الجمعة 18 ابريل 2025 أبوظبي الإمارات 26 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شخصيات إسلامية: «نافع» إمام المدينة ومقرئها

شخصيات إسلامية: «نافع» إمام المدينة ومقرئها
28 مارس 2025 02:15

إمام المدينة ومقرئها أبي رويم ويقال أبو الحسن. هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي، وكنيته: أبو رويم، وقيل أبو الحسن وقيل أبو عبد الرحمن، ولد في حدود سنة سبعين، أحد القرّاء السبعة: كان إذا تكلم يُشم من فِيه رائحة المسك، وتوفي سنة تسع وستين ومائة على الصحيح، وأصله من أصبهان، وكان أسود اللون حالكاً، داره المدينة النبوية، وهو من الطبقة الثانية بعد الصحابة، وكان حسن الخلق، وسيم الوجه.
كان إمام الناس في القراءة بالمدينة، وانتهت إليه رياسة الإقراء بها وأجمع الناس عليه بعد التابعين، أقرأ بها أكثر من سبعين سنة.
وقال سعيد بن منصور، سمعت مالك بن أنس يقول: قراءة أهل المدينة سنة، قيل له قراءة نافع، قال مالك نعم.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي: أيُّ القراءة أحب إليك ؟ قال: قراءة أهل المدينة، قلت: فإن لم تكن، قال قراءة عاصم.
قيل له: أتتطيب كلما قعدت تقرئ الناس ؟ فقال: إني لا أقرب الطيب ولا أمسه.
ولكن رأيت فيما يرى النائم أن النبي صلّى الله عليه وسلم يقرأ فِي فِيَّ فمن ذلك الوقت يُشم من فمي هذه الرائحة.
وقيل له ما أصبح وجهك وأحسن خلقك، فقال: كيف لا أكون كما ذكرتم وقد صافحني رسول الله صلّى الله عليه وسلم وعليه قرأت القرآن الكريم في النوم.
 قرأ على سبعين من التابعين منهم: أبو جعفر يزيد بن القعقاع، وشيبة بن نصاح، ومسلم بن جندب، ويزيد بن رومان، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج. وقرأ أبو جعفر على عبد الله بن عياش، وعلى عبد الله بن عباس، وعلى أبي هريرة، وقرأ هؤلاء الثلاثة على أُبيّ بن كعب، وقرأ أبو هريرة وابن عباس على زيد بن ثابت وقرأ زيد وأُبي على رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
وقرأ شيبة ومسلم وابن رومان على عبد الله بن عياش، وسمع شيبة القراءة من عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقرأ عمر وزيد وأُبيّ على رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وروى القراءة عنه طوائف لا يحصى عددهم، وممن تلقوا عنه الإمام مالك بن أنس والليث بن سعد.
وقال قالون: (كان نافع من أطهر الناس خلقاً ومن أحسن الناس قراءة وكان زاهداً جواداً صلى في مسجد النبي ﷺ ستين سنة) وقال الليث بن سعد: (حججت سنة ثلاث عشرة ومائة وإمام الناس في القراءة بالمدينة نافع) وقال الأعشى: (كان نافع يسهل القرآن لمن قرأ عليه إلا أن يقول له إنسان أريد قراءتك) وقال الأصمعي: (قال لي نافع: تركت من قراءة أبي جعفر سبعين حرفاً وقال مالك لما سأله عن البسملة قال: (سلوا نافعاً فكل علم يسأل عنه أهله ونافع إمام الناس في القراءة)
وأول راوي نافع هو: أبو موسى عيسى قالون وهو بالرومية (جيد) لقبه به نافع لجودة قراءته ابن مينا المدني النحوي الرقي مولى الزهري، قرأ على نافع سنة خمسين واختص به كثيراً، وكان إمام المدينة ونحويها، وكان أصم لا يسمع البوق وإذا قرئ عليه القرآن يسمعه، وقال: (قرأت على نافع قراءته غير مرة وكتبتها عنه) وقال: قال لي نافع: (كم تقرأ علي؟ اجلس على إسطوانة حتى أرسل إليك من يقرأ القرآن عليك).
وثانيهما أبو سعيد عثمان بن سعيد الذي لقبه نافع (بورش) لشدة بياضه أو لقلة أكله التنبطي المصري، كان رأساً ثم رحل إلى المدينة ليقرأ على نافع، فقرأ عليه أربع ختمات في شهر سنة خمس وخمسين ومائة، فرجع إلى مصر وانتهت إليه رئاسة الإقراء بها، فلم ينازعه فيها منازع مع براعته في العربية ومعرفته في التجويد، وكان حسن الصوت. 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض