السبت 10 مايو 2025 أبوظبي الإمارات 33 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

القمة العالمية لإدارة الطوارئ والأزمات 2025 تختتم أعمالها في أبوظبي

مشاركون خلال إحدى جلسات القمة
11 ابريل 2025 02:01

أبوظبي (الاتحاد)

اختتمت القمة العالمية لإدارة الطوارئ والأزمات 2025 أعمالها أمس الأول في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك)، وسط توافق دولي لافت على ضرورة تسريع التحول نحو أنظمة استجابة أكثر تكاملاً وابتكاراً، وتعزيز العمل المشترك العابر للحدود في ظل بيئة عالمية تتسم بالغموض والتقلبات السريعة. وجاءت القمة بتنظيم من الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، وبرعاية كريمة من سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، وانعقدت على مدار يومين تحت شعار «معاً نحو بناء مرونة عالمية»، بمشاركة دولية واسعة.
وأكد معالي علي سعيد النيادي، رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، أن القمة العالمية لإدارة الطوارئ والأزمات 2025 شكلت محطة استراتيجية محورية لترسيخ مكانة دولة الإمارات نموذجاً رائداً في مجال استشراف المستقبل، وبناء منظومات وطنية ودولية متكاملة لإدارة الأزمات.
وقال معاليه: «لقد أثبتت هذه القمة بما شهدته من مشاركات دولية رفيعة وتوصيات عملية، أن الاستجابة للمخاطر العالمية المعقدة لم تعد مسؤولية وطنية فحسب، بل هي مسؤولية جماعية تتطلب بناء جسور التعاون والتكامل بين الدول والمؤسسات، وتعزيز القدرات المؤسسية، وتطوير أدوات تحليل المستقبل. إن تعزيز المرونة لا يقتصر على تعزيز القدرات الأمنية أو التكنولوجية، بل يشمل أيضاً الاستثمار في الإنسان، وتبني سياسات مرنة تواكب التغيرات، وبناء ثقافة مجتمعية قادرة على التفاعل مع الأزمات باحترافية ومرونة».
وأضاف معاليه: «نؤمن بأن الجاهزية لا تُبنى في أوقات الأزمات، بل تُصنع في أوقات الاستقرار، ومن هنا فإننا نلتزم في الهيئة بمواصلة العمل مع الشركاء كافة لبناء منظومة وطنية ودولية مستعدة ومتكاملة تساهم في ضمان أمن المجتمعات واستدامة التنمية».
وأكد معاليه أن مخرجات القمة تمثل خريطة طريق طموحة للسنوات القادمة، وستكون محوراً لعدد من المبادرات والمشاريع التي ستطلقها الهيئة بالتعاون مع شركائها محلياً ودولياً.

تعزيز الجاهزية والصمود
وشهدت فعاليات اليوم الثاني للقمة كلمة رئيسية لمعالي فاديم سينيافسكي، وزير الطوارئ البيلاروسي، بعنوان «توقُع اللا متوقَع: تخفيف الغموض الاستراتيجي»، ركز فيها على تعزيز الاستعداد لمواجهة العقبات غير المتوقعة بتوجه استراتيجي، فيما ألقى لي دي وو، نائب مدير مركز القيادة في وزارة إدارة الطوارئ الصينية، كلمة رئيسية بعنوان «القيادة الاستراتيجية: تعزيز الصمود الوطني»، استعرض فيها النهج الاستراتيجي للصين في إدارة الطوارئ، مع تسليط الضوء على نظام القيادة الموحد الذي يعزز من القدرة الوطنية على الصمود، والوقاية من المخاطر، والاستجابة السريعة للكوارث.
كما شهدت فعاليات اليوم الثاني من القمة سلسلة من الجلسات المتخصصة ضمن محور «إدارة الغموض»، بدأت بكلمة افتتاحية ألقاها حمد سيف الكعبي، مدير إدارة حوادث المواد الخطرة في الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، بعنوان «إدارة الغموض: الحفاظ على الوضوح»، سلط فيها الضوء على أهمية استباق التحديات والارتقاء بمرونة أنظمة الطوارئ من خلال تعزيز التفكير الاستراتيجي وسط بيئة عالمية مليئة بالتقلبات.
وتلتها كلمة رئيسية لـ غراسيموف أنتون اندرفيج، نائب وزير الاتحاد الروسي للدفاع المدني وحالات الطوارئ وإزالة آثار الكوارث الطبيعية، بعنوان: «إدارة عدم اليقين من خلال التعاون الدولي في الاستجابة للأزمات»، تناول فيها آليات تعزيز التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف لتوحيد الجهود في مواجهة الأزمات الكبرى.
وفي محاضرة بعنوان «التعامل مع عدم اليقين: الذكاء الاصطناعي ومستقبل التواصل في الأزمات»، استعرض فيليب بورمانس، خبير التواصل الاستراتيجي، دور الذكاء الاصطناعي في صياغة خطط اتصال ديناميكية خلال الكوارث.
واختُتمت جلسات المحور بمحاضرة قدمها مارتن ييتس، مستشار التكنولوجيا الحكومية في شركة «بريسايت»، بعنوان: «توظيف البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي التوليدي لإدارة الاستجابة لحالات الطوارئ».

