دبي (الاتحاد)
أولت دولة الإمارات أهمية كبيرة في ترسيخ وتعزيز ثقافة العمل التطوعي، وجعلها جزءاً أساسياً من رؤيتها نحو بناء مجتمع متماسك ومتعاون، يتحلى بالقيم الإنسانية السامية التي تعكس مكونات الهوية الإماراتية، من عطاء وخير وتقديم يد العون والدعم للآخرين، سواء داخل الدولة أو خارجها.
وتبذل وزارة تمكين المجتمع جهوداً متواصلة في تعزيز ثقافة التطوع، انطلاقاً من كونه واجباً والتزاماً أخلاقياً ومجتمعياً وحقاً إنسانياً، عبر إتاحة الفرص التطوعية لأفراد المجتمع والمؤسسات، للمشاركة في أنشطة إنسانية وخيرية داخل الدولة وخارجها، بما يعزز مسؤوليتها المجتمعية، وذلك عبر المنصة الوطنية للتطوع «متطوعين.إمارات»، والتي أطلقتها الوزارة بالتعاون مع مؤسسة الإمارات؛ بهدف إيجاد منظومة متكاملة ومستدامة للعمل التطوعي، وتوفير قاعدة متكاملة من البرامج التطوعية المتخصصة التي تخدم فئات المجتمع كافة، وتعزز المنصة جهود الدولة كوجهة عالمية رائدة في ميدان العطاء الإنساني.
ولتحفيز أفراد المجتمع على المشاركة بالأعمال التطوعية وإعلاءً لقيمتها، توفر المنصة فرصاً تطوعية متعددة المجالات لآلاف المسجلين من المواطنين والمقيمين، الراغبين بخدمة المجتمع، وتوظيف مهاراتهم وتخصصاتهم في مجالات مختلفة من العمل التطوعي المتاحة في الدولة، وقد بلغ عدد المسجلين في المنصة الوطنية «متطوعين.إمارات» 649848 متطوعاً، ولا تزال المنصة تشهد إقبالاً كبيراً للتسجيل والمشاركة في الفرص التطوعية التي تتيحها لمختلف الفئات العمرية.
ويصل عدد المسجلين الإناث 340410 متطوعات، وعدد الذكور 309215 متطوعاّ، وتأتي الفئة العمرية بين 16 و35 عاماً، كأكثر الفئات مشاركة وتفاعلاً في الأنشطة التطوعية بعدد يصل إلى 427367 متطوعاً، بينما تصل أعداد كبار المواطنين في الفئة العمرية بين 60 و100 عام، نحو 7159 متطوعاً، شاركوا في العديد من الفعاليات التطوعية التي تنظمها مختلف الجهات على مستوى إمارات ومناطق الدولة.
وتضم المنصة المتطوعين المسجلين من الفئة العمرية «5-18 عاماً»، إذ يبلغ عددهم 32552 متطوعاً، فيما يصل عدد المتطوعين من فئة الأشخاص ذوي الإعاقة «أصحاب الهمم» 5942 متطوعاً، أما عدد المتطوعين المشاركين في الفعاليات والأنشطة خارج الدولة فبلغ 40725 متطوعاً. وتتنوع مجالات التطوع في منصة «متطوعين.إمارات»، مثل: التعليم، والعمل الإنساني، ورعاية كبار المواطنين، وقطاع الصحة، وقطاعات الثقافة والفنون والرياضة، إلى جانب قطاع الترفيه والبيئة وخدمة المجتمع، والتطوع الدولي، والاستجابة للحالات الطارئة.
الجدير بالذكر أن المنصة الوطنية للتطوع تجمع المؤسسات الحكومية كافة، ومؤسسات القطاع الخاص والقطاع الثالث، التي تقوم بدورها في طرح والإعلان عن فرص تطوعية للمسجلين في المنصة من المواطنين والمقيمين، الساعين لخدمة المجتمع، وتوظيف مهاراتهم وتخصصاتهم في مجالات مختلفة من العمل التطوعي المتاحة في الدولة، كما توفر المنصة مزايا متعددة، كفرصة اختيار المتطوع المجال الأنسب لاهتماماته وخبراته، وبناء سجله الشخصي، وفرصة الترشيح لمشاريع تطوعية مبتكرة، والوصول إلى أكبر عدد من الفرص التخصصية، واعتماد وتوثيق الساعات التطوعية.
واستمراراً لجهودها في هذا القطاع أصدرت الوزارة القانون الاتحادي رقم (13) لسنة 2018 في شأن العمل التطوعي، الذي جعل الإمارات من الدول العالمية الأولى التي سنّت قوانين تهدف إلى تشجيع ثقافة العمل التطوعي، حددت فيه الشروط الواجب توفرها لتأدية هذا الواجب الوطني، والتوعية بأهميته وتنظيمه وتطويره، بالإضافة إلى تحقيق الانسجام بين مخرجات العمل التطوعي في الدولة، والتوجهات الحكومية والأجندة الوطنية، وتعزيز التنوع والابتكار في البرامج والمبادرات، واعتماد مرجعية موحدة وواضحة للعمل التطوعي.