هدى الطنيجي (أبوظبي)
أكد اللواء الركن مبارك سعيد غافان الجابري، الوكيل المساعد للإسناد والصناعات الدفاعية في وزارة الدفاع، نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة لمعرضي «آيدكس» و«نافدكس» 2025، أن دولة الإمارات اليوم من أبرز الدول الرائدة في قطاع الصناعات الدفاعية عالمياً، وذلك بفضل رؤيتها الاستراتيجية التي تركز على الابتكار ونقل المعرفة، وقد عززت الدولة مكانتها مركزاً عالمياً متقدماً للصناعات الدفاعية من خلال تبني أحدث التقنيات المتقدمة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، وتطوير الصناعات الوطنية عبر شراكات استراتيجية مع كبريات الشركات العالمية.
وذكر أن الدور الاستراتيجي للدولة يبرز من خلال استضافة وتنظيم فعاليات عالمية مثل «آيدكس» و«نافدكس»، اللذين يُعدان من أهم المنصات الدولية لمناقشة مستقبل قطاع الدفاع والأمن.
وقال اللواء الركن مبارك سعيد غافان الجابري، في حواره مع «الاتحاد»: «يعكس النجاح الكبير لمعرضي (آيدكس) و(نافدكس) على مدار ثلاثة عقود الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة، إلى جانب الجهود المتواصلة لمجموعة (أدنيك) في التخطيط والتنظيم والإدارة وفق أعلى المعايير العالمية، كما أسهمت البنية التحتية المتطورة لمركز (أدنيك) أبوظبي، إلى جانب استقطاب أحدث الابتكارات الدفاعية، في جعل المعرضين منصة دولية تجمع نخبة من صناع القرار والخبراء العالميين، ولا بد أن نذكر أن التركيز على التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي لعب دوراً محورياً في ترسيخ مكانة المعرضين عالمياً».
الثورة الصناعية الرابعة
قال اللواء الركن مبارك سعيد غافان الجابري: «يشكل دعم وزارة الدفاع ركيزة أساسية في نجاح (آيدكس) و(نافدكس)، إذ مكّن المعرضين من أن يكونا منصتين عالميتين لاستعراض أحدث التقنيات الدفاعية المرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة، ويشمل ذلك أنظمة الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والحلول الرقمية المتطورة. كما يسهم هذا الدعم في تعزيز قدرة الصناعات الوطنية على مواكبة التطورات التكنولوجية العالمية، ويحفز الابتكار والتطوير عبر شراكات استراتيجية مع الشركات الكبرى، مما يعزز من جاهزية الدولة لمتطلبات الصناعات الدفاعية المتطورة، ويساهم في تنويع الاقتصاد الوطني».
وذكر أن النمو القياسي في المشاركات بالمعرضين يعكس الثقة العالمية المتزايدة في مكانة دولة الإمارات مركزاً محورياً للصناعات الدفاعية، ويعود ذلك إلى الدور المحوري لمجموعة «أدنيك» التي تقدم تجارب تنظيمية استثنائية ترتقي إلى أعلى المعايير الدولية، إلى جانب التزامها بتطوير مرافق مركز «أدنيك» أبوظبي باستمرار، كما ساهمت استضافة أحدث الابتكارات الدفاعية، لا سيما في مجالات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، في استقطاب نخبة من الشركات العالمية، مما جعل الدورة الحالية من أنجح الدورات على الإطلاق.
وأشار إلى أن المعرضين والمؤتمر المصاحب لهما «شهدت مشاركة ما يزيد على 6.000 طالب جامعي من مختلف التخصصات، ومن عدد كبير من مؤسسات التعليم العالي والجامعات في الدولة، ما يمثل 3% من إجمالي عدد زوار المعرض على مدى 5 أيام، حيث زاروا فعاليات المعرض وتعرفوا على أبرز التقنيات والمعدات الجديدة في قطاع الصناعات الدفاعية، بالإضافة إلى ورش العمل النقاشية التي استقطبت كوكبة من صناع القرار والخبراء من جميع أنحاء العالم، وهذا الأمر بطبيعة الحال إيجابي ومبشر لكون هؤلاء الطلبة هم حماة الراية بالمستقبل ونواة حركة البحث العلمي والدراسات المتخصصة بقطاعي الدفاع والأمن، ونشهد خلال هذه النسخة تفاعلاً إيجابياً من فئة الطلبة للتعرف على آخر مستجدات هذا القطاع الحيوي.. دولة الإمارات والقيادة الرشيدة تولي اهتماماً كبير لتطوير الكوادر الوطنية الشابة، وتراهن عليهم بشكل كبير في صياغة مستقبل المنطقة والعالم».
وقال: «يعتبر معرضا (آيدكس) و(نافدكس) نواةً وحاضنةً لتطوير الكفاءات المواطنة، حيث يساهمان في توسيع مدارك الطلبة وتوجيه اهتماماتهم نحو الدراسات الأكاديمية المستقبلية في قطاع الصناعات الدفاعية والأمنية، الذي يُعَدُّ من أبرز ركائز خطط التنمية الاقتصادية للدولة، كما يسهم هذا التوجه في نقل وتوطين المعرفة المتقدمة في الدولة وإعداد الأجيال المستقبلية من خلال التفاعل والاحتكاك مع أقطاب الصناعات المختلفة، مما يؤهلهم لقيادة هذه القطاعات الحيوية، وزيادة المساهمات المباشرة وغير المباشرة على اقتصاد الدولة، وفق تطلعات القيادة الرشيدة».
ولفت إلى أن المشاركين تعرفوا على طيف واسع من التقنيات والبرامج المتطورة التي عُرضت في جناح الابتكار للشركات الناشئة، وعلى الآليات والبرامج والأنشطة المقدمة من قبل العديد من المؤسسات الوطنية في القطاعين العام والخاص التي تدعم البرامج البحثية والتطويرية. ومن شأن هذه الجهود أن تساهم في تطوير الشركات الناشئة، وتعزيز تنافسيتها وفتح أسواق جديدة لها على الصعيدين الإقليمي والدولي.
فرص التعاون
وأكد اللواء الركن مبارك سعيد غافان الجابري، أن معرضي «آيدكس» و«نافدكس» يشكلان منصتين استراتيجيتين لتطوير منظومة الصناعات الدفاعية الوطنية عبر توفير بيئة مثالية للتواصل، وبحث فرص التعاون مع كبريات الشركات العالمية. ومن خلال العروض التكنولوجية المتقدمة والجلسات الحوارية المتخصصة، يسهم المعرضان في نقل المعرفة والتكنولوجيا إلى الصناعات المحلية. كما يتيحان فرصاً كبيرة لتوقيع شراكات استراتيجية، واتفاقيات نوعية تعزز قدرات الصناعات الوطنية، وتسهم في تنمية قدراتها التنافسية إقليمياً وعالمياً.
التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي
ذكر اللواء الجابري أن التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي يشكلان محركاً رئيسياً لمستقبل الصناعات الدفاعية في الإمارات، إذ يسهمان في تعزيز الكفاءة التشغيلية وتطوير حلول دفاعية ذكية أكثر تطوراً. ومن خلال دمج هذه التقنيات المتقدمة في منظومة الصناعات الدفاعية الوطنية، يتم دعم عمليات التصنيع المحلي، وتطوير حلول مبتكرة تلبي احتياجات المستقبل. كما يسهم التركيز على الذكاء الاصطناعي في تحسين عمليات التحليل واتخاذ القرار، مما يعزز جاهزية الدولة لمواجهة مختلف التحديات الأمنية والدفاعية.