مريم بوخطامين (أبوظبي)
أكدت اختصاصيات في مجال الطفل، أن مؤسسات الإمارات، سواء المجتمعية أو الخدمية، تولي اهتماماً كبيراً ببرامج الطفل ضمن خططها الاستراتيجية، إدراكاً لأهميته كركيزة أساسية في التنمية الحاضرة والمستقبلية في التفاصيل، سواء كانت دقيقة أو عامة، تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على تكوين شخصيته وصحته الجسدية والنفسية، بالإضافة إلى سلوكياته وتفاعله مع المجتمع ومستقبله.
ومن هذا المنطلق، خصصت يوماً للاحتفال بالطفل الإماراتي، وبمنجزاته ضمن خطط مدروسة وفعالة تهدف إلى دعم الطفل، وتوفير بيئة مناسبة تساهم في تجاوز أي تحديات قد تواجهه.
وقالت خديجة العاجل، مدير مركز أمان لإيواء للنساء والأطفال: «إن يوم الطفل الإماراتي، الذي يتم الاحتفال به في 15 مارس من كل عام، هو مناسبة وطنية مهمة تعكس التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بحقوق الطفل ورفاهيته، ويمثل هذا اليوم فرصة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في توفير بيئة آمنة ومستدامة للأطفال، حيث يتم تنظيم فعاليات توعوية وترفيهية وتعليمية تهدف إلى تعزيز مكانة الطفل في المجتمع، وضمان حصوله على حقوقه الأساسية، وفقاً للقوانين المحلية والاتفاقيات الدولية»، مشيرة إلى أن أهمية هذا اليوم تكمن في تعزيز الوعي بحقوق الطفل، كما يساهم تحقيق مبادرة عام المجتمع هذه السنة، والتي تركز على الصغير قبل الكبير، وتحقيق كل ما يحتاجه أي طفل في العالم مثل التعليم، الصحة، الحماية الاجتماعية، والمشاركة الفعالة في المجتمع، كما يساعد هذا اليوم في تعريف الأطفال بحقوقهم، وتشجيعهم على التعبير عن آرائهم.
وأضافت أن يوم الطفل الإماراتي يتم خلاله تفعيل الكثير من الفعاليات والأنشطة وإبراز نتائج التي حققتها المؤسسات تجاه الطفل، سواء من تحفيز الإبداع أو التطوير، والتي تتم خلالها تنظيم أنشطة متنوعة مثل ورش العمل الفنية، والمسابقات الثقافية، والبرامج الترفيهية التي تعزز الإبداع والابتكار لدى الأطفال. كما توفر هذه الفعاليات بيئة تعليمية ممتعة تسهم في تنمية المهارات الفكرية والاجتماعية للأطفال، ما يعزز ثقتهم بأنفسهم، وقدرتهم على التفكير النقدي.
وأشارت إلى أن يوم الطفل الإماراتي يعكس اهتمام الدولة بمؤسساتها وقطاعتها بمجال الصحة والتعليم، وهي فرصة لنشر التوعية بأهمية التغذية السليمة، وممارسة الرياضة، والرعاية الصحية؛ لضمان نمو الأطفال بشكل صحي وسليم، كما تسلط الفعاليات الضوء على أهمية التعليم الجيد كركيزة أساسية لمستقبل الأطفال، حيث تُقام حملات تهدف إلى تشجيع القراءة وتنمية مهارات التعلم، مؤكدة أن أهمية هذا اليوم لا تنعكس على الطفل فقط، بل تشمل أسرته، حيث يشجع هذا اليوم الآباء والأمهات على التفاعل مع أطفالهم بشكل أكبر، وتوفير بيئة أسرية دافئة وآمنة لهم، كما يساعد على تعزيز الوعي بالأساليب التربوية الحديثة التي تسهم في تنشئة أطفال يتمتعون بشخصيات قوية ومستقلة.
ناهيك عن أن يوم الطفل الإماراتي فرصة لنشر التوعية حول حقوق ومسؤوليات الأطفال، من خلال ورش العمل والمحاضرات، يتم توعية الأسر بحقوق الأطفال، وفق القوانين الإماراتية، بالإضافة إلى مسؤولياتهم تجاه أبنائهم من حيث الرعاية، التعليم، والتوجيه السليم، كما يتم تسليط الضوء على أهمية الهوية الوطنية، وتعزيز الولاء والانتماء لأرض الإمارات ضمن بيئة يسودها الأمن الأسري، ومليئة بالحب والاحترام داخل الأسرة.
بدورها، أكدت آمنة مال الله الشحي، اختصاصي نفسي في مركز أمان، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تولي اهتماماً كبيراً برعاية الطفل وحمايته، وتحرص على الاحتفال باليوم العالمي للطفل الذي يوافق 20 نوفمبر من كل عام، من خلال تنفيذ العديد من المبادرات وتنظيم الفعاليات الهادفة إلى تعزيز حقوق الأطفال في مختلف المجالات، بما في ذلك التعليم، الصحة، والحماية. يأتي هذا الاهتمام انطلاقاً من رؤية القيادة الرشيدة التي تسعى إلى ضمان بيئة آمنة ومستقرة تتيح للأطفال فرصة النمو والتطور بطريقة إيجابية ومثمرة.
وقالت بدرية الشحي، اختصاصي اجتماعي بمركز أمان: «إن يوم الطفل الإماراتي يسهم في تعزيز القيم الأسرية والمجتمعية، حيث تعد هذه المناسبة فرصة مثالية لغرس مبادئ الاحترام، التسامح، التعاون، والعطاء داخل المجتمع، وهي جزء لا يتجزأ من أهداف مبادرة عام المجتمع»، مؤكدة أنها تسهم في خلق أنشطة عائلية تعزز الروابط بين أفراد الأسرة، ما ينعكس إيجابياً على حياة الأطفال، ونموهم العاطفي والاجتماعي، منوهة بأن تخصيص يوم للطفل الإماراتي يؤكد التزام الدولة بضمان حياة كريمة للأطفال من خلال مبادرات وسياسات تدعم حقوقهم.
وأشارت إلى سعى الإمارات إلى توفير بيئة آمنة ومستدامة للأطفال تضمن لهم التعليم الجيد، الرعاية الصحية المتكاملة، والحماية القانونية من أي انتهاكات حرص المركز على تعزيز التماسك الاجتماعي من خلال حماية الأطفال من العنف والإهمال، عبر توفير بيئة آمنة وداعمة لهم، إلى جانب نشر الوعي المجتمعي بأهمية الطفل وحقوقه. كما نسعى إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لمساعدتهم على الاندماج في المجتمع بشكل صحي، ما يسهم في بناء مجتمع أكثر أماناً واستقراراً من خلال تمكين الأطفال ودعم أسرهم، وفي إطار الاحتفال بيوم الطفل الإماراتي، نجدد التزامنا بحماية حقوق الأطفال وتعزيز رفاهيتهم، بما يتماشى مع رؤية الإمارات لحماية الطفل، وتحقيق جودة حياة مجتمعية أفضل.