الخميس 30 يناير 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

البروفيسور مجدي يعقوب لـ«الاتحاد»: «الصمام الحي» في انتظار موافقة «FDA» لبدء مرحلة التجارب البشرية

مجدي يعقوب خلال تسلمه جائزة الشيخ زايد للأخوة الإنسانية (من المصدر)
30 يناير 2025 01:17

إبراهيم سليم (أبوظبي) 

حقق «الصمام الحي»، أحدث ابتكارات البروفيسور مجدي يعقوب في مجال جراحة القلب، إنجازاً علمياً ثورياً، تحدثت عنه الأوساط العلمية عالمياً، لقدرته على تغيير حياة المرضى، حيث يلغي الحاجة إلى العمليات الجراحية المتكررة، ويقلل بشكل كبير من مخاطر رفض الجسم للصمام.
وقال البروفيسور يعقوب: «نحن الآن في انتظار موافقة إدارة الغذاء والدواء (FDA) للبدء في مرحلة التجارب البشرية، ونأمل أن يتحقق ذلك خلال العام المقبل أو في غضون 18 شهراً.. ويهدف هذا الابتكار إلى تقليل الحاجة إلى الجراحات المتكررة، وتحسين النتائج الطبية، ومنح المرضى الأمل في مستقبل خالٍ من معاناة أمراض القلب المزمنة. 
وأضاف البروفيسور مجدي يعقوب، جراح القلب العالمي لـ«الاتحاد»: «إن الرؤية الطبية واضحة وبسيطة منذ البداية، و«لا شيء مستحيل»، لافتاً إلى أنه تأثر بعمق منذ شبابه في مصر بتجربة شخصية عندما شهد التأثير المدمر لمرض الحمى الروماتيزمية على عمته، ورأى الأطفال يعانون من أمراض القلب.. هذه التجارب المؤثرة شكلت دافعاً قوياً له ليكرس حياته لإيجاد حلول طبية مبتكرة تنقذ الأرواح وتحسن حياة المرضى.
وأكد السير مجدي يعقوب الحائز جائزة زايد للأخوة الإنسانية عام 2024، أنه يسعى لضمان حصول الجميع على الرعاية الصحية، مشيراً إلى أن 80% من سكان العالم لا يحصلون على الرعاية التي يحتاجون إليها، ولا يوجد عذر لذلك، ويجب أن يكون الهدف معاملة الناس على قدم المساواة.
ولفت إلى أن فوزه بجائزة زايد للأخوة الإنسانية كان نقطة تحول بارزة في تعزيز جهوده، فقد أُعيد توظيف الدعم المالي الذي حصل عليه من الجائزة لتسريع مشروعاته البحثية في لندن وتعزيز المبادرات الصحية التي يقودها في أفريقيا. يقول البروفيسور يعقوب: «الجائزة تعني أنه يمكننا إجراء المزيد من الأبحاث، وتسريع بناء مركز القلب في رواندا، ومواصلة إحداث التأثير الإيجابي». 
وأوضح أنه بفضل هذا الدعم، تواصل مبادراتنا ازدهارها، من خلال توفير العلاجات التي تنقذ الأرواح وإجراء الأبحاث المتقدمة التي تقدم الأمل لملايين الأشخاص حول العالم، وأكد أنه «يمكننا أن نحدث فارقًا حقيقيًا إذا ما امتلكنا العزيمة والإصرار على تحقيق ذلك».

بصمة إنسانية
على مدار العقود الماضية، ترك البروفيسور السير مجدي يعقوب بصمة إنسانية في حياة الملايين حول العالم. وفي عام 2024، كان أحد المكرمين بجائزة زايد للأخوة الإنسانية، التي تأسست عام 2019 إثر توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية بين فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية وتحتفي هذه الجائزة بجهود الأفراد والمنظمات التي تكرس حياتها لتعزيز القيم الإنسانية وخدمة البشرية، تماماً كما فعل السير مجدي يعقوب.
ويُعد هذا الإنجاز العلمي خطوة فارقة في مجال علاج أمراض القلب، حيث يمنح المرضى فرصة لحياة أطول وصحة أفضل، ويوفر أملاً حقيقيًا لمن يعانون من أمراض القلب المزمنة.
ويقول البروفيسور يعقوب: «نحن الآن في انتظار موافقة إدارة الغذاء والدواء (FDA) للبدء في مرحلة التجارب البشرية، ونأمل أن يتحقق ذلك خلال العام المقبل أو في غضون 18 شهراً.. ويهدف هذا الابتكار إلى تقليل الحاجة إلى الجراحات المتكررة، وتحسين النتائج الطبية، ومنح المرضى الأمل في مستقبل خالٍ من معاناة أمراض القلب المزمنة. ويمثل هذا الإنجاز تجسيدًا للرسالة الراسخة التي شكلت مسيرة البروفيسور يعقوب طوال حياته.
ويرى البروفيسور يعقوب أن الاستثمار في الأطفال، الذين يمثلون مستقبل العالم، هو السبيل الأمثل لنهضة المجتمعات. ومن خلال التصدي للتحديات الصحية التي تواجه الأطفال في مراحل مبكرة. 

