آمنة الكتبي (دبي)
يشهد مشروع المحطة القمرية تنافساً متزايداً بين الشركاء الدوليين للمشاركة في تنفيذ وحدة معادلة الضغط، التي تعد عنصراً حيوياً ضمن المشروع الطموح لدولة الإمارات في استكشاف الفضاء، المبادرة التي يقودها مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث تهدف إلى المساهمة في بناء بنية تحتية متقدمة للمهام الفضائية المستقبلية، ما يجعلها محور اهتمام لكبرى الشركات والمؤسسات العالمية المتخصصة في تقنيات الفضاء.
وأعلن مركز محمد بن راشد للفضاء مؤخراً اقترابه من اختيار الشركاء للمهمة، حيث استقطب المشروع اهتمام مجموعة من الشركات الرائدة في صناعة الفضاء، وتتنافس هذه الشركات لتقديم حلول تقنية مبتكرة تلبي معايير السلامة والجودة المطلوبة، ووفقاً لتقارير متخصصة، تشمل قائمة المرشحين شركات من الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، ممن لديهم خبرة طويلة في تطوير وحدات مشابهة لمحطات فضائية أخرى مثل محطة الفضاء الدولية.
وتعد وحدة معادلة الضغط جزءاً أساسياً من محطة بوابة الإمارات القمرية، حيث تتيح لرواد الفضاء التنقل بين بيئات مختلفة الضغط داخل المحطة وخارجها، تشمل الوحدة تقنيات مبتكرة لضمان سلامة الرواد خلال عمليات الخروج إلى الفضاء القمري، بالإضافة إلى تسهيل نقل المعدات والعينات، وتهدف هذه الوحدة إلى تعزيز كفاءة العمليات القمرية، وتوفير منصة آمنة للبحث والتجارب العلمية، ما يجعلها مكوناً محورياً في تحقيق الأهداف العلمية والتكنولوجية للمشروع.
ويأتي هذا التنافس ضمن استراتيجية الإمارات لاستكشاف الفضاء، والتي وضعت أهدافاً طموحة لتحقيق مكانة ريادية في مجال الفضاء بحلول منتصف القرن الحالي، وتعد «بوابة الإمارات» ليست فقط خطوة نحو استكشاف القمر، بل تمثل منصة لتطوير تقنيات قد تستخدم مستقبلاً في مهام المريخ والفضاء العميق، كما يعكس المشروع التزام الإمارات بالتعاون الدولي في مجال الفضاء، حيث يشهد دعماً من وكالات فضاء عالمية وشركات خاصة تهدف إلى المساهمة في تحقيق رؤية مشتركة لاستكشاف الفضاء.
مع اقتراب الإعلان عن الشركاء النهائيين، يتوقع أن تشهد الفترة المقبلة توقيع عقود ضخمة تتضمن عمليات تصميم وتصنيع واختبار الوحدة، كما سيشكل هذا الإعلان دفعة جديدة لمشروع بوابة الإمارات، ما يعزز دور الإمارات كوجهة عالمية للتقنيات والابتكارات الفضائية، ويعكس هذا التنافس مدى أهمية مشروع بوابة الإمارات في إعادة تشكيل مستقبل استكشاف الفضاء، ووضع الإمارات في طليعة الدول الطموحة لاستكشاف القمر وما بعده.