أبوظبي (الاتحاد)
تؤدي مؤسسة التنمية الأسرية دوراً حيوياً في تعزيز الاستقرار الأسري، وتحقيق الحياة الزوجية السعيدة من خلال حملة «مودة ورحمة»، تهدف الحملة إلى دعم الأزواج في جميع مراحل الزواج، بدءاً من تكوين الأسرة وحتى تحقيق الاستقرار والسعادة الزوجية، حيث تقدم المؤسسة مجموعة متنوعة من الدورات التدريبية، والاستشارات الشخصية، والندوات التوعوية التي تستهدف الجمهور العام، وتساعد هذه المبادرات الأزواج على تطوير مهارات التواصل الفعال، وحل المشكلات، وإدارة الخلافات بشكل بناء، وتعزيز الوعي بأهمية القيم الأسرية، بالإضافة إلى توفير بيئة داعمة تساهم في بناء علاقات زوجية قوية ومستدامة، ما يعزز من رفاهية المجتمع ككل.
ويعد الزواج أحد الركائز الأساسية لبناء المجتمعات السليمة والمستقرة، فهو ليس مجرد عقد اجتماعي، بل هو رابطة روحية وعاطفية تجمع بين رجل وامرأة بهدف تأسيس حياة مشتركة قائمة على المودة والرحمة. يؤدي الزواج دوراً محورياً في بناء الأسر السليمة التي تشكل نواة المجتمعات القوية والمتماسكة.
أهمية الزواج
قالت وفاء آل علي، مدير دائرة تنمية الأسرة بالوكالة في المؤسسة، «إن الزواج السليم يؤثر إيجابياً على الأفراد والمجتمع ككل، ويوفر دعماً عاطفياً ونفسياً لكلا الشريكين، وفي عالم مليء بالتحديات والضغوط يكون الشريك الآخر مصدراً للراحة والتشجيع، هذا الدعم العاطفي يساعد الأفراد على مواجهة التحديات اليومية، والتغلب على العقبات بسهولة أكبر، والشعور بالأمان والاطمئنان الذي يمنحه الزواج يمكن أن يقلل من مستويات التوتر والقلق، ما يعزز من الصحة النفسية والعاطفية لكل من الزوجين، علاوة على ذلك فإن وجود شخص يشاركك أحلامك وطموحاتك يمكن أن يمنحك دفعة إضافية لتحقيق أهدافك».
وأضافت آل علي: «التواصل الفعّال هو أحد أساسيات الزواج السليم، ومن خلال الحوار المفتوح والصريح، يمكن للشريكين فهم احتياجات ورغبات بعضهما، مما يساعد في حل النزاعات وتقوية العلاقة الزوجية، والفهم المتبادل يقلل من فرص سوء الفهم والخلافات، ويساعد في بناء علاقة متينة ومبنية على الثقة والاحترام المتبادل، ويُعد الزواج الذي يقوم على التواصل الجيد يكون أكثر قدرة على التكيف مع التغيرات والتحديات التي قد تواجه الأسرة».
الأسرة الناجحة
ذكرت وفاء آل علي، أن الزواج الناجح يتيح للأبوين فرصة لتقديم نماذج إيجابية في الحياة اليومية. الأب والأم يمكن أن يعكسا قيم الاحترام، الحب، التعاون، والتفاني في بناء أسرتهما. هذه القيم تترسخ في نفوس الأطفال وتساعدهم على تطوير شخصيات قوية ومستقلة وقادرة على اتخاذ القرارات الصائبة في المستقبل. من خلال ملاحظة سلوكيات والديهم، يتعلم الأطفال كيفية التعامل مع الآخرين وحل النزاعات بطرق بناءة. النموذج الإيجابي الذي يقدمه الوالدان يمكن أن يكون له تأثير طويل الأمد على حياة الأطفال وشخصياتهم.
الأسرة والأبناء
أشارت وفاء آل علي إلى أن الأطفال الذين ينشأوون في بيئة أسرية مستقرة ومترابطة يتمتعون بصحة نفسية وعاطفية أفضل، حيث إن البيئة المستقرة تمنح الأطفال الشعور بالأمان والطمأنينة، الاستقرار الأسري يسهم أيضاً في تحسين الأداء الأكاديمي للأطفال، ويساعدهم على التركيز في دراستهم وتطوير مهاراتهم الاجتماعية، ويقلل من احتمالية انخراطهم في سلوكيات منحرفة، الأطفال الذين يعيشون في أسر مستقرة يكونون أكثر قدرة على بناء علاقات صحية ومستدامة في المستقبل.
أثر إيجابي
تعزز المؤسسة لدى الأفراد من خلال حملة «مودة ورحمة»، أهمية الزواج السليم لما له من أثر إيجابي على الأسرة ويؤدي دوراً حيوياً في بناء الأسر السليمة والمستقرة، وذلك من خلال تقديم الدعم العاطفي والنفسي، والاستقرار الأسري، والدور التعليمي والتربوي، والتكامل الاقتصادي، والتواصل الفعّال، ويمكن للزواج أن يكون الأساس الذي تبنى عليه مجتمعات قوية ومزدهرة، ومن المهم تشجيع القيم الإيجابية المرتبطة بالزواج، وتعزيزها لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.