سامي عبد الرؤوف (دبي)
أكدت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن الإمارات حققت نتائج متميزة في توفير خدمات رعاية صحية بمعايير عالمية للأطفال، مشيرة إلى أن ذلك لم يكن ليتحقق لولا دعم وتوجيهات القيادة الحكيمة، وتوفير الإمكانات والموارد اللازمة.
وأشارت المؤسسة، بمناسبة «يوم الطفل الإماراتي»، إلى نجاح الجهات الصحية في ترسيخ المكانة المتقدمة لدولة الإمارات على صعيد توفير الرعاية الصحية اللازمة للأطفال، من خلال مواصلة الالتزام بكافة توصيات منظمة الصحة العالمية، وذلك في إطار الجهود المتكاملة للمنظومة الصحية بالدولة لتعزيز صحة أفراد المجتمع وتحسين جودة حياتهم.
وأكد الدكتور يوسف محمد السركال، مدير عام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن الإمارات ترسّخ نموذجاً عالمياً متقدماً في رعاية صحة الأطفال، مستندةً إلى رؤية قيادتها الرشيدة التي تضع صحة الطفل ورفاهيته على رأس الأولويات، وتسعى إلى توفير بيئة صحية متكاملة تضمن له أعلى مستويات الرعاية وفق المعايير الدولية.
وأشار، بمناسبة يوم الطفل الإماراتي، إلى أن مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية تلتزم بتقديم خدمات نوعية وشاملة للأطفال منذ الولادة وحتى مرحلة المراهقة، عبر منظومة متطورة تشمل المستشفيات المتخصصة، وعيادات طب الأطفال، وبرامج الرعاية الوقائية، وخدمات الكشف المبكر عن الأمراض، والتطعيمات الدورية، وخدمات الصحة النفسية والتغذية العلاجية، وغيرها من الخدمات التي تلبي احتياجات الأطفال في مختلف مراحل نموهم.
وأفاد بأن المؤسسة حققت خطوات متقدمة في تطوير بيئة صحية داعمة للأطفال، حيث تم اعتماد عدد من منشآت المؤسسة كمؤسسات صديقة للطفل من قبل منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، وذلك نتيجة لالتزامها بمعايير الرعاية الشاملة للأطفال، وتعزيز ممارسات الصحة الوقائية، واعتماد سياسات داعمة لصحة الأم والطفل، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة لهم.
خدمات متكاملة
من جهته، أشار الدكتور عصام الزرعوني، المدير التنفيذي للخدمات الطبيبة بالإنابة بمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، إلى أنه يتم توفير حزمة متكاملة من خدمات الرعاية الصحية، التي تعزز صحة الأطفال منذ الولادة وحتى مرحلة المراهقة، مستعينةً بأحدث التقنيات الصحية، التي تواكب المعايير العالمية في مجال الرعاية الصحية.
فحوصات المواليد
وأفاد بأن من بين الخدمات الصحية المقدمة للطفولة، فحوصات المواليد حديثي الولادة، حيث تم إطلاق برنامج مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية للفحص الطبي لحديثي الولادة والذي يستهدف الأطفال من وقت الولادة حتى 28 يوماً من العمر.
ويشمل برنامج الخدمات، الكشف المبكر للأمراض الجينية والتشوهات الخلقية الحرجة للقلب واضطرابات السمع، ويتم تطبيق هذا البرنامج في كافة المستشفيات العامة والتخصصية التي تقدم خدمات الولادة ضمن مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية والبالغ عددها 8 مستشفيات.
فحص السمع
كما توفر المؤسسة فحص السمع للمواليد حديثي الولادة، بغرض اكتشاف الأطفال المصابين بضعف السمع في الوقت المناسب والتشخيص الدقيق للأطفال في وذلك لتقديم العلاج في الوقت المناسب مما يحسن من فرصتهم في تطوير لغتهم وأسلوب كلامهم ومهارات التواصل، كما يساعد الرضيع في تكوين علاقته مع عائلته بسن مبكرة.