إنجاز رائد
بعد تسلمه جائزة زايد للأخوة الإنسانية، واصل السير مجدي يعقوب مسيرته في تحقيق المزيد من الابتكارات الطبية، وأعلن عن إنجازه الرائد، «الصمام الحي»، الذي يتميز بقدرته على النمو بشكل طبيعي داخل جسم المريض، مما يفتح آفاقًا جديدة لعلاج أمراض القلب بطرق أكثر أمانًا وفعالية. يوضح الدكتور يعقوب قائلًا: «يمكن لهذا الصمام أن يعمل من مرحلة الطفولة وحتى البلوغ، لمدة تتراوح بين 30 و70 عامًا، مما يقلل الحاجة إلى العمليات الجراحية المتكررة بشكل كبير». وخلال الاختبارات السريرية الأولية، توصّل فريق السير مجدي يعقوب إلى اكتشاف علمي مذهل، وهو تطوير«ألياف اصطناعية» قادرة على جذب الخلايا الجذعية، وتتيح هذه التقنية المبتكرة إنشاء صمام حي شبه طبيعي، يتضمن مكونات حيوية أساسية كالخلايا العصبية.

منارة أمل
كرّس البروفيسور السير مجدي يعقوب، جراح القلب ذو الشهرة العالمية، أكثر من 50 عامًا من مسيرته المهنية لأبحاث أمراض القلب والأوعية الدموية والرعاية السريرية، وقد ركّز جهوده بشكل خاص على المجتمعات المهمشة التي تفتقر إلى الخدمات الطبية الأساسية.
وقال: «إن إحدى أبرز محطات مسيرته كانت تأسيس مركز أسوان للقلب في مصر، ويقدم المركز جراحات القلب والعلاجات المجانية، مما يجعله منارة أمل لآلاف المرضى. وأوضح أنه بفضل جائزة زايد للأخوة الإنسانية، استطاعت مؤسسة يعقوب استكمال إنشاء المجمع الطبي الجديد التابع لها وتوسيع خدماتها الصحية، كما أسست المؤسسة مركز يعقوب للقلب في كيغالي برواندا، استكمالًا للنجاح الباهر الذي حققه مركز أسوان للقلب».

الوقاية 
يولي البروفيسور يعقوب اهتماماً كبيراً للوقاية، حيث يؤمن بأن الوقاية قادرة على إنقاذ الأرواح قبل تفاقم أمراض القلب. كما يركز بشكل خاص على الأطفال، موضحاً التأثير الإيجابي الكبير لعلاجهم على المجتمع بأسره، حيث يقول: «يغير علاج الأطفال المجتمع بشكل جذري، ففي البلدان النامية، غالبًا ما تُترك أمراض القلب الخلقية والروماتيزمية دون علاج، ما يؤدي إلى ارتفاع معدل الوفيات».
وأشار إلى أنه في الدول المتقدمة، تُكتشف هذه الحالات وتُعالج مبكراً، أما في المجتمعات الفقيرة، فإنها غالباً ما تتفاقم، ويضطر العديد من الأطفال إلى الانتظار لفترات طويلة لإجراء جراحات منقذة للحياة.

تمكين الأجيال القادمة
حقق البروفيسور السير مجدي يعقوب إنجازات طبية استثنائية، من بينها إجراء أول عملية زراعة قلب ورئة مشتركة في المملكة المتحدة عام 1983، وعملية زراعة قلب لمريض عاش لأطول فترة بعد الجراحة.
لكن التزام البروفيسور يعقوب يتجاوز الجراحة إلى تمكين الأجيال القادمة من المتخصصين في الرعاية الصحية. وكما يقول: «من الضروري تدريب السكان المحليين على مواصلة العمل بمجرد مغادرتنا».
ويتجلى الأثر الحقيقي لجهوده في حياة المرضى الذين أنقذهم، حيث يعبر الدكتور يعقوب عن شعوره قائلاً: «عندما أرى طفلاً يتحسن بفضل ما اكتشفناه في المختبر، فهذا أمر رائع. هذه القصص تجعل رسالتي حقيقية».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©