آمنة الكتبي (دبي)
تواصل دولة الإمارات ريادتها في مجال الفضاء، من خلال مشروع طموح جديد، يهدف إلى استكشاف كويكب «جوستيشيا» ضمن حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري، ويقود معهد الابتكار التكنولوجي TII عملية تنفيذ وتطوير المركبة، والتي ستقلها مركبة «المستكشف محمد بن راشد» الخاصة بمهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات.
وتتماشى هذه الاتفاقية مع استراتيجية وكالة الإمارات للفضاء لتمكين الشركات الخاصة والناشئة، وفتح آفاق اقتصادية واسعة، من خلال خلق مجالات جديدة للشركات الإماراتية والدولية العاملة في الدولة، ضمن خطتها لتخصيص 50% من مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات لصالح شركات القطاع الخاص.
وسيتولى معهد الابتكار التكنولوجي الإشراف على مراحل تصميم وتطوير واختبار مركبة الهبوط، مع توزيع المهام على الشركات الناشئة المشاركة، وفقاً للأهداف الاستراتيجية للمشروع، وسيتم تطوير المركبة داخل دولة الإمارات بمساهمة مؤسسات أكاديمية، وعدد من الشركات الناشئة في القطاع الخاص.
ويعتبر معهد الابتكار التكنولوجي مركزاً للابتكار المتقدم، حيث يضم نخبة من العلماء والمهندسين المتخصصين في مجالات متعددة، مثل الروبوتات، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وهندسة الفضاء، في إطار هذه المهمة، يتولى المعهد تطوير مركبة الهبوط التي ستستخدم لنقل المعدات العلمية إلى سطح الكويكب، مع ضمان أن تكون قادرة على تحمل الظروف القاسية في الفضاء.
ويقود مركز بحوث العلوم الرقمية والذكاء الاصطناعي جهود التحول الرقمي، من خلال ترسيخ اعتماد الأنظمة والتطبيقات المستقلة والمترابطة، مع الحرص على أن تكون هذه التطبيقات والأنظمة آمنة ومستدامة، وعلى قدر عالٍ من الثقة، ويتعاون الخبراء في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والاتصالات اللاسلكية من كثب مع مجموعة من المنظمات الدولية، مثل الاتحاد الدولي للاتصالات ومنظمة 3GPP، لإيجاد الحلول العملية المناسبة للتحديات الرئيسية، وترك الأثر الإيجابي العميق على المجتمع. ويتبع مركز بحوث العلوم الرقمية والذكاء الاصطناعي لمعهد الابتكار التكنولوجي، مركز البحث العلمي الرائد عالمياً، والذي يستقطب نخبة من العلماء والباحثين العالميين، ويساهم معهد الابتكار التكنولوجي في دفع عجلة التطور العلمي في مجالات متعددة، مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات ذاتية التسيير والحوسبة الكمية وعلم التشفير والاتصالات الكمية والطاقة الموجهة والاتصالات الآمنة والأجهزة الذكية والمواد المتقدمة وتكنولوجيا الدفع والفضاء والتكنولوجيا الحيوية، كما يتبع معهد الابتكار التكنولوجي إلى مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي الجهة المعنية بالإشراف على الأبحاث التكنولوجية في إمارة أبوظبي. وتمتد المهمة على مدار 13 عاماً، تنقسم على 6 سنوات لتطوير وتصميم المركبة الفضائية، و7 سنوات لاستكشاف حزام الكويكبات الرئيس بين المريخ والمشتري، وإجراء سلسلة من المناورات القريبة لجمع بيانات لأول مرة عن سبع كويكبات في حزام الكويكبات الرئيس مع إنزال مركبة هبوط على الكويكب السابع «جوستيشيا».
وستحمل المركبة «المستكشف محمد بن راشد»، مجموعة من الأجهزة العلمية المتطورة التي ستعمل معاً لتحقيق الأهداف العلمية للمهمة التي تتمحور حول معرفة أصول وتطور الكويكبات الغنية بالمياه، وتقدير إمكانية استخدام تلك الكويكبات كموارد لمهمات استكشاف الفضاء في المستقبل، وستقطع مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، مسافة 5 مليارات كيلومتر، في رحلة مدارية مكونة من 6 تحليقات، وصولاً إلى الكويكب السابع «جوستيشيا»، تتضمن 3 مناورات، بمساعدة قوة الجاذبية لكوكب الزهرة والأرض والمريخ لزيادة سرعة المركبة الفضائية، ودعم سلسلة من التحليقات القريبة التي تبدأ في فبراير 2030 عند كويكبات ويستروالد وكميرا وروكوكس وتستمر حتى عام 2034، وتنتهي بالتحليق الأخير قرب الكويكب السابع «جوستيشيا».
4 أجهزة علمية متطورة
كما تحمل المركبة «المستكشف محمد بن راشد»، 4 أجهزة علمية متطورة، تشمل: كاميرا مرئية، ومطياف الأشعة تحت الحمراء متوسط الموجة، ومطياف الأشعة تحت الحمراء الحرارية، وكاميرا الأشعة تحت الحمراء، وستعمل هذه الأجهزة على قياس تكوين السطح والجيولوجيا والكثافة الداخلية ودرجات الحرارة والخصائص الفيزيائية الحرارية للعديد من الكويكبات في حزام الكويكبات الرئيسي لتقييم مراحل تطور سطحها وتاريخها، والتعرف على أصولها الغنية بالمياه بشكل أفضل.