نماذج جديدة للمرونة المالية
ركز محور الاقتصاد المتكيف على أهمية بناء اقتصادات مرنة قادرة على التكيف مع التحديات الطارئة والمخاطر المستقبلية. واستهلت لوريتا هيبرجيرارديت، رئيس فرع المعرفة بالمخاطر والرصد وتنمية القدرات في مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، هذا المحور بكلمة بعنوان «الاقتصاد المتكيف: الاستثمار من أجل مستقبل أفضل»، تناولت فيها سبل تعزيز الاستثمارات التنموية المستدامة وبناء بيئة اقتصادية قادرة على الصمود في وجه الأزمات. وتبعتها بجلسة ثانية بعنوان «تعزيز الاقتصاد: نهج قائم على تعديل المخاطر»، أكدت فيها ضرورة تبني سياسات اقتصادية مرنة تعتمد على فهم دقيق لمخاطر الكوارث وتضمينها في صلب استراتيجيات التنمية، مما يتيح تعزيز المرونة الاقتصادية، ويضمن استمرارية واستدامة الاقتصاد في مختلف الظروف.
وفي محاضرة بعنوان «التوجه المشترك: بناء مستقبل مرن»، سلّط داغ ديتر، مستشار استثماري وخبير في الأصول التجارية العامة، الضوء على أهمية وجود منظومات اقتصادية قوية ومبتكرة تتسم بالمرونة وتستند إلى الحوكمة الفعالة والتخطيط طويل الأمد لضمان الجاهزية والاستقرار في مواجهة الأزمات.
كما قدّم راشد عبدالكريم البلوشي، وكيل دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، كلمة بعنوان «تخفيف المخاطر لتحقيق اقتصادات مزدهرة»، شدد خلالها على أهمية تنويع الاقتصاد والاستفادة من الشراكات الدولية والابتكار كركائز أساسية لتقليل التأثيرات الاقتصادية للأزمات، وتحقيق نمو شامل ومستدام.
واختُتم المحور بجلسة حوارية مشتركة بعنوان «التعاون العالمي: تعزيز الاقتصادات في أوقات الأزمات»، جمعت جميع المتحدثين في الاقتصاد المتكيف لمناقشة سبل تفعيل التعاون الدولي لتقوية دعائم الاقتصاد العالمي في ظل الأزمات، وذلك عبر تنسيق الجهود وتبادل الخبرات بهدف تعزيز المرونة الاقتصادية العالمية.

