يقول الله سبحانه وتعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)، «سورة البقرة: الآيات 45 - 46».
وقال رسول الله -ﷺ- لعبدالله بن عمرو رضي الله عنهما: «شهر الصبر، وثلاثة أيام من كل شهر، صوم الدهر»، (سنن النسائي، 2408). والصيام نصف الصبر، لقول النبي ﷺ: «والصوم نصف الصبر»، ويقول الله -سبحانه- وتعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)، يقول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، «سورة البقرة: الآية 153».
شهر رمضان هو شهر الصبر؛ لأن الصائم يحبس نفسه طاعة لله تعالى عن الحرام، وعن مباحات تعود عليها خلال سنته، فإذا كان المسلم قد صبر قبل رمضان عن المعاصي، فهو اليوم يصبر عن المباحات أيضاً، فقد اكتمل الصبر عنده، لأن الصيام نصف الصبر، لقول النبي ﷺ: «والصوم نصف الصبر».
فالصائم يصبر على الجوع والعطش، فيمسك عن الطعام والشراب من الفجر إلى الغروب، فيمتنع من الطعام وهو جائع، ويمتنع من الشراب، وهو يشعر بالعطش، يتعلم في ذلك خلق الصبر الجميل، قال تعالى: (فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً)، «سورة المعارج: الآية 5».
وإن الله -سبحانه وتعالى- قد وعد الصابرين بثواب عظيم، قال جلّ جلاله: (.. إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ)، «سورة الزمر: الآية 10».. وبالصيام تكتمل منزلة الصبر، فإذا قدر الصائم على ترك المباحات، فإنه على ما سواها أقدر.
القرآن مأدبة الله
حث النبي -ﷺ- على تلاوة القرآن الكريم، ورغب فيها، وبشر قارئ القرآن بأنه مع السفرة الكرام البررة، فينبغي على المؤمن والمؤمنة الإكثار من قراءة القرآن، ولو وجد القارئ مشقة في ذلك، فإن في القراءة خيراً عظيماً وفائدة كبيرة، وعلى الإنسان أن يجتهد في تقويم لسانه بتلاوة القرآن، وأن يتعاهده بالحفظ والتكرار، فهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها، وأن يجتهد في تزيين صوته مع ضرورة التحلي بآداب التلاوة. وإن من أفضل الذكر في رمضان تلاوة القرآن الكريم، ولنا في رسول الله -ﷺ- أسوة حسنة في ذلك، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: «كان رسول الله -ﷺ- أجود الناس، كان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله -ﷺ- أجود بالخير من الريح المرسلة»، (صحيح البخاري، 6).
وقال الله جل جلاله: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ)، «سورة فاطر: الآيات 29 - 30». وقال سبحانه وتعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)، «سورة ص: الآية 29».
وقل عز وجل: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ)، «سورة القمر: الآية 17».
وقال عز من قائل: (... وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا)، «سورة المزمل: الآية 4».
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي -ﷺ- قال: «إن هذا القرآن مأدبة الله فاقبلوا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله، والنور المبين، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن تبعه، لا يزيغ فيستعتب، ولا يعوج فيقوم، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق من كثرة الرد، اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول: (آلم) حرف، ولكن ألف ولام وميم»، (المستدرك على الصحيحين، 2040).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي -ﷺ- قال: «... وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده...»، (صحيح مسلم، 2699).
أفضل الأعمال
القرآن الكريم: كلام الله تعالى، وتلاوته من أفضل الأعمال والعبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهي سبب لحفظه ورفعته في الدنيا والآخرة، وبها ينال شفاعة القرآن، ويرث الدرجات العالية في الجنان، وإن من هدي النبي -ﷺ- أن يختم المسلم قراءة القرآن الكريم كاملاً كل أسبوع، كما قال النبي -ﷺ- لعبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: «فاقرأ في سبع ولا تزد على ذلك»، (متفق عليه). وقد كره العلماء أن يختم المسلم قراءة الكريم في أقل من ثلاثة أيام، لقوله ﷺ «لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث»، (سنن أبي داود).
فتوى
ورد إلى مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي سؤال مفاده: «سمعت الأذانَ وأنا أتسحر، فماذا يجب عليّ أن أفعل؟».
أفتى المجلس بأن: «يجب عليك التوقفُ عن تناول المفطرات عند سماع الأذان، لأن الأذان يُرفعُ عند طلوع الفجر، وذلك هو وقتُ وجوبِ الإمساك عن الأكل وغيرِه من المفطرات.
قال الله تعالى: ﴿... وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ...)، «سورة البقرة: الآية 187».
وقال بعض العلماء: «إن طلع عليه الفجر وهو يأكل فلْيُلقِ ما في فيه... ويجزئه الصوم»، (التاج والإكليل لمختصر خليل: 3/ 374).
حديث
عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ: (إِنَّ اللهَ تَعَالَى طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبَاً وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ المُؤْمِنِيْنَ بِمَا أَمَرَ بِهِ المُرْسَلِيْنَ فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً) (المؤمنون: الآية51)، وَقَالَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) (البقرة: الآية172) ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيْلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاء، ِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لذلك) رواه مسلم.
عظة
قال الحسن البصري: «ما أظن أن الله يُعذب رجلاً استغفر صادقاً»، قيل: لماذا، قال: «كيف يُلهمه الاستغفار وهو يريد به أذى».
حيث قال الله تعالى (وما كان الله مُعذبهم وهم يستغفرون).
وقال رحمه الله «ما مِن رجُلٍ، يرى نعمةَ الله عليه، فيقول: (الحمدُ لله الذي بِنعمتِهِ تَتِمُّ الصالحات) إلا أغناه اللهُ تعالى وزادَه».