سامي عبد الرؤوف (أبوظبي)
أكدت منظمة الصحة العالمية، أن دولة الإمارات العربية المتحدة شريك في استئصال شلل الأطفال منذ أمدٍ بعيد، وقد أدت دوراً حاسماً في إحراز تقدمٍ نحو استئصال المرض في إقليم دول شرق المتوسط، وغيرها من دول العالم.
وقالت المنظمة في تصريحات لـ«الاتحاد»: إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، داعم قوي لجهود استئصال شلل الأطفال، وقد ساهم سموه بموارد مالية كبيرة في دعم حملات التطعيم ضد شلل الأطفال في أفغانستان وباكستان وغزة والقرن الأفريقي».
فيما قال مسؤولون وأطباء، لـ«الاتحاد»: إن «مبادرات وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، توفر العلاج والرعاية الوقائية للعديد من المجتمعات للقضاء على العديد من الأمراض وعلى رأسها شلل الأطفال».
الدور العالمي
وتفصيلاً، ثمنت الدكتورة حنان بلخي، المدير الإقليمي لمكتب منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، جهود وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في مجال مكافحة مرض شلل الأطفال.
وقالت بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة شلل الأطفال الموافق الرابع والعشرين من أكتوبر الجاري: «منذ عام 2011، ساهم صاحب السمو رئيس الدولة بأكثر من 1.3 مليار درهم إماراتي من خلال مبادرة «بلوغ الميل الأخير»، التي تتضمن حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال في إطار جزءٍ من برنامج الإمارات لمساعدة باكستان».
وأضافت: «من عام 2014 إلى سبتمبر 2023، تمكنت الحملة من إعطاء أكثر من 700 مليون جرعة من لقاحات شلل الأطفال للأطفال في باكستان».
وأشارت إلى أنه علاوة على ذلك، واستجابةً لتفشي شلل الأطفال (الأخيرة) في غزة، أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، توجيهاته بتوفير 5 ملايين دولار أميركي لدعم حملة التطعيم الطارئة ضد شلل الأطفال.
وذكرت بلخي، أن الحملة الأولى نُفِّذَت على ثلاث مراحل من 1 إلى 12 سبتمبر من العام الجاري (2024)، ونتج عنها تطعيم نحو 560000 طفلٍ دون سن العاشرة.
وأفادت بأنه بالإضافة إلى المساهمات المالية الكبيرة، تؤدي الإمارات العربية المتحدة أيضاً دوراً حاسماً في حشد التضامن والعمل الإقليميين من أجل عالمٍ خالٍ من شلل الأطفال.
ولفتت المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لدول شرق المتوسط، إلى أنه منذ عام 2021، ظل معالي عبد الرحمن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، يشغل منصب الرئيس المشارك للجنة الفرعية الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية المعنية باستئصال شلل الأطفال والتصدي لفاشياته.
وأشارت إلى دور هذه اللجنة في تجميع الدول الأعضاء من جميع أنحاء الإقليم لتكثيف التضامن والالتزام الإقليميين بالإجراءات الجماعية التي تحقق استئصال شلل الأطفال.
جهود وطنية
من جهتها، تحدثت الدكتورة شمسة لوتاه، مديرة الصحة العامة بمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، عن الإنجازات الوطنية في مجال مكافحة شلل الأطفال، مشيرة إلى أن الجهات الصحية تقوم بدور رائد في الوقاية من المرض.
وقالت: «على سبيل المثال، توفر مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية التطعيم ضد شلل الأطفال مجاناً في 134 مستشفى ومركز رعاية صحية أولية ومركز رعاية متخصصة في 6 إمارات، ابتداءً من دبي وحتى الفجيرة».
وأشارت إلى أن المؤسسة قدمت 116 ألف جرعة تطعيم ضلل شلل الأطفال منذ بداية العام الحالي (2024)، حيث تم تطعيم ما يزيد على 68 ألف طفل بتطعيم شلل الأطفال القابل للحقن، فيما تم تطعيم 48 ألف طفل عن طريق الفم.
وأكدت أن المؤسسة توفر الكادر الطبي والتمريضي المؤهل على أعلى مستوى وفق البروتوكولات الطبية العالمية، ليقوم بتقديم خدمة التطعيم ضد شلل الأطفال.
وعن الفعاليات التي نظمتها مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية للاحتفاء باليوم العالمي لمكافحة شلل الأطفال، قالت: «تحتفل مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية باليوم العالمي لشلل الأطفال كل عام من خلال تنظيم سلسلة من الفعاليات والأنشطة».
وأضافت: «تهدف هذه الفعاليات إلى تعزيز الوعي حول أهمية الوقاية من شلل الأطفال وأخذ اللقاحات اللازمة، وتشمل هذه الأنشطة تنظيم ورش عمل توعوية وتثقيفية في مؤسسات خارجية، تشمل مراكز الرعاية الصحية، والمستشفيات، حيث يتم استعراض أحدث المعلومات العلمية والتوصيات الصحية المتعلقة بالوقاية من شلل الأطفال».
وذكرت أن المؤسسة قامت أيضاً بتفعيل برامج توعية في المدارس استهدفت الطلاب وأولياء الأمور، وتضمنت هذه البرامج محاضرات تعليمية تهدف إلى رفع مستوى الوعي بين الأطفال وأولياء الأمور حول أهمية التطعيم ودوره في حماية صحة المجتمع.
وأفادت لوتاه، أنه بالإضافة إلى ذلك، تم تعميم مواد تعليمية توضيحية على أولياء الأمور، توضح مراحل التطعيم وفوائده ودوره في القضاء على شلل الأطفال على المستوى العالمي.
وأوضحت أنه في إطار التوعية المجتمعية الأوسع، أطلقت المؤسسة كذلك حملات توعية رقمية شاملة عبر منصات التواصل الاجتماعي، تضمنت رسائل توعوية موجهة للجمهور، تسلط الضوء على أهمية اللقاحات لضمان الوصول إلى أكبر عدد من الفئات المستهدفة.
دور التطعيم
عن دور التطعيم في الوقاية من الإصابة بمرض شلل الأطفال، أشارت الدكتورة روان نجار، استشارية طب الأطفال في المستشفى الأميركي دبي، إلى أن جهود دولة الإمارات في مكافحة مرض شلل الأطفال، تعكس نهجها الثابت ومبادئها الإنسانية في مساعدة الشعوب المحتاجة والفقيرة وتطوير برامج التنمية البشرية، والاهتمام بسلامة صحة الإنسان، ورعاية الأطفال المحتاجين للرعاية الصحية الوقائية في مختلف دول العالم.
ونبهت، إلى أن شلل الأطفال مرض شديد العدوى يؤثر بشكل أساسي على الأطفال دون سن الخامسة، وينتقل الفيروس من شخص لآخر، أو في حالات أقل، من خلال الطعام أو الماء الملوث، كما أنه يهاجم الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى الشلل أو حتى الوفاة.
وأكدت أن التطعيم هو أفضل وسيلة دفاع ضد شلل الأطفال، مشددة على أنه للقضاء على شلل الأطفال نهائياً، يجب علينا الوصول إلى كل طفل وتطعيمه، ولا يوجد علاج لشلل الأطفال، ولكن هناك لقاحاً آمناً وفعالاً.
مأمونية اللقاحات
عن مأمونية اللقاحات للوقاية من مرض شلل الأطفال، أكد الدكتور محمد المتبولي إبراهيم، اختصاصي الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى قرقاش، أن الإمارات تتبع أعلى معايير الجودة في انتقاء أفضل اللقاحات وتوفيرها في جميع مراكزها الصحية ما ساهم بشكل فعال في حصار المرض والقضاء عليه.
ونوه إلى أن التشجيع المستمر من قبل وزارة الصحة والهيئات الصحية المختلفة بالدولة على الالتزام باللقاحات الخمسة المضادة لشلل الأطفال كاملة في المراحل العمرية المختلفة كان عاملاً أساسياً في القضاء على المرض.
وقال: «للقضاء على شلل الأطفال يجب أن يتلقى كل طفل جرعات متعددة في لقاح شلل الأطفال، ولا يزال هناك ملايين الأطفال في مختلف المناطق لم يتلقوا أي جرعة من سلسلة لقاحات شلل الأطفال، وهم غير محميين من المرض، ومن الضروري الوصول إلى هؤلاء الأطفال».
وأضاف: «قد يؤدي الفشل في استئصال شلل الأطفال إلى عودة المرض على مستوى العالم، فمن المقدر أنه خلال 10 سنوات قد يشهد العالم 200 ألف حالة جديدة من شلل الأطفال سنوياً في جميع أنحاء العالم».
وشدد على أنه لهذا السبب يعد القضاء على شلل الأطفال أولوية صحية عالمية لدولة الإمارات وشركائها.