عدد اليوم
آمنة الكتبي (دبي)
يعد مشتل ورسان الذي يتمتع بطاقة إنتاجية هائلة، أحد الركائز الأساسية في تحقيق التوازن البيئي، وتجميل المدينة بما يتماشى مع معايير التنمية المستدامة، حيث يعد واحداً من أبرز المشاريع الزراعية في الإمارة التي تعكس التزام دبي برؤيتها الطموحة نحو تعزيز الاستدامة البيئية، والاهتمام بالمساحات الخضراء.
ويمثل مشتل ورسان نموذجاً استثنائياً في مجال الإنتاج الزراعي، حيث يتمتع بطاقة استيعابية تصل إلى 90 مليون زهرة سنوياً، ويساهم العدد الضخم بشكل كبير في تزيين شوارع دبي ومناطقها العامة، كما ينتج المشتل 2.5 مليون شجرة وشجيرة، ما يساعد على تحسين جودة الهواء، وتوفير الظل، وتعزيز التنوع البيئي في المدينة، كما ينتج المشتل نحو 3 ملايين غطاء نباتي للتربة سنوياً.
وتعد هذه الأغطية النباتية عنصراً أساسياً في حماية التربة من التعرية، وتقليل استهلاك المياه، وتعزيز الاستدامة البيئية، خاصة في المناطق ذات المناخ الجاف مثل دبي، ويؤدي مشتل ورسان دوراً مهماً في دعم مشاريع التجميل في الإمارة، حيث يتم استخدام منتجاته في الحدائق العامة، المتنزهات، المناطق السكنية، والطرق الرئيسة.
أنظمة الري الذكية
إلى جانب دوره الجمالي، يسهم المشتل في تعزيز الاستدامة البيئية، من خلال الاعتماد على تقنيات حديثة، مثل أنظمة الري الذكية التي تقلل استهلاك المياه، والاستخدام المكثف لمياه الري المعاد تدويرها، كما يندرج مشتل ورسان ضمن رؤية دبي البيئية التي تهدف إلى تحقيق التوازن بين التنمية الحضرية والحفاظ على البيئة، ويعد اعتماد تقنيات الري الذكية واستخدام المياه المعاد تدويرها مثالاً حياً على الالتزام بالاستدامة.
كما يعمل المشتل على تطوير تقنيات زراعية مبتكرة لتقليل الاعتماد على الموارد الطبيعية، وتعزيز كفاءة الإنتاج، ويهدف المشتل في المستقبل إلى توسيع استخدام الطاقة المتجددة في تشغيل منشآته، مما يتماشى مع استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، والتي تسهم في تقليل البصمة الكربونية، وتعزيز التنمية المستدامة.
البيئة الحضرية
يمثل مشتل ورسان تجسيداً عملياً لرؤية دبي في تحويل البيئة الحضرية إلى واحة خضراء مزدهرة، ويعكس المشتل حرص الإمارة على الموازنة بين متطلبات التنمية البيئية والحضرية، ليصبح نموذجاً يُحتذى به في المنطقة، وذلك مع طاقته الإنتاجية الهائلة والتزامه بالابتكار والاستدامة، يظل مشتل ورسان ركناً أساسياً في تحقيق رؤية دبي للمستقبل، حيث تُعد الطبيعة جزءاً لا يتجزأ من مسيرة التطور والازدهار.
