هالة الخياط (أبوظبي)
أعلنت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، مؤشر الطفل المزدهر الأول من نوعه لتعزيز رفاهية الأطفال، بهدف إعادة تعريف كيفية قياس رفاهية الطفل والعمل على تحسينها عبر قطاعات متعددة.
وشهدت النسخة الثالثة من «ملتقى أبوظبي لبيانات الأطفال»، التي انطلقت أعمالها أمس في أبوظبي، الإعلان عن المؤشر الذي يعد الأول من نوعه، حيث سيتيح المؤشر وسيلة عملية لقياس ومراقبة تأثير هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة على الأطفال في أبوظبي. لا سيما وأن العديد من المؤشرات العالمية بقياس الازدهار تقاس عبر قطاعات مثل التعليم والصحة والدعم الاجتماعي، حيث يركز «مؤشر الطفل المزدهر» على رفاهية الطفل تحديداً، لضمان حصول جميع الأطفال في سنواتهم الأولى على فرص متساوية للازدهار.
وشهد الملتقى في نسخته الثالثة مشاركة واسعة من مجموعة خبراء دوليين في أبوظبي، لتسليط الضوء على القوة التحويلية للأفكار المستندة إلى البيانات في تحسين حياة الأطفال والأسر. وشارك في الملتقى عدد من الخبراء والمتخصصين في مجال تنمية الطفولة المبكرة، وجمع البيانات وعلوم رفاهية الأطفال، إلى جانب شركاء من القطاع الحكومي، تحت عنوان «تطويع البيانات الخاصة بالأطفال لتحقيق تأثير مجتمعي مستدام» لمناقشة أفضل الممارسات العالمية في جمع وتحليل البيانات المتعلقة بالأطفال.
ويهدف الملتقى إلى تعميق الفهم حول الابتكارات المستندة إلى البيانات في مجال تنمية الطفولة المبكرة، ومن هذا المنطلق تم إعلان «مؤشر أبوظبي للطفل المزدهر»، الذي يعد أداة قياس رئيسية لتقييم رفاهية الأطفال في إمارة أبوظبي من خلال مجموعة من المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية.
ويُستخدم المؤشر لتوجيه السياسات والبرامج التي تهدف إلى تحسين جودة حياة الأطفال وضمان تنميتهم الشاملة. وتتمثل مهمة المؤشر في الإجابة على السؤال الحيوي: «كيف نقيّم فعلاً ما إذا كان الطفل يزدهر؟»
ويهدف «مؤشر أبوظبي للطفل المزدهر» إلى سد هذه الفجوات، من خلال تطوير إطار موحد يضمن أن رفاهية الأطفال لا تُقاس من خلال مقياس واحد فقط، بل يأخذ في الاعتبار الجوانب المتعددة التي تشكل حياة الأطفال وتطورهم.
وفي تعليقها على أهمية المشاريع المعتمدة على البيانات في مجال تنمية الطفولة المبكرة، قالت معالي سناء محمد سهيل، وزيرة الأسرة والمدير العام لهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة: «إن الإعلان عن مؤشر الطفل المزدهر يشكل محطة بارزة في مسيرة هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة وأبوظبي، والأطفال الصغار حول العالم ككل».
وأوضحت معاليها أن المؤشر يعد الأول من نوعه، وهو ثمرة لمنتدى بيانات الطفل في نسخته الثانية، الذي عُقد العام الماضي، وشهد نقاشات ثرية ومساهمات قيّمة من نخبة من الخبراء العالميين.
وأكدت المنتديات السابقة الأثر الملموس الذي يمكن أن تُحدثه الأبحاث المبنية على الأدلة والبحوث والبيانات في تحسين حياة الأطفال الصغار. ومن خلال مواصلة العمل المشترك، نلتزم بتمكين كل طفل من النمو والازدهار وتحقيق إمكاناته الكاملة في بيئة آمنة وداعمة للأسرة».
وأكد الدكتور يوسف الحمادي المدير التنفيذي لقطاع المعرفة والريادة في هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة أن ملتقى أبوظبي لبيانات الأطفال يعتبر جزءاً من مبادرة «ود» العالمية لتنمية الطفولة المبكرة، التي تطلقها هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، وهي مبادرة استشرافية ذات رؤية تجمع خبراء عالميين متعددي التخصصات، فضلاً عن شركاء ومحفزين لقيادة الابتكار والدعم معاً في دولة الإمارات وعلى مستوى العالم.
محاضرات وجلسات
تهدف مبادرة «ود» إلى خلق بيئة داعمة للأطفال من خلال تعزيز التعاون وتبادل الأفكار، ودعم المبادرات المؤثرة لبناء مستقبل أفضل للأطفال في جميع أنحاء العالم.
وشهد الملتقى أمس، تنظيم سلسلة من المحاضرات والجلسات التي أدارها عدد من المتحدثين المحليين والدوليين، حيث تم مناقشة أهمية البيانات عالية الجودة، وحوكمة البيانات، وتطوير استراتيجيات معتمدة لتحسين نتائج الطفولة المبكرة.
وشارك في الجلسات، معالي أحمد تميم الكتاب، عضو المجلس التنفيذي لهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، ورئيس دائرة الإسناد الحكومي في أبوظبي، وقاسم الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع شؤون المستفيدين في هيئة أبوظبي للدعم الاجتماعي، والدكتورة فريدريكه شور، رئيسة استراتيجية البيانات والحوكمة في اليونيسف، والدكتور جوناثان روثويل، كبير الاقتصاديين في شركة غالوپ، وسيبونجيل خومالو، نائب مدير برنامج بيانات 2030، وكاساندرا فافاجر، مديرة شركة ديلويت في نيوزيلندا.
واختتم الملتقى السنوي فعالياته بتأكيد ضرورة استمرار الحوار حول دور البيانات في دفع عجلة تنمية الطفولة المبكرة، مع دعوة المشاركين والمتحدثين والقادة في هذا المجال إلى التفكير في كيفية استخدام البيانات المبتكرة لمساعدة كل طفل على تحقيق إمكاناته والازدهار.