سامي عبد الرؤوف (أبوظبي)
أكد مسؤولون وقيادات إعلامية أن دولة الإمارات أصبحت مركزاً رائداً للإبداع والابتكار الإعلامي، وتلعب دوراً محورياً في المشهد الإعلامي على مستوى العالم العربي، لما تمتلكه من إمكانات، ولدورها في تعزيز سُبُل تبادل المعرفة عالمياً وإقليمياً وعربياً.
وأشاروا في حديثهم لـ «الاتحاد»، خلال النسخة الثالثة للكونغرس العالمي للإعلام 2024، إلى أن وسائل الإعلام المحلية قادرة على صناعة محتوى إعلامي مبتكر يعكس الصورة المشرقة للدولة، ويلبي تطلعات القيادة الرشيدة في بناء اقتصاد إعلامي متنوع ومستدام.
وحدد هؤلاء المسؤولون 9 متطلبات يمكن الاعتماد عليها لصناعة المشهد الإعلامي العربي الجديد، وتشكل مستقبل قطاع الإعلام في المنطقة، في ظل الاعتماد المتنامي على الذكاء الاصطناعي والإعلام الرقمي، وإيجاد مبادرات تتعلق بكشف الأخبار الكاذبة أو المزيفة.
وأشاروا إلى أن من أبرز هذه المتطلبات، خلق جيل إعلامي مؤمن بوطنه ومبادئه، وإنشاء أكاديميات إعلامية متخصصة لمواجهة الشائعات والمعلومات الخاطئة.
ودعوا إلى تعزيز التعاون الدولي في قطاع الإعلام، وتبادل أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال، وبناء شراكات استراتيجية تسهم في تطويره، إضافة إلى تمكين الشباب من المشاركة الفاعلة في صناعة الإعلام، وتشجيعهم على الابتكار والإبداع.
قيادة خليجية
وتفصيلاً، قال الإعلامي الكويتي، محمد الملا: «القوة الناعمة الإعلامية لدول الخليج ذات قيمة مهمة في العالم العربي، لما لها من توجهات واضحة، فدول المنطقة تمتلك كل مقومات صناعة الإعلام الجديد المرتكز على التكنولوجيا والمهنية والاحتراف».
وأضاف: «الإمارات والسعودية، هما قاطرة العمل الإعلامي في منطقة الخليج، لما تتمتعان به من إمكانات وقدرات هائلة، تستطيع أن تصنع واقعاً إعلامياً أفضل».
وعن أبرز المعطيات الحالية للإعلام العربي، أجاب: «المتابع بدقة لما يعيشه العالم العربي، سيدرك بوضوح أن وسائل الإعلام العربية، تتقدم بشكل ملحوظ، وإذا كنا ننتقده فبهدف تحقيق مزيد من القوة وإضافة إيجابيات أخرى له».
وأكد أن الفترة الحالية تحتاج إلى عمل إعلامي مشترك بين مصر ودول الخليج، مطالباً بتوفير محطات عربية ناطقة بمعظم لغات العالم، لإيصال وجهة نظر دولنا لهم.
واعتبر أن الإعلام العربي يفتقد في الوقت الراهن إلى الكاتب والأديب وصاحب المقال، ممن يقومون بالنقد الذي يبني ولا يهدم، مشدداً على أن العالم العربي يحتاج إلى صناعة كتاب وأدباء من جديد.
مقومات الإمارات
ومن جانبه، تحدث إبراهيم شكر الله، رئيس تحرير صحيفة «الإمارات اليوم»، عن المقومات التي تمتلكها دولة الإمارات وتميز دورها الإعلامي عربياً وعالمياً، وأبرزها التقنيات التكنولوجية المتقدمة والبنية التحتية والتسهيلات والموقع الاستراتيجي.
وتطرق إلى توافر التشريعات والسياسات المحفزة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، وكذلك تنوع الأدوات الإعلامية.
وعن أهم التحديات المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي، قال شكر الله: «قبل الإشارة لهذه التحديات، لا بد من التأكيد على أن الإمارات تعيش واقعاً جديداً للإعلام، يرتكز على الكثير من الجوانب والمقومات، من بينها استخدام الذكاء الاصطناعي».
ورداً على سؤال حول تقليص الذكاء الاصطناعي للوظائف والعاملين بوسائل الإعلام، اعتبر شكر الله، أن الذكاء الاصطناعي عامل مساعد، ولا يغني عن البشر.
مميزات ومتطلبات
ومن جهته، ذكر ماجد السويدي، النائب الأول لرئيس مجموعة «تيكوم» التي تضم مدينة دبي للاستوديوهات ومدينة دبي للإعلام ومدينة دبي للإنتاج، أن دولة الإمارات تضمّ نخبة متعدّدة الجنسيات من أبرز شركات القطاع والشركات الناشئة في حاضنة الأعمال للإعلام، وتتسم بالإبداع الغنيّ بالتنوّع الثقافي.
ولفت إلى ضرورة تعزيز التعاون مع مختلف الجهات الفاعلة في القطاع للإسهام في رسم مستقبل قطاع الإعلام.
وقال السويدي: «الجهات الإعلامية تعمل على تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع كبرى شركات الإعلام وصناعة المحتوى، وذلك بموازاة حرصها على توفير بيئة داعمة وحاضنة للمواهب والكوادر الإعلامية ورواد الأعمال من جميع أنحاء العالم».