إبراهيم سليم (أبوظبي)
انطلقت أمس، في أبوظبي، فعاليات مؤتمر الإمارات السابع لأمراض الدم والأورام لدى الأطفال، الذي يعقد لمدة يومين، بحضور أكثر من 700 شخص من الأطباء والمتخصصين في مجال الأورام والباحثين والعاملين في القطاع الطبي من مختلف أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا.
وكشف الدكتور زين العابدين كاندي، استشاري أورام ورئيس المؤتمر لـ «الاتحاد»، عن أن المؤتمر ناقش أحدث المستجدات في علاج الأورام، كما تناول المشاركون أحدث العلاجات الذي يعد بمثابة بارقة أمل لمرضى اللوكيميا الحادة عند الأطفال، اعتمدته مؤخراً منظمة الأغذية والدواء الأميركية، كعلاج ناجع، بنسبة شفاء تتجاوز 90 بالمئة.
ولفت إلى أن الأبحاث في المنطقة أظهرت إيجابية العلاج فيما يتعلق باللوكيميا الحادة، وجرى استخدامه في الدولة، وقد تم عقد اجتماع شارك فيه متخصصون بالمؤتمر من كندا وأميركا لمناقشة حيثيات الدواء، من الأطباء الذين أجروا الأبحاث على الدواء في أميركا وكندا وتم اعتماده من قبلهم، وصفوه بأنه الأفضل لعلاج اللوكيميا، وهو عبارة عن حقنة تعطى للمريض، وتم اعتماده من وزارة الصحة ووقاية المجتمع، وتم استخدامه في بعض المستشفيات، وهو متاح بمستشفى توام، وبرجيل الطبية والمستشفى الأميركي، واعتمدته هيئة الغذاء والدواء الأميركية منذ 10 شهور وجرى استخدامه في الدولة، بعد اعتماده مباشرة تقريباً، وكشفت الأبحاث أن نسبة الشفاء من اللوكيميا الحادة للأطفال باستخدام هذا العلاج BLINCYTO (blinatumomab).
ويُعد المؤتمر منصة فريدة للتعاون وتبادل الخبرات في تشخيص وعلاج سرطانات الأطفال واضطرابات الدم، وذلك في إطار التقدم السريع الذي تشهده دولة الإمارات في التخصصات الدقيقة لطب الأطفال.
ويُركز المؤتمر لهذا العام على مساري أمراض الدم والأورام وطب الأطفال العام، وأهم الممارسات السريرية المتقدمة، وأحدث الأبحاث، والعلاجات الناشئة في مجال أمراض الدم والأورام لدى الأطفال، حيث يهدف المؤتمر إلى رفع مستوى الوعي بالكشف المبكر عن سرطانات الأطفال، وتقديم التوجيه لأطباء الأطفال حول إحالة الحالات إلى خبراء متخصصين.
وتُشارك في المؤتمر 22 دولة من دول الخليج العربي، كالسعودية والعراق وقطر وسوريا وسلطنة عُمان، والولايات المتحدة الأميركية والهند وإسبانيا وأوغندا، ويوفر المؤتمر 8 جلسات علمية تتضمن 60 ندوة متخصصة، و87 متحدثاً، و40 ملصقاً بحثياً مُحكّماً، حيث تُمثّل هذه الأبحاث مشاركات من 13 دولة، كما تُبرز هذه الأبحاث دور المؤتمر كمنصة حيوية للتعلم والتواصل، والنهوض برعاية سرطان الأطفال.
كما استعرض المشاركون في اليوم الأول للمؤتمر علم الوراثة ودوره في الأورام وأمراض الدم التي يكتسبها الأبناء بالوراثة، وسرطانات الدم الحادة، وسرطانات الدماغ، ومرض النيوروبلاستوما النادر الذي يصيب الأطفال ما قبل الـ 5 أعوام، ومرض الأنيميا المنجلية، كما عرض المناقشون أحدث بروتوكولات العلاج لمرض اللوكيميا الحادة، وهو عقار دوائي جديد معتمد يرفع نسبة الشفاء لتصل إلى 96%، كما ناقش الخبراء الاستراتيجيات المتقدمة في التخطيط الجراحي لحالات الأورام المعقدة لدى الأطفال.
وقال الدكتور زين العابدين، رئيس المؤتمر ورئيس اللجنة المنظمة والعلمية، واستشاري ورئيس قسم أمراض الدم والأورام وزراعة نخاع العظام لدى الأطفال في مدينة برجيل الطبية: «لقد رسخ المؤتمر مكانته كمنتدى ذي أهمية دولية، فمن خلال توحيد أصوات الخبراء من جميع أنحاء منطقتنا وخارجها، يمكننا تمهيد الطريق لاختصار رحلة التشخيص إلى الأمل لآلاف المرضى الصغار».
من جانبها، قالت الدكتورة ليلى علي عيسى محمد الريامي، الرئيسة المشاركة للمؤتمر، استشارية أمراض الدم والأورام في مستشفى توام: «ستُسهم التعاونات والشراكات التي أُقيمت على هامش المؤتمر في الارتقاء بالمعايير السريرية، وتوسيع نطاق الوصول إلى العلاجات المُنقذة للحياة في جميع أنحاء مناطقنا الجغرافية المشتركة».
6 مستشفيات دولية
تشارك في الحدث 6 مستشفيات دولية رئيسية للسرطان، منها مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، وجامعة شيكاغو، ومستشفى الأطفال الوطني بالولايات المتحدة الأميركية، ومستشفى سينسيناتي للأطفال بالولايات المتحدة الأميركية، ومستشفى بوسطن للأطفال بالولايات المتحدة الأميركية، ما يجعله منصة حيوية للتعلم والتواصل، والنهوض برعاية سرطان الأطفال في المنطقة.