شرع الله تعالى لعباده عيداً يفرحون فيه بفطرهم بعد صيامهم، فالحمد لله الذي جعل في ديننا أيام فرح وسرور، فقد قال سبحانه وتعالى: (...وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، «سورة البقرة: الآية 185».
وعن أنس رضي الله عنه قال: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَغْدُو يَوْمَ الفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ»، (صحيح البخاري 953)، وعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ، رضي الله عنهما: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي فِي الأَضْحَى وَالفِطْرِ، ثُمَّ يَخْطُبُ بَعْدَ الصَّلَاةِ»، (صحيح البخاري 957).
وعن الزهري: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ، فَيُكَبِّرُ حَتَّى يَأْتِيَ الْمُصَلَّى، وَحَتَّى يَقْضِيَ الصَّلَاةَ، فَإِذَا قَضَى الصَّلَاةَ، قَطَعَ التَّكْبِيرَ، (مصنف ابن أبي شيبة، 5621).
ولذا فقد شرع الله تعالى لعباده عيداً يفرحون فيه بفطرهم بعد صيامهم، وسن للمسلمين فيه صلاة العيد، وذلك بعد انتهاء رمضان، وهي من تمام ذكر الله تعالى، وهي سنة مؤكدة لا ينبغي لمسلم مكلف تركها.
ويخرج المسلم إلى مصلَّى العيد على أحسن هيئة متزيناً بما يُباح، لابساً أحسن ثيابه نظيفاً، وذلك تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم وإظهاراً لنعمة الله تعالى عليه.
وقد شرع الله تعالى لعباده التكبير عند إكمال عدة رمضان، من غروب الشمس ليلة العيد إلى صلاة العيد، قال جلا جلاله: (... وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، «سورة البقرة: الآية 185».
وصفته أن يقول: «الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إِلٰهَ إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد». ويبكر إلى المصلى ليحصل له الدنو من الإمام، وفضل انتظار الصلاة، ويسن مخالفة الطريق، وهو أن يذهب من طريق ويرجع من أخرى، لقول جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: «كَانَ النبِي صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطريِقَ»، (صحيح البخاري 986).
ويُسَنّ أن يأكل تمرات وتراً -ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك يقطعها على وتر- حتى يميّز بين الصيام وبين الفطر، لقول أنس رضي الله عنه: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَغْدُو يَوْمَ الفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ... ويأكلهن وتراً»، (صحيح البخاري، 953).
ومن رحمة الله بنا أن شرع لنا أعياداً للفرح والسرور، ومشروعية التكبير في عيد الفطر تنتهي بصلاة العيد، وعلينا الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم بأكل تمرات قبل الذهاب إلى المصلى في عيد الفطر، وعلى المسلم أن يحذر من الغفلة عن ذكر الله تعالى وشكره، وأن يعمر هذه الأوقات بالطاعة، وفعل الخير.
ويسنُّ الغسل للعيدين، وهو مذهب الجمهور، وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: «إنه كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو». ويُستحَبُّ التَّطيُّبُ في يومِ العِيدِ، وذلك لأنَّه يومُ اجتماعٍ يَجتمعُ فيه الناسُ، كالجُمُعة، ولأنَّه يومُ الزِّينة والفرح.
إدخال السرور
عن جبير بن نفير، قال: «كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنكم».
وإدخال السرور على الأهل والأطفال، بكل ما هو مباح، وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: «دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش، وحول وجهه، ودخل أبوبكر، فانتهرني، وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل عليه رسول الله عليه الصلاة والسلام، فقال: دعهما، فلما غفل غمزتهما فخرجتا، وكان يوم عيد».
اللهم اجعل أيامنا أيام فرح وسعادة، وخير وبركة، بفضلك.