أبوظبي (الاتحاد)
اختتمت هيئة الرعاية الأسرية، بالشراكة مع المسرّعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي، سلسلة من الفعاليات العلاجية المبتكرة والمستوحاة من الطبيعة. وجاءت هذه الفعاليات تتويجاً لمذكرة تفاهم وقّعتها الهيئة والمسرّعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي، خلال مؤتمر الأطراف COP28، واستهدفت تعزيز الارتباط بالطبيعة والتراث الإماراتي، مع التركيز على تعزيز الرفاه النفسي والاجتماعي لأفراد مجتمع أبوظبي.
وجسّدت هذه الفعاليات تعاوناً ريادياً بين هيئة الرعاية الأسرية والمسرّعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي، مشيرة إلى الدور الأساسي للطبيعة كأداة محورية لتعزيز الترابط المجتمعي، وبناء جسور التواصل بين الأجيال، ودعم الصحة النفسية للأفراد.
وعلّقت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس والمدير التنفيذي للمسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي: «نؤمن بأن الطبيعة تمتلك قدرة استثنائية على تعزيز ارتباط الأفراد بجذورهم وجوهرهم، وإلهامهم لإطلاق العنان لإبداعاتهم. شراكتنا مع هيئة الرعاية الأسرية تُجسّد التزامنا المشترك برفع الوعي المجتمعي، وزيادة تقديره للمواقع الطبيعية المتميزة في إمارة أبوظبي». وأضافت: «نجحنا عبر توحيد خبراتنا وتكامل جهودنا في تقديم تجارب مبتكرة، تسلط الضوء على أهمية الحفاظ على البيئة ودورها المحوري كوسيلة للإلهام، وتحقيق النمو الشخصي وتعزيز جودة حياة الأفراد. نطمح من خلال هذه الفعاليات إلى إلهام الأفراد لتبني أنماط حياة مستدامة تعزّز ارتباطهم بالطبيعة».
تجارب علاجية
وامتّدت هذه المبادرة على مدار عام كامل، وتضمنت أربع فعاليات مميزة سلطت الضوء على قوة الطبيعة في تقديم تجارب علاجية فريدة. وبدأت السلسلة بفعالية «سحور تحت النجوم»، التي أقيمت في قصر المويجعي بمدينة العين، بمشاركة الشيف الإماراتية عائشة العبيدلي. وقدمت هذه التجربة الرمضانية المستدامة، التي ركّزت على تعزيز التواصل المجتمعي في أجواء مفتوحة، دروساً مميزة، حيث تعرّف المشاركون على أصول المنتجات المحلية، وأهمية اقتنائها واستهلاكها لتحسين الصحة العامة، وتنمية الاقتصاد المحلي، والحد من الأمراض، وتقليل التأثيرات البيئية. وتلتها فعالية «مساحة للازدهار»، بقيادة الخبيرة الإماراتية في الزراعة والبستنة آمنة الشامسي في المجمع الثقافي بأبوظبي. وأتاحت هذه الفعالية للمشاركين فرصة التعرف على أُسس الزراعة والعناية بالأرض.
علاج الغابة الحضرية
واستمرت المبادرة مع فعالية «علاج الغابة الحضرية»، التي عُقدت في حديقة الفي بأبوظبي تحت ظلال الأشجار، بإشراف الفنان الإماراتي فارس الحمادي. وجمعت هذه الورشة كبار المواطنين والمقيمين والشباب المتطوعين لاستكشاف الأثر الإيجابي للمساحات الخضراء، بالإضافة إلى الانخراط في أنشطة الرسم التي وفّرت وسيلة للتعبير الإبداعي واستعادة التوازن النفسي. واختُتمت السلسلة بفعالية «مراقبة نجوم الصحراء»، التي أُقيمت في منتجع جبل حفيت الصحراوي بورا إيكو ريتريت، مع الإماراتي مشعل المطيري من مرصد الإمارات الفلكي. وأتاحت هذه التجربة للمشاركين فرصة اكتشاف التراث الإماراتي عبر علم الفلك، وسرد القصص، والشعر، مستكشفين روعة الصحراء وجمالها الطبيعي.
تمكين الأسر والأفراد
أوضحت سلامة العميمي، المدير العام لهيئة الرعاية الأسرية، عن الرؤية الاستراتيجية وراء هذا التعاون بقولها: «نكرّس جهودنا في هيئة الرعاية الأسرية لتمكين الأسر والأفراد عبر توفير خدمات شاملة ومتكاملة من شأنها تعزيز الاستقرار النفسي والاجتماعي. ومن خلال الشراكات الهادفة مع القطاع الخاص، مثل تعاوننا مع المسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي، نسعى إلى الاستفادة من التراث الطبيعي الثري لإمارة أبوظبي وتوظيف بيئتها الفريدة في تطوير حلول مبتكرة تُسهم في تعزيز جودة حياة الأسر».