الخميس 15 مايو 2025 أبوظبي الإمارات 33 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أمين عام «جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر» لـ«الاتحاد»: هدفنا تحقيق توازن مستدام بين الإنتاج والاستهلاك في قطاع التمور

عبد الوهاب زايد
12 ابريل 2025 01:34

إبراهيم سليم (أبوظبي) 

شهدت جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي منذ انطلاقتها عام 2007 تطوراً ملحوظاً، سواء على صعيد فئاتها أو معاييرها العلمية، أو نطاق انتشارها الدولي. فقد بدأت الجائزة برؤية طموحة لدعم جهود البحث والابتكار في زراعة النخيل وإنتاج التمور، ومع مرور الوقت توسعت لتشمل الابتكار الزراعي بشكل عام، ما أتاح المجال لاستقطاب أوسع للمبدعين والباحثين والمؤسسات العالمية. 
وأكد الدكتور عبد الوهاب زايد، أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، أن الجائزة عززت من معايير التقييم لتواكب أعلى المعايير الدولية للجوائز العلمية المتخصصة، وأحدثت نقلة نوعية، سواء اقتصادياً أو اجتماعياً أو بيئياً، وحسنت من جودة حياة العاملين في قطاع النخيل ومنتجاتها، باعتبارها مورداً اقتصادياً مهماً.
وقال: إن الجائزة هي الأولى من نوعها عالمياً، ولعبت دوراً مهماً، مما أحدث تأثيراً إيجابياً في تنشيط الحركة التجارية لمزارعي ومنتجي ومصنعي التمور. وتعزيز الاقتصادات الريفية، عبر توفير فرص عمل مستدامة لشريحة واسعة من ذوي الدخل المحدود، حيث بلغ إجمالي الفعاليات التي نظمتها الجائزة (64) معرضاً ومهرجاناً في (10) دول، وإعداد استراتيجيات وطنية لإنتاج وتصنيع التمور في أربع دول، وتدريب وتأهيل مئات المزارعين لتمكينهم من تبني أفضل الممارسات الزراعية. وفي جمهورية مصر العربية تم تأهيل مصنعين للتمور وفق أحدث المعايير العالمية. وبناء خمس ثلاجات مبردة لتخزين التمور لضمان الجودة العالية للمنتج النهائي. وتأهيل أكثر من 200 مزرعة لنخيل التمر لنيل شهادة الزراعة العضوية (إيكوسيرت).
وأضاف الدكتور عبد الوهاب زايد: هذا النجاح الذي حققته الجائزة جاء بفضل رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ودعمه المستمر لتعزيز الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، إلى جانب دعم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، ومتابعة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس الأمناء، نجحت جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي في تحقيق إنجازات بارزة جعلتها علامة فارقة في تنمية وتطوير قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور على المستوى الوطني، الإقليمي، والدولي. 
وتابع: في السنوات الأخيرة، اعتمدت الجائزة استراتيجية التحديث المستمر من خلال إدخال مجالات جديدة مثل التكنولوجيا الحيوية المرتبطة بالنخيل، الابتكار في إدارة المياه الزراعية، والاقتصاد الدائري في سلاسل القيمة.
وتمكنت الجائزة من ترسيخ مكانتها كمرجعية علمية دولية، حيث تجاوز عدد الدول المشاركة 60 دولة، مع ارتفاع لافت في جودة البحوث والمشروعات المتقدمة لنيل الجوائز، مما يعكس تنامي الثقة العالمية في مصداقيتها وقيمتها العلمية.

أثر الجائزة  
وحول أثر الجائزة محلياً وعالمياً، قال الدكتور عبد الوهاب زايد: «لعبت جائزة خليفة الدولية دوراً أساسياً في تعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للابتكار في زراعة النخيل وإنتاج التمور والابتكار الزراعي. وقد أسهمت الجائزة في تحفيز المزارعين والمؤسسات الإماراتية على تطوير أساليب الإنتاج، واعتماد تقنيات متقدمة أدت إلى تحسين جودة التمور الإماراتية ورفع تنافسيتها في الأسواق العالمية. حيث أتاحت الجائزة الفرصة أمام المبتكرين الزراعيين للتنافس، مما ساهم في تعزيز الأمن الغذائي. وقد بلغ عدد الفائزين بالجائزة ضمن فئة الابتكار الزراعي (23) مبتكراً من (12) دولة، من بينهم 7 فائزين عن فئة الابتكار الزراعي من دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة (2025 – 2009). كما ساعدت الجائزة في تحقيق توازن مستدام بين الإنتاج والاستهلاك في قطاع التمور، عبر نقل الخبرات وتبادل المعرفة العلمية المتخصصة.
وعالمياً، أسهمت الجائزة بشكل مستدام في تعزيز القوة الناعمة لدولة الإمارات وترسيخ مكانتها الريادية، باعتبارها البوابة الرئيسية لتنمية وتطوير قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور عالمياً. من خلال إطلاق مبادرات ومشاريع تنموية رائدة، عززت الجائزة الأمن الغذائي في الدول المنتجة للتمور، وأسهمت في دعم الاقتصادات الزراعية، وتعزيز التنافسية في الأسواق الدولية». 

منصة محورية
وأضاف: كما أصبحت الجائزة منصة محورية لتعزيز التعاون الدولي في مجال زراعة النخيل، حيث أدت إلى بناء شبكات قوية من العلماء والمزارعين والمؤسسات البحثية عبر الشرق الأوسط، أفريقيا، آسيا وأميركا اللاتينية. حيث وقّعت الأمانة العامة للجائزة، خلال الفترة (2015 – 2025)، أكثر من (70) مذكرة تفاهم مع الوزارات والمؤسسات الدولية والإقليمية المعنية بقطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور والابتكار الزراعي. وتضمنت هذه الشراكات تعاوناً مع منظمات دولية متخصصة وشركات خاصة لدعم تنمية هذا القطاع الحيوي وتعزيز استدامته.
وتابع: وحَرَصَتْ الجائزة على ترسيخ مكانتها كمنصة عالمية لتبادل المعرفة والخبرات في قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور، حيث نجحت في تنظيم سلسلة من المؤتمرات الدولية الرائدة، أسهمت في تطوير زراعة النخيل وإنتاج التمور والابتكار الزراعي، وتعزز دور دولة الإمارات كمركز عالمي للبحث والتطوير في هذا القطاع الحيوي، من بينها 7 مؤتمرات ضمن سلسلة المؤتمر الدولي لنخيل التمر (1998 - 2022)، المؤتمر الدولي لاستئصال سوسة النخيل الحمراء (2019 – 2024)، المؤتمر الدولي للواحات المستدامة (2024)، المؤتمر الدولي الأول لإنتاج وتجارة التمور (2023)، المؤتمر الوزاري رفيع المستوى الخاص بإطلاق منصة الابتكار لتنمية الزراعة الصحراوية (IDFS)، بالتعاون مع منظمة ايكاردا 2022، والاجتماع الإقليمي لخبراء مؤشر الأمن الغذائي العالمي، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة ووزارة التغير المناخي والبيئة 2019.

مستجدات الدورة الجديدة  
وحول مستجدات الجائزة في دورتها الجديدة، قال الدكتور عبد الوهاب زايد: «تميزت الدورة الجديدة 2025 لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي بتوسيع نطاقها الجغرافي والعلمي، حيث تم تعزيز الشراكات الدولية مع منظمات أممية ومراكز بحثية مرموقة   ، مما أضفى بعداً عالمياً أكبر على الجائزة.  
وأشار إلى أنه تم إطلاق منصة إلكترونية متكاملة لإدارة الجائزة وتقديم الطلبات، مما سهل عملية التقديم ورفع مستويات الشفافية وسرعة التواصل مع المرشحين من مختلف دول العالم.
وأكد الدكتور عبد الوهاب زايد، أن الجائزة ساهمت بشكل ملموس في رفع كفاءة إنتاج التمور من خلال تشجيع تبني أساليب الزراعة الحديثة وأساليب الري الذكي.

الوعي الاقتصادي
أشار الدكتور عبدالوهاب زايد إلى أن جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي أسهمت  في رفع الوعي الاقتصادي بقيمة شجرة النخيل كمورد استراتيجي، وشجعت على الاستثمار في تحسين سلاسل الإنتاج والمعالجة والتسويق للتمور. فقد دفعت الجائزة المزارعين والمؤسسات الزراعية إلى تبني أفضل الممارسات والتقنيات الحديثة التي تعزز من جودة المحصول، وتطيل عمر التخزين، وتفتح آفاقاً أوسع للوصول إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، مما انعكس بشكل مباشر على رفع العائدات الاقتصادية وتحسين تنافسية المنتج المحلي في الأسواق الدولية، وزيادة الطلب على التمور عالمياً وتعزيز تنافسيتها في الأسواق الدولية.

استدامة وترشيد
قال الدكتور عبد الوهاب زايد: تعد شجرة النخيل رمزاً للزراعة المستدامة في البيئات الجافة، وقد أسهمت الجائزة بشكل واضح في إبراز هذا البعد من خلال دعم المبادرات التي تعزز من قدرة النخيل على التكيف مع التغير المناخي، وترشيد استخدام الموارد الطبيعية، وحماية التنوع البيولوجي الزراعي. وشجعت الجائزة مشاريع إعادة تأهيل بساتين النخيل التقليدية، والزراعة العضوية، وتوسيع نطاق أنظمة الري الموفر للمياه.
كما ركزت الجائزة على مفهوم «الاستدامة الاقتصادية للنخيل» كأحد محاور استراتيجية الاقتصاد الأخضر لدولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال تشجيع المزارعين على إنتاج التمور العضوية، والحصول على برامج تصديق دولية للممارسات الزراعية الجيدة (GAP). وأسهمت في تعزيز قدرات المزارعين ومؤسسات النخيل المحلية على تبني الحلول البيئية الذكية، بما يضمن استمرارية الإنتاج وجودته على المدى الطويل، والحفاظ على التراث الزراعي والثقافي للنخيل للأجيال القادمة.

مكانة ريادية
انضمت جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي مؤخراً إلى مؤسسة إرث زايد الإنساني، برئاسة سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس أمناء المؤسسة. ويُمثل هذا الانتقال نقلة نوعية جديدة في مسيرة الجائزة، حيث أصبحت جزءاً من منظومة أوسع من المبادرات الإنسانية والتنموية الرائدة، بما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي المستدام، ودعم المجتمعات الزراعية، ونقل المعرفة الزراعية المتقدمة إلى الدول النامية.
وتواصل الجائزة، اليوم، انطلاقتها الطموحة تحت مظلة مؤسسة إرث زايد الإنساني، مسترشدة برؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، نحو ترسيخ ريادة الدولة كمنصة عالمية للابتكار الزراعي وتحقيق تنمية زراعية مستدامة ذات بعد إنساني عميق.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض