Wednesday 15 Jan 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«عبدالله» يحتفل بمرور عام على شفائه من مرض الثلاسيميا

عبدالله مع عمه (من المصدر)
13 يناير 2025 01:27

هدى الطنيجي (أبوظبي)
قبل عام، خضع الطفل عبدالله البلوشي، البالغ من العمر 9 سنوات آنذاك، لعملية زراعة نخاع العظم في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية لعلاج مرض بيتا ثلاسيميا، وهو مرض وراثي يهدد الحياة، وعلى الرغم  من مواجهته لأحد المضاعفات الخطيرة، خلال فترة العلاج، إلا أنه اليوم يعيش حياة خالية من الثلاسيميا، متعافياً تماماً ومستمتعاً بحياة جديدة دون أعباء حالته السابقة.
وكان قد تم إجراء عملية زراعة نخاع العظم للطفل عبدالله باستخدام خلايا جذعية مأخوذة من شقيقته البالغة من العمر 20 عاماً، والتي كانت متطابقة معه تماماً كمتبرعة، ورغم نجاح الزراعة نفسها، تعرض عبدالله لمضاعفات نادرة وخطيرة تمثلت في نزيف حاد في الرئة، وهي حالة طبية تهدد الحياة وتُعرف بمخاطرها العالية التي قد تؤدي إلى الوفاة، وبفضل التعاون المثمر بين فريق أمراض الدم للأطفال في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية، وأحد أفضل فرق العناية المركزة للأطفال في أبوظبي، تم استخدام تقنيات طبية متقدمة لإنقاذ حياته، من بينها الأكسجة الغشائية خارج الجسم المعروفة بـ «إيكمو» (ECMO)، التي تُعد هذه التقنية، المعروفة أيضاً بدعم الحياة خارج الجسم، حلاً مبتكراً يُستخدم لدعم وظائف القلب والجهاز التنفسي لدى المرضى الذين يعانون حالات صحية شديدة تمنع قلوبهم أو رئاتهم من أداء وظائفها بشكل كافٍ، ويُبرز هذا النهج المتكامل مدى فعالية التعاون والابتكار في تقديم أعلى مستويات الرعاية الصحية، وهو مثال حي على التقدم الذي تحققه الإمارات في هذا المجال.
وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة مانسي ساشديف، مسؤولة قسم أمراض الدم والأورام وزراعة نخاع العظم للأطفال واستشارية في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية: «كان صمود عبدالله مذهلاً.. لم تكن رحلته خالية من التحديات، لكن عزيمته القوية وإصراره، إلى جانب التفاني الاستثنائي من فرقنا الطبية، جعلوا تعافيه واقعاً ملموساً.. اليوم، نحتفل بقوة إرادته وبالأمل الذي نصنعه لمستقبل أكثر إشراقاً للأطفال المصابين بالاضطرابات الجينية».
وأضافت الدكتورة مانسي ساشديف: «يوفر قسم أمراض الدم لدينا، المدعوم بأحدث المرافق، مثل وحدة فصل مكونات الدم المتطورة ومختبر الخلايا الجذعية، رعاية متكاملة للمرضى الذين يعانون اضطرابات الدم والاضطرابات الوراثية، بداية من التشخيص الأولي، ووصولاً إلى زراعة نخاع العظم وإعادة التأهيل والمراقبة طويلة المدى، يضمن أطباؤنا الاستثنائيون استمرارية الرعاية والدعم الشامل لمرضانا، وكوننا مركزاً معتمداً من مؤسسة اعتماد العلاجات الخلوية العالمية FACT، ومركزاً متميزاً في زراعة نخاع العظم مُعتمداً من قبل دائرة الصحة أبوظبي، فقد قمنا بالمركز بعلاج العديد من المرضى من جميع أنحاء الإمارات والمنطقة وبنتائج سريرية استثنائية لعلاج اضطرابات الدم، مثل سرطانات الدم والأمراض الجينية، مثل الثلاسيميا ومرض كرابي النادر وأمراض المناعة الذاتية، ومنها التصلب المتعدد ومرض الذئبة، ما يعكس التزامنا في توفير علاجات مبتكرة ورعاية شاملة للمرضى».

نخاع العظم
قال الدكتور ديفيد دينيسون، استشاري أمراض الدم وزراعة نخاع العظم في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية: «قصة عبدالله تمثل شهادة حية على التميز الطبي لبرنامج زراعة نخاع العظم في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية، ونتائجنا تضاهي نتائج أفضل المراكز العالمية، ونحن نفتخر بتقديم علاجات شافية لأمراض، مثل الثلاسيميا هنا في دولة الإمارات».
ومع إجراء أكثر من 140 عملية زراعة نخاع العظم خلال السنوات القليلة الماضية، نجح برنامج أبوظبي لزراعة نخاع العظم (AD-BMT) في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية رفع معايير العلاجات الخلوية، وتمكن من تنفيذ عمليات زراعة نخاع العظم من متبرعين متطابقين من الأشقاء، وامتد ليشمل زراعة نخاع من متبرعين ذوي تطابق جزئي «حالات نصف تطابق»، وهو ما فتح آفاقاً جديدة للوصول إلى علاجات منقذة للحياة للمرضى الذين لا يتوافر لديهم متبرعون متطابقون تماماً من العائلة.
إحصاءات
وفقاً للإحصائيات العالمية، يولد مئات الآلاف من الأطفال سنوياً مصابين بمرض الثلاسيميا، بينما يحمل ملايين الأشخاص الجين المسؤول عن المرض حول العالم، مما يجعل البحث عن علاجات فعّالة أولوية طبية، وعليه يواصل مركز أبوظبي للخلايا الجذعية جهوده لتطوير علاجات مبتكرة لهذا المرض، الذي يتطلب غالباً نقل دم دوري مدى الحياة، ويؤثر بشكل كبير على توقعات العمر وجودة الحياة، والآن أصبح علاج الثلاسيميا محلياً في الإمارات حقيقة واقعة، مما يعزز مكانة الدولة كرائد عالمي في تقديم حلول رعاية صحية متقدمة.
شكر
عبّر سيف البلوشي «عم الطفل عبدالله»، عن امتنانه العميق، قائلاً: «نحن ممتنون للغاية لفريق مركز أبوظبي للخلايا الجذعية الذين ساهموا في علاج عبدالله، إن توافر مثل هذه العلاجات المتقدمة داخل الإمارات يُعد نعمة كبيرة، فلم نعد بحاجة للسفر إلى الخارج لتلقي العلاج، ومنذ ولادة عبدالله، كان يعتمد على عمليات نقل دم شهرية وأدوية مستمرة، وكان يعاني كثيراً مضاعفات المرض، والفريق الطبي لعب دوراً حاسماً في إنقاذ حياته في أكثر اللحظات خطورة، الآن، يتمتع عبدالله بفرصة لعيش حياة صحية؛ ولذا نشكر الله أولاً وأخيراً، كما نشكر جميع الأطباء والممرضين على تفانيهم وجهودهم المخلصة في رعاية عبدالله وجميع المرضى».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©