أبوظبي (الاتحاد)
أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» ومؤسسة أبوظبي للطاقة، طرح مناقصة مشتركة لتطوير وتشغيل شبكة لنقل تيار كهربائي مباشر عالي الجهد تحت سطح البحر، يربط منشآت إنتاج حقول «أدنوك» البحرية بشبكة الكهرباء البرية التابعة لمؤسسة أبوظبي للطاقة، باستخدام أحدث التقنيات المتطورة.
وحسب بيان أمس، يعد هذا المشروع الأول من نوعه بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويجمع المشروع بين شركتين وطنيتين رائدتين لتعزيز التعاون بين الجانبين على المدى الطويل في مشاريع البنية التحتية الوطنية، واستقطاب شركاء عالميين إلى إمارة أبوظبي.
ويتوقع أن يخفض المشروع الآثار البيئية لأنشطة «أدنوك» البحرية بنسبة 30% من خلال كفاءة إنتاج الطاقة الكهربائية، عبر المنشآت البرية التابعة لمؤسسة أبوظبي للطاقة.
كما يؤدي إلى خفض تكاليف إمداد الطاقة الكهربائية لمنشآت «أدنوك» البحرية، ورفع الكفاءة التشغيلية، وتعزيز موثوقية نظام إمداد الطاقة الكهربائية البحري الحالي، المعتمد على مولدات التوربينات الغازية، واستبدالها بمصادر طاقة متنوعة وأكثر كفاءة واستدامة من الناحية البيئية.
ويسهم أيضاً في تمكين «أدنوك» من الاستفادة بصورة أكثر فعالية، من الغاز المستعمل حالياً في تشغيل المصانع البحرية، واستخدامه في مجالات أخرى عالية القيمة، بما يتيح تحقيق إيرادات إضافية لإمارة أبوظبي والشركة.
وتم إرسال طلبات تقديم العروض إلى الشركات العالمية التي تمتلك الخبرة اللازمة، للانضمام للشراكة مع «أدنوك» ومؤسسة أبوظبي للطاقة في هذا المشروع المهم للبنية التحتية في أبوظبي.
ويتضمن نظام نقل الكهرباء وصلتي نقل، ومحطتي تحويل مستقلتين للتيار المباشر عالي الجهد تحت سطح البحر، مربوطة جميعها بشبكة الكهرباء البرية التابعة لمؤسسة أبوظبي للطاقة، التي تديرها شركة أبوظبي للنقل والتحكّم «ترانسكو» التابعة للمؤسسة، لتوفير طاقة إجمالية مركبة تبلغ 3.2 جيجاواط. ويتوقع أن يبدأ التشغيل التجاري للمشروع عام 2025.
آلية تمويل
وسيتم تمويل المشروع الضخم من خلال آلية تمويل خاصة، مملوكة بشكل مشترك بين «أدنوك» بنسبة 30%، ومؤسسة أبوظبي للطاقة بنسبة 30%، والشركات المطوّرة والمستثمرين بنسبة 40%.
وسيتم تنفيذ المشروع بنظام البناء والتملك والتشغيل ونقل الملكية (BOOT)، حيث ستقوم الشركة الفائزة بالمناقصة، إلى جانب «أدنوك» ومؤسسة أبوظبي للطاقة، بتطوير وتشغيل نظام نقل الطاقة الكهربائية، على أن تتم إعادة المشروع بالكامل إلى «أدنوك» في نهاية الاتفاقية المبرمة.
تخفيض النفقات التشغيلية
وقال ياسر سعيد المزروعي، الرئيس التنفيذي لدائرة الاستكشاف والتطوير والإنتاج في «أدنوك»: «يدعم المشروع استراتيجيتنا لخلق القيمة المضافة والاستدامة، ويعزز مكانة الشركة ضمن قائمة المنتجين الأقل تكلفة في العالم والأقل في انبعاثات الكربون. وسوف يفي هذا المشروع باحتياجات الطاقة الكهربائية المستقبلية في المنشآت والحقول البحرية، باستخدام مصادر طاقة متنوعة ومستدامة، حتى في حالة تقادم الحقول».
وأضاف: «يحقق المشروع، أيضاً، تخفيضات في النفقات التشغيلية على المدى الطويل، تعود على أدنوك بفوائد استراتيجية دائمة، في الوقت الذي نواصل فيه تعزيز القيمة المستدامة وخلق فرص الاستثمار المسؤول، التي من شأنها تحفيز النمو الاقتصادي المحلي لدولة الإمارات وأبوظبي، خصوصاً في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة والعالم».
الأول من نوعه
من جانبه، قال عمر الهاشمي، المدير التنفيذي لإدارة الأصول في مؤسسة أبوظبي للطاقة: «في الوقت الذي نواصل فيه تسريع وتيرة التحول في قطاع المياه والكهرباء في أبوظبي، يسر مؤسسة أبوظبي للطاقة أن تتعاون مع أدنوك في هذا المشروع المهم والمبتكر والواسع النطاق. وسيسهم هذا التعاون المشترك في ترسيخ مكانة أبوظبي العالمية من خلال تنفيذ هذا المشروع الضخم، الأول من نوعه في المنطقة، والذي يعزز الشراكة بين قطاعين مهمين، ويسهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي للإمارة، وخلق قيمة إضافية على المدى الطويل».