مريم بوخطامين (أبوظبي)
قدمت طالبات من جامعة زايد بأبوظبي مشروعاً بحثياً حول أثر التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي على التقاليد الرمضانية، إيجاباً وسلباً، وعلى الحياة اليومية، وتم اختيار فئة كبار المواطنين للمشاركة في البحث العلمي للكشف عن الجوانب التي تأثرت، خلال العقود الماضية، والوقت الحالي، والتي شاركت فيه نحو 18 سيدة إماراتية، بالتعاون مع مؤسسة التنمية الأسرية في أبوظبي.
وقالت كل من علياء الزبيدي، وميثاء المحيربي، وآمنة الحمادي طالبات في السنة الأخيرة في برنامج بكالوريوس التسويق وريادة الأعمال: «إن نتائج الأبحاث أظهرت أن كبار المواطنين والأطفال يتطلعون إلى استعادة الممارسات الرمضانية التقليدية، لا سيما تلك التي تعزز الروابط الاجتماعية والتجمعات الجماعية في الهواء الطلق، بعيداً عن التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، ومن بين التقاليد التي استذكرها المشاركون هي موائد الإفطار الجماعية في الشوارع والتي كانت من العادات المحببة، والتي كانت تجمع العائلات والجيران وعابري السبيل حول مائدة واحدة، ما عزز الشعور بالانتماء والتآلف الاجتماعي والتواصل الاجتماعي غير المتكلف والبسيط».
وقالت الطالبة علياء الزبيدي: «إن (عام المجتمع 2025)، أثبت مدى أهمية التقاليد الاجتماعية لشهر رمضان والحاجة الملحة لتعزيز التقاليد الاجتماعية، لا سيما خلال شهر رمضان، منوهة بأن الدراسة بينت أن كبار المواطنين يحنّون إلى زمن كانت فيه احتفالات رمضان والعيد أكثر تفاعلاً، وكانت التقاليد تحظى بانتشار واسع بين مختلف الأجيال وأكثر تكلفاً، والتي تعزّز التماسك الاجتماعي، والمحافظة على الثقافة والتقاليد، والتي لا تقتصر على كونها إرثاً تاريخياً فقط، بل تمثّل ركيزة أساسية لاستدامة الهوية الوطنية، مشيرين إلى أن كبار المواطنين هم ذاكرة المجتمع، وهم الأساس المتين الذي تنطلق منه مسيرة التقّدم والازدهار، وعن طريقهم نحافظ على إرثنا الثقافي، وننقله إلى الأجيال القادمة».
وبينت أن الدراسة أظهرت تفاوت آراء الجيل الجديد حول صلتهم بالقيم التقليدية لرمضان، وتراجع بعض الممارسات التقليدية، والاهتمام الملحوظ بين الشباب في إعادة التواصل مع الجذور الثقافية، ما يشير إلى احتمالية عودة هذه الممارسات، ويلاحظ بعض الأفراد تفاعلاً من قبل أبنائهم، حيث يطلبون منهم مشاركة القصص حول الماضي.
وأكملت ميثاء المحيربي أن هناك مسؤولية يتحملها الشباب في الحفاظ على عادات رمضان وإحيائها في دولة الإمارات، والتي لا بد من تعلّمها من الأجيال الأكبر سناً، فإذا لم يمارسوها بأنفسهم، لن يتمكنوا من نقلها للأجيال القادمة، كما يمكنهم المشاركة الفاعلة في الفعّاليات المجتمعية، واستخدام منصّات التواصل الاجتماعي لنشر هذه التقاليد والاحتفال بها، ما يسهم في الحفاظ عليها، منوهة بأن المشاركين في البحث يشددون على تعزيز هذه التقاليد، وتشجيع الشباب على ممارستها وتعلمها، لضمان نقلها للأجيال القادمة.
وأضافت الطالبة آمنة الحمادي أنه يمكن تحفيز الشباب على التفاعل الهادف مع التراث الثقافي، طوال العام عبر تفعيل المشاريع المجتمعية التي تبرز الفوائد الملموسة للتراث الثقافي، ودمجها في الأنشطة الاجتماعية الحديثة، والمشاركة في التقاليد الثقافية، والتي تترجم أهداف مبادرة عام المجتمع، والتي تعزز مبدأ الحفاظ على الموروث الاجتماعي والعادات والتقاليد، مؤكدة أن مبادرة عام المجتمع تتوافق مع أهداف المشروع البحثي، والتي تحمل رسالة أساسية هي الحفاظ على الهوية الإماراتية والتقاليد، كما يسلّط عام المجتمع الضوء على أهمية التضامن والدعم المتبادل، ويشجّع على تعزيز الروابط المجتمعية عبر الممارسات والتقاليد الثقافية المشتركة.
وأوضحت الطالبات أن المشروع يعزز مبادئ جامعة زايد في تعزيز المشاركة المجتمعية، وتشجيع البحث الثقافي من خلال توثيق وتحليل الممارسات الثقافية، خاصة أنه يدعم رسالة الجامعة في الحفاظ على التراث الثقافي، وتعزيز التماسك المجتمعي.