أبوظبي (الاتحاد)
إن الاحتفال بعيد الاتحاد الثالث والخمسين لدولة الإمارات العربية المتحدة هو مصدر فخر لكل أبناء هذا الوطن الغالي الذين التفوا حول قيادتهم الرشيدة وهم يبذلون الجهد لتكريس روح الاتحاد بين صفوف مواطنيهم، ويمضون بعزيمة وإصرار نحو تحقيق مزيد من النجاحات والإنجازات المشرفة لضمان مستقبل مشرق للأجيال القادمة. إنه احتفال بالموروث الوطني وبالرؤية الحكيمة لقيادة هذا الوطن وبالمستقبل الذي ينتظر أبناءه ليواصلوا مسيرة الآباء والأجداد بكل ثبات وإصرار.
ونحن في مجموعة «تدوير» يملؤنا الفخر والاعتزاز باحتفالنا مع أبناء شعبنا بهذه المناسبة الوطنية الغالية، لنواصل دورنا في حماية هذا الوطن، وضمان أن يعيش أبناؤنا وأجيالنا القادمة في بيئة سليمة وصحية ومستدامة وهم يمارسون دورهم في تعزيز مكتسبات هذه الدولة ودفعها نحو تحقيق مزيد من الإنجازات على المستويات كافة.
نركز في عملنا في مجموعة «تدوير» على الاستدامة فنولي اهتماماً كبيراً بحماية البيئة والحفاظ على موارد الوطن، بما يعود بالخير على أفراد مجتمعنا وأجيالنا المستقبلية، وذلك من خلال وضعنا سياسة واضحة للاستدامة تستند إلى عدة ركائز توجه أعمالنا، بينما نسير معاً نحو مستقبل أكثر استدامة للجميع. وانطلاقاً من إدراكنا لأهمية ما نقوم به، وما يمكن أن يترتب عليه من آثار على البيئة والمجتمعات التي نعمل على خدمتها، نحرص في مجموعة «تدوير» على أن تكون عملياتنا أكثر استدامة فنقوم بمراجعة أسلوب عملنا باستمرار وتحسينه بما ينسجم مع أهداف الاستدامة العالمية، فنسترشد برؤية أبوظبي لعام 2030 وأجندة الإمارات الخضراء، حيث تسهم هذه المبادئ التوجيهية في تمكيننا من القيام بدورنا نحو مستقبل أفضل وأكثر استدامة.
وتأتي مشاركاتنا المجتمعية ليكون لها الدور الأكبر في تحقيق هذه الرؤية، فترانا نركز على التفاعل مع المجتمع بهدف رفع مستوى وعي الجمهور فيما يتعلق بإدارة النفايات والتأثير البيئي وأهمية إعادة التدوير، وذلك من خلال تنظيمنا والمشاركة في العديد من الفعاليات والحملات والمهرجانات والبرامج التعليمية والزيارات المدرسية والجامعية وحملات التنظيف، وغيرها من أجل ترسيخ الممارسات المستدامة وتشجيع الالتزام بالمسؤولية المجتمعية.
وتعتبر مشاركاتنا المجتمعية من أهم الأنشطة التي نقوم بها لترسيخ ثقافة المسؤولية البيئية بين أفراد المجتمع وخاصة الشباب واعتبار النفايات موارد قيمة يجب استغلالها، فضلاً عن تحفيز أفراد المجتمع على المشاركة الفعالة في حماية البيئة وضمان استدامتها. ومن خلال مبادرات التوعية المجتمعية التي نطلقها في مجموعة «تدوير» نسلط الضوء على مبادئ الاستدامة الثلاثة، وهي: تقليل النفايات وإعادة الاستخدام وإعادة التدوير. ومن تلك المبادرات إطلاقنا مؤخراً حملة واسعة حول الاستدامة على مستوى الدولة لتحفيز طلبة المدارس وتشجيعهم على القيام بدورهم كجيل المستقبل في حماية كوكبنا وبيئتنا. وتأتي هذه الحملة تماشياً مع قيمنا المؤسسية وجهودنا المتواصلة في مجموعة «تدوير» لتعزيز وعي الجمهور بمختلف فئاته حول مفاهيم الاستدامة الثلاثة، وحرصاً منا على بناء عقلية تتبنى الممارسات المستدامة من أجل مستقبل أكثر صحة وبيئة أكثر استدامة.
ونواصل جهودنا في توعية المجتمع وجيل الشباب على وجه التحديد، حول أهمية الاستدامة في التحول إلى الاقتصاد الدائري وبأن الشباب لديهم دور مهم جداً في تحقيق ذلك، من خلال توعيتهم بضرورة الحفاظ على بيئتنا، بدءاً من تغيير النظرة التقليدية للنفايات، واعتبارها مورداً مهماً ينطوي على قيمة اقتصادية يجب استخلاصها وتحويلها إلى منتجات قيمة، مثل إعادة تدوير مخلفات البناء والهدم وتصنيع سماد عضوي من النفايات الزراعية وتحويل النفايات إلى طاقة ووقود مستدام للطيران وغيرها.
ولأن الشباب هم عماد المستقبل وحماة الوطن، نسعى من خلال هذه الحملة الواسعة إلى تسليط الضوء على أهمية الاستدامة بين طلبة المدارس، من خلال إشراكهم في مجموعة متنوعة من ورش العمل المفيدة والأنشطة التفاعلية والمسابقات الممتعة وتزويدهم بالمعرفة والأدوات اللازمة لتبني مبادئ الاستدامة الثلاثة، وتشجيعهم على الممارسات المستدامة في مجتمعاتهم. فمن خلال هذه الفعاليات نُلهم أفراد المجتمع والجيل الجديد بأن مستقبل بلادهم يتوقف على مدى التزامهم وجهدهم في رفعة شأنه وتعزيز تقدمه في بيئة مستدامة ومتماسكة. فمن خلال توعية الشباب وتثقيفهم وتمكينهم من القيام بدورهم في تعزيز مبادئ الاستدامة في حياتهم، تسهم مجموعة «تدوير» في تنشئة جيل جديد من رواد البيئة الملتزمين ببناء مستقبل ذي بيئة نظيفة وأكثر استدامة.