هالة الخياط (أبوظبي)
تنفذ هيئة البيئة – أبوظبي، عدداً من مشاريع الحلول القائمة على الطبيعة والتي تهدف إلى إدارة واستعادة أحواض الكربون الأزرق، بما يدعم استراتيجية الإمارات للوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وتعرّف الحلول القائمة على الطبيعة بأنها الإجراءات التي تهدف إلى حماية النظم الإيكولوجية الطبيعية أو المعدلة وإدارتها واستعادتها على نحو مستدام.
ويمكن تصميم الحلول القائمة على الطبيعة لمعالجة تحديات مثل تغير المناخ، والأمن الغذائي والأمن المائي، وصحة الإنسان، ومخاطر الكوارث، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وتنفذ الهيئة عدداً من المشاريع المتعلقة بالحلول القائمة على الطبيعة، وأبرزها زراعة أشجار القرم، حيث تعوُد جهود إعادة تأهيل أشجار القرم في الإمارة إلى ما قبل سبعينيات القرن الماضي، مما يجعل أبوظبي رائدة في مجال إعادة تأهيل هذه النظم البيئية القيّمة، إذ تبلغ مساحتها في جميع أنحاء الإمارة حالياً 17.600 هكتار.
وأوضحت الهيئة أنها نجحت منذ عام 2020، بالتعاون مع شركائها، في زراعة أكثر من 27 مليون شجرة قرم باستخدام حلول مبتكرة مثل طائرات الدرون.
وأسهمت المبادرات والمشاريع التي تنفذها «الهيئة» للحفاظ على أشجار القرم في توفير الحماية لـ 2712 هكتاراً من الأنظمة البيئية لأشجار القرم، ضمن برامج إعادة التأهيل، ومراقبة 100% من مناطق أشجار القرم المعاد تأهