدول المنتجة للمحصول في العالم بنحو 124,5مليون طن، تليها أميركا ثم الأرجنتين والصين. ويغطي المحصول، 35% من الأراضي المُعدة لزراعة محاصيل الزيوت في العالم. كما تقدر حصته في الإنتاج العالمي لزيت الحبوب، بأكثر من 50%. وبلغ الطلب العالمي من فول الصويا في السنة السوقية 2020 - 2019 ,148,8 مليون طن متري، حيث يتوقع شراء الصين، التي تعد أكبر مستوردي السلعة في العالم، 85 مليون طن هذا العام. وتشير التوقعات، لبقاء البرازيل على رأس قائمة المصدرين، عند 76,5مليون طن خلال العام الحالي.
وترجح تحليلات الخبراء، نمو السوق العالمية لفول الصويا بنسبة سنوية مركبة تتراوح بين 4 إلى 5%، في الفترة بين 2019 إلى 2025، بينما تم تقدير قيمة حجم السوق بين 148 إلى 150 مليار دولار في 2018.