ويطبق هذا البرنامج في 8 مستشفيات تقدم خدمات الولادة حيث تم وضع السياسة والبروتوكول الخاص بفحص السمع للمواليد التي تعتمد على معايير عالمية وتوريد أجهزة للفحص إلى المستشفيات. ويتم إجراء الفحص للمواليد حديثي الولادة قبل الخروج من المستشفى ويمكن اختبار السمع باستخدام طريقتين مختلفتين، استجابة جذع الدماغ الصوتية (ABR) أو قياس الانبعاثات الأذنية السمعية. أما الأطفال الذين لم يجتازوا الفحص، يجب أن يُجرى لهم فحص وتقييم السمع الطبي المناسب عند بلوغهم سن ثلاثة أشهر ويجب التدخل الطبي في حالات من تم تشخيصهم بضعف في السمع قبل بلوغهم سن ستة أشهر وذلك للحد من الإعاقات المتعلقة بالنطق واللغة وغيرها من القدرات ومساعدتهم في الاستفادة من قدراتهم السمعية إلى أقصى درجة.
وقد تم ربط البرنامج بنظام تكنولوجيا الرعاية الصحية «وريد» لإنشاء سجل إلكتروني للمرضى وتوحيد طرق العلاج والفحوصات اللازمة والمراجعات الطبية من خلال الوحدة الإلكترونية لفحص السمع في «وريد».
الأمراض الجينية
ومن بين الخدمات الصحية، فحص الأمراض الجينية للأطفال حديثي الولادة، للكشف عن الأمراض الوراثية والخلقية لحديثي الولادة مع تقديم العلاج الفوري والمتابعة الدورية لتفادي الإعاقات الجسدية والعقلية والحد من الوفيات. ويشمل الفحص 42 مرضاً من الأمراض الوراثية المختارة طبقاً للمواصفات العالمية، الكشف عن الأمراض الوراثية والخلقية لحديثي الولادة مع تقديم العلاج الفوري والمتابعة الدورية لتفادي الإعاقات الجسدية والعقلية والحد من الوفيات. يشمل الفحص 42 مرضاً من الأمراض الوراثية المختارة طبقاً للمواصفات العالمية، حيث تؤخذ عينة دم من خلال وخز كعب القدم للمولود وتجميعها في الورقة المخصصة لذلك ضمن فترة زمنية محددة من وقت الولادة مع مراعاة معطيات الوزن للمولود. ولا تزيد مدة الخدمة عن 3 دقائق لجمع العينة، ويتم إرسال العينات إلى المركز التشخيصي في أبوظبي لإتمام الفحص المخبري.
اضطرابات التوحد
كما توفر مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، برنامج رعاية متكامل لاضطراب طيف التوحد (ASD) بما في ذلك خدمة الكشف المبكر في مراكز الرعاية الأولية للأعمار من 16 إلى 30 شهراً.
ويقيم البرنامج، مخاطر اضطراب طيف التوحد عند الأطفال بين 16 إلى 30 شهراً باستخدام أداة قائمة مراجعة معدلة للتوحد عند الأطفال، ويؤدي إلى الاكتشاف المبكر لمرض التوحد وإحالة المشتبه بهم والحالات المؤكدة من الرعاية الأولية إلى الجهات المتخصصة. ويسهم البرنامج في مساعدة الوالدين أو مقدمي الرعاية للوصول إلى خدمات اضطراب طيف التوحد ودعم التدخل المبكر. وتم تصميم أتمتة سير العمل الشاملة للفحص المبكر لاضطراب طيف التوحد وإدراجه في نظام وريد الخاص بمعلومات الصحة النفسية لتوحيد مسارات الكشف المبكر والإحالة، وتوفير سلامة المرضى، وتعزيز تجربة المريض والمستخدم وتحسين نتائج الرعاية الصحية.
وقدمت خدمة الفحص المبكر عن التوحد ﻟ 68176 متعاملاً من فئة الأطفال (16 شهراً – 30 شهراً) في الفترة 2022 – 2024، بلغت نسبة الالتزام منذ إطلاق البرنامج 97%.
البرامج الوقائية
على صعيد الخدمات الوقائية، توفر المؤسسة اللقاحات الأساسية المعتمدة من منظمة الصحة العالمية لحماية الأطفال من الأمراض المعدية، وتقديم اللقاحات بإشراف فرق طبية متخصصة وكوادر تمريضية ذات كفاءة عالية، لضمان أعلى مستويات العناية بالرضع والأطفال حتى سن المراهقة.
وهناك تطعيمات إلزامية لفئات عمرية محددة إضافة لتطعيمات اختيارية لتعزيز المناعة على مختلف الفئات العمرية والتي تتراوح من الولادة حتى سن المراهقة.
ومن ضمن خدمات الرعاية المقدمة للأطفال، برنامج الصحة المدرسية، الذي يتولى إجراء فحوصات دورية داخل المدارس لمتابعة صحة الطلبة والتوعية بأهمية العادات الصحية السليمة.
ويقدم البرنامج الرعاية الطبية المستمرة لذوي الأمراض المزمنة، مع متابعة تناول أدويتهم تحت إشراف طبي مباشر، فضلاً عن دوره في تعزيز التثقيف الصحي والغذائي ومتابعة النشاط البدني، بهدف رفع مستوى الوعي الصحي بين الطلبة.
وعلى صعيد خدمات الرعاية الصحية الجديدة، أدخلت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، مؤخراً، عيادات اليافعين بمراكز الرعاية الصحية الأولية، وهي خدمة طبية متخصصة تُعنى بصحة الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 19 عاماً، وتسعى إلى تقديم رعاية شاملة تتناسب مع احتياجات هذه الفئة العمرية، مع التركيز على الصحة الجسدية، النفسية، والاجتماعية.
وتعمل عيادات صحة اليافعين على تحقيق 5 أهداف، تتضمن تقديم رعاية صحية متكاملة لليافعين وفق أحدث الإرشادات الطبية، وتعزيز الوعي الصحي لدى اليافعين وأسرهم، ودعم الصحة النفسية والعقلية خلال مرحلة المراهقة.
كما تشمل هذه الأهداف، الكشف المبكر عن المشكلات الصحية والتدخل في الوقت المناسب، وتوفير بيئة آمنة وسرية تُمكّن اليافع من التعبير عن مخاوفه الصحية بحرية.
وتقدم عيادات صحة اليافعين، 5 خدمات، ابتداء من الفحوصات الطبية الدورية لمتابعة النمو والصحة العامة، والاستشارات النفسية والدعم العاطفي لليافعين، وضرورة التثقيف الصحي حول التغذية، النشاط البدني، والعادات الصحية، التوعية حول قضايا المراهقة مثل التغيرات الهرمونية والصحة الجنسية وفق القيم والمبادئ المجتمعية وانتهاء التعامل مع حالات التأخر في النمو، اضطرابات الأكل، القلق، الاكتئاب، وغيرها من التحديات الصحية.
660 ألف طالب استفادوا من التثقيف الصحي
أطلقت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، برنامج التثقيف والتعزيز الصحي في المدارس، والذي يهدف إلى غرس العادات الصحية السليمة بين الطلبة من مرحلة الروضة وحتى الصف الثاني عشر، وذلك في إطار التزامها بتعزيز ثقافة أنماط حياة صحية والوقاية من المخاطر المرتبطة.
ويعتمد البرنامج على نهج شامل يتضمن ورش عمل تفاعلية، محاضرات توعوية، وأنشطة مبتكرة تركز على مواضيع أساسية مثل التغذية الصحية، النشاط البدني، الوقاية من الأمراض المعدية، وغيرها من الجوانب المهمة التي تساهم في تعزيز صحة الطلبة.
وأكدت الدكتورة شمسة لوتاه، مدير إدارة الصحة العامة بمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن هذا البرنامج يأتي ضمن استراتيجيتها لتعزيز الصحة العامة، عبر توفير بيئة مدرسية داعمة تساعد الطلبة على تبني عادات صحية مستدامة تسهم في تحسين جودة حياتهم على المدى الطويل.
ويسعى البرنامج إلى تمكين الطلاب بالمعرفة والأدوات اللازمة لترسيخ أنماط حياة صحية، مما يسهم في بناء جيل أكثر وعياً بصحته ومستقبله. وخلال العام الدراسي 2024-2023، تم تسجيل أكثر من 660 ألف مستفيد من خدمات التثقيف الصحي في المدارس، ما يعكس مدى تأثير البرنامج في نشر الوعي الصحي بين الطلاب.