آمنة الكتبي (دبي)
تشهد قاعدة فاندنبرغ الجوية بولاية كاليفورنيا، الولايات المتحدة، إطلاق ثلاثة أقمار اصطناعية إماراتية على متن صاروخ واحد، ومن أبرزها القمر الاصطناعي «MBZ-Sat»، وذلك في خطوة تعكس تطور الإمارات في قطاع الفضاء، وتجسد التزامها بتعزيز مكانتها كدولة رائدة في تقنيات الفضاء على مستوى العالم.
وتعد قاعدة فاندنبرغ الجوية، الواقعة في ولاية كاليفورنيا، من أبرز المواقع العالمية لإطلاق الأقمار الاصطناعية، حيث تتميز القاعدة بموقعها الجغرافي الفريد الذي يتيح إطلاق الأقمار في المدارات القطبية، ما يجعلها مركزاً رئيسياً لإطلاق الأقمار الاصطناعية للأغراض المدنية والعسكرية. وتأسست القاعدة في عام 1941، ومنذ ذلك الحين، أصبحت مقراً لإطلاق مئات الأقمار الاصطناعية التي تخدم قطاعات مثل الاتصالات، والاستشعار عن بعد، وأبحاث الطقس.
وتتبع قاعدة فاندنبرغ الجوية القوات الجوية الأميركية وتبعد مسافة 14.8 كم شمال غرب لومبوك في ولاية كاليفورنيا، وتضم جناحاً خاصاً تابعاً للقيادة الفضائية للقوات الجوية الأميركية، وتوجد منصة لإطلاق الصواريخ إلى المدار القطبي من الساحل الغربي للولايات المتحدة، تابعة لوزارة الدفاع، استخدمت في إطلاق عدد من الصواريخ مثل أطلس 5، ودلتا 4 وفالكون 9، وأطلق عليها اسم فاندنبرغ تكريماً لقائد القوات الجوية السابق هويت فاندنبرغ.
ويمثل «MBZ-Sat» نقلة نوعية في مجال تقنيات الفضاء، حيث يعد القمر الاصطناعي الأكثر تطوراً ضمن المجموعة الإماراتية، وقد تم تصميمه وتطويره بواسطة فريق إماراتي، بالتعاون مع شركاء دوليين، وهو يهدف إلى تعزيز القدرات الإماراتية في مجال التصوير الفضائي عالي الدقة.
وأكمل فريق مهمة «MBZ-Sat»، الاختبارات النهائية على القمر الاصطناعي الأكثر تطوراً في المنطقة، في مختبرات «سبيس إكس» بالولايات المتحدة الأميركية، حيث أصبح الآن على أتم الاستعداد للإطلاق إلى الفضاء على متن صاروخ فالكون 9، وسيجري إطلاق القمر الاصطناعي قريباً إلى المدار الأرضي المنخفض على ارتفاع يتراوح من 500-550 كم، ليبدأ مهمته في رصد الأرض، من خلال كاميرا متطورة، توفر دقة في التقاط الصور تفوق سابقيه بمعدل الضعف. وسيكون قادراً على التقاط صور أكثر بـ 10 أضعاف من الأقمار الاصطناعية التقليدية.
وتم تثبيت القمر الاصطناعي على صاروخ الإطلاق «سبيس إكس فالكون 9» القابل لإعادة الاستخدام، بانتظار تحديد ساعة الصفر، التي ستجري بالتعاون بين المركز و«سبيس إكس»، بينما تستغرق عملية الإطلاق من الأرض إلى الفضاء الخارجي، نحو 15 دقيقة، ليباشر القمر «MBZ-Sat» مهمته في الفضاء، بدءاً من تشغيل جميع أجهزته الحيوية وإرسال الإشارة الأولى إلى المحطة الأرضية في المركز بمنطقة الخوانيج في دبي.
%100 صناعة وطنية
يعد القمر أكبر الأقمار الاصطناعية، وأكثرها تقدماً في المنطقة في مجال صور الأقمار عالية الدقة، حيث تم تصميم وتصنيع القمر الجديد من قبل مركز محمد بن راشد للفضاء، إضافة إلى مساهمة القطاع الخاص الإماراتي، سواء بالمواد الخام من الألمنيوم والكابلات، أو غيرها من المواد الأخرى المستخدمة، وجميعها من شركات إماراتية.
وجرى تطوير القمر الاصطناعي بالكامل على أرض الدولة، ما يجعله صناعة وطنية 100 %، بتقنيات متقدمة حديثة لالتقاط الصور، ويعزز المشروع الشراكات الإماراتية في مجالات الفضاء بين القطاعين الحكومي والخاص، وسيسهم «MBZ-Sat» في تلبية الطلب التجاري المتزايد على الأقمار الاصطناعية، التي توفر صوراً ذات دقة عالية، تتيح مشاهدة التفاصيل ضمن مساحة أقل من متر مربع واحد، وهي إحدى أكثر الميزات تطوراً في الفضاء.
مواقع التصوير
ويوفر «MBZ-Sat» دقة غير مسبوقة في تحديد مواقع التصوير، إذ تعزز الكاميرات عالية الدقة وسرعات نقل البيانات المحسّنة، التي تتفوق 4 مرات على القدرات الحالية، مكانته كأداة مبتكرة في مجال رصد الأرض، حيث تم تزويده بأحدث أنظمة التصوير ليقدم بيانات عالية الدقة وبسرعة غير مسبوقة، وليمثل تقدماً كبيراً في مجال رصد الأرض ويتيح تطبيقات تدعم مجموعة واسعة من القطاعات، بدءاً من مراقبة البيئة، وصولاً إلى التخطيط الحضري وإدارة الكوارث. كما سيعمل القمر الاصطناعي على مراقبة الأحوال البيئية، وتقييم جودة المياه، ودعم تطوير الزراعة، ما يعزز جهود الدولة المبذولة للتصدي للأزمات وإدارة الكوارث العالمية، وتشمل تقييم الأضرار الناجمة عن الكوارث، ومساعدة المنظمات في إيجاد الحلول الكفيلة بالتخفيف من آثار الفيضانات والزلازل، وغيرها من الكوارث الطبيعية، وإعادة الإعمار.
ويتميز القمر الاصطناعي «MBZ-Sat» بتكنولوجيا متطورة، تتمثل في كاميرا عالية الدقة، هي إحدى أكثر الكاميرات تطوراً في المنطقة، ما يسمح له بالتقاط صور بدقة عالية لمساحات صغيرة تبلغ أقل من متر مربع، كما سيقدم القمر الاصطناعي خدمات متطورة للمستخدمين، بما في ذلك معالجة سريعة للبيانات على مدار الساعة، ومشاركتها بشكل فعال مع مختلف الجهات من كل أنحاء العالم، من خلال نظام متطور.