الختام وتوصيات القمة 
قالت مريم ياعد القبيسي، المتحدث الرسمي للقمة العالمية لإدارة الطوارئ والأزمات 2025 في الكلمة الختامية والتي أعلنت فيها عن أهم مخرجات وتوصيات القمة: «تُعتبر القمة انعكاساً واضحاً للرؤية الإماراتية الراسخة بأهمية العمل المشترك، وبناء جسور التواصل بين الدول، وقد أثبتت أن العمل الجماعي، حين يقترن بالرؤية والالتزام، بإمكانه أن يحول التحديات إلى فرص، ويصنع من الأزمات دافعاً للتطور. ونحن، في دولة الإمارات، وبتوجيهات قيادتنا الرشيدة، نؤكد التزامنا بمواصلة دعم منظومة الاستجابة العالمية، عبر الاستثمار في العقول، وتطوير البنية التحتية الذكية، وتعزيز دور المجتمعات».
وأشارت القبيسي إلى أن الهيئة قامت في ختام القمة بإصدار التقرير الختامي للقمة العالمية لإدارة الطوارئ والأزمات 2025 والذي يضم خلاصة ما أنتجته نخبة العقول اللامعة؛ ليكون بمثابة خريطة طريق للمستقبل، ونبراساً يهدي جميع الجهات ذات العلاقة في الخطط والاستراتيجيات والمشاريع المستقبلية. وقالت: «يُعد هذا التقرير المهم تذكيراً بالمسؤوليات التي أخذناها على عاتقنا خلال هذه القمة لجعل العالم مكاناً أفضل».
واختتمت القبيسي حديثها بالقول: «نجدد شكرنا العميق لجميع الوفود المشاركة، وللمتحدثين، والخبراء الذين شاركونا رؤاهم وتجاربهم وتوصياتهم، والشكر موصول لجميع الشركاء، والرعاة، والعارضين، ووسائل الإعلام، ولكل من أسهم في إنجاح هذه الحدث العالمي. نلقاكم بإذن الله في النسخة القادمة من القمة، وقد خطونا خطوات أبعد نحو عالم أكثر استعداداً، وأكثر تضامناً، وأكثر أماناً. ومعاً نحو بناء مرونة عالمية».

مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون والعمل المشترك
وقّعت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث مذكرة تعاون مع «مجموعة بيورهيلث» بهدف تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين في مجالات الاستجابة الطبية للطوارئ والأزمات والكوارث، وتطوير منظومة الرعاية الصحية باستخدام أحدث التقنيات والحلول الرقمية، إلى جانب التعاون في إعداد برامج تدريبية وتخصّصية، وتبادل الدراسات والخبرات العلمية، ووضع خطط استمرارية الأعمال، بما يسهم في تعزيز جاهزية منظومة الطوارئ الطبية الوطنية وفق أعلى المعايير العالمية.
كما أبرمت الهيئة مذكرة تفاهم مع «كلية أبوظبي للإدارة» بهدف توطيد التعاون في مجال إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، والعمل المشترك في تصميم وتقديم برامج أكاديمية وتدريبية متخصّصة، وتعزيز البحث العلمي المشترك، واستكشاف تطبيقات مبتكرة للتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي. كما شملت مجالات مذكرة التفاهم تنظيم مؤتمرات ومنتديات مشتركة تسهم في تبادل المعرفة وتسليط الضوء على أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال الحيوي.
وتعكس هذه الشراكة الاستراتيجية التزاماً مشتركاً ببناء القدرات الوطنية وتعزيز المرونة في مواجهة الطوارئ والكوارث. وفي إطار توسيع التعاون الدولي، وقّعت الهيئة مذكرة تفاهم مع وزارة حالات الطوارئ في جمهورية قيرغيزستان لتعزيز تبادل المعلومات والخبرات في مجال إدارة الكوارث والتقليل من آثارها. وتنص المذكرة على تبادل الأبحاث العلمية والدعم الفني، والتعاون في مجالات الاتصالات والوقاية، وتوسيع نطاق العمل التطوعي، إضافة إلى تقديم المساعدة المشتركة في مواجهة آثار الكوارث الطبيعية والناجمة عن الأنشطة البشرية.

معرض جاهزية الأجيال يستمر لغاية 10 أبريل
واصل «معرض جاهزية الأجيال» فعالياته لليوم الثاني، حيث شهد تفاعلاً كبيراً من قبل الزوار لاسيما طلبة المدارس والجامعات.
ويشارك في المعرض عدد مع المؤسسات الأكاديمية والمؤسسات العاملة في مجال إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث بهدف إثراء التجربة التعليمية من خلال ثلاث مناطق رئيسة، وهي الزلازل والأوبئة والمواد الخطرة. ويُعتبر المعرض منصة تعليمية متكاملة لبناء جيل واعٍ وتجهيزهم لمواجهة المستقبل عبر التخطيط والاستعداد الاستباقي.
وأكد سلمان علي السلمان، المتحدث الرسمي عن المعارض المصاحبة للقمة العالمية لإدارة الطوارئ والأزمات 2025 أن معرض جاهزية الأجيال يعزّز الوعي بمنظومة الطوارئ والأزمات في الدولة ويجمع أبرز الشركاء الاستراتيجيين في هذا المجال.
وأوضح السلمان أن المعرض سينعقد ليوم إضافي بعد انتهاء أعمال القمة (لغاية 10 أبريل)، بهدف تمكين أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع من المشاركة والاستفادة من النصائح والإرشادات والتجارب التوعوية الهادفة، التي يقدمها المعرض، موضحاً أن المعرض يتضمن ورش عمل تفاعلية وفعاليات مبتكرة، مثل سيناريوهات محاكاة للزلازل والأمراض الصحية والمواد الخطرة، بهدف نشر الوعي بالجاهزية، لافتاً إلى أن الحدث يسعى إلى تعزيز الوعي لدى أولياء الأمور والمجتمع بأهمية المشاركة في بناء مجتمع آمن ومستدام.

ورش عمل تخصّصية تثري فعاليات القمة
شهد اليوم الثاني من القمة انعقاد أربع ورش عمل متخصّصة وفّرت للمشاركين منصة عملية لتعزيز مهاراتهم والاطلاع على أحدث الاتجاهات والتقنيات في مجال إدارة الأزمات والطوارئ.
واستُهلت ورش العمل بورشة بعنوان «التطبيقات والذكاء الاصطناعي في إدارة المخاطر» قدمها المهندس محمد بن بدر السويدي، بمشاركة براسانت ريدي ماربو من شركة جي 42 (G42) واستعرضت الورشة دور الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالمخاطر وتحسين دقة القرار، من خلال تحليل البيانات الضخمة وتطوير نماذج استجابة ذكية تعزز سرعة وكفاءة التعامل مع الأزمات.
تلا ذلك ورشة بعنوان «أسرار جاهزية الإمارات» قدّمها كل من خليفة باقر وبيتر زيمسكي من مركز محمد بن راشد لإعداد القادة، وركّزت على العوامل المؤسسية والقيادية التي أسهمت في بناء منظومة وطنية رائدة في الاستعداد والجاهزية، مع تسليط الضوء على نماذج مبتكرة في التخطيط واتخاذ القرار خلال الظروف الطارئة.
كما قدّم الدكتور برافين كومار ماجهيلال من أكاديمية ربدان ورشة عمل بعنوان «التكنولوجيا الناشئة في إدارة الطوارئ» تناول فيها تأثير التقنيات الحديثة في تعزيز قدرات الاستجابة وتقليل آثار الكوارث. واختُتمت ورش العمل بورشة «تعزيز الشراكات الاستراتيجية في دعم إدارة الطوارئ والأزمات» قدّمها المهندس عبدالعزيز زعرب من موانئ أبوظبي، تناول فيها دور الشراكات الاستراتيجية في ضمان الاستدامة وتعزيز كفاءة الاستجابة.

رسالة من الإمارات إلى العالم
في ختام القمة، دعت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث جميع الجهات العاملة في مجال إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث والاستجابة والإغاثة في مختلف أنحاء العالم لمواصلة العمل المشترك، والبناء على مخرجات القمة من خلال مبادرات وبرامج تعزّز التكامل والاستعداد العالمي للأزمات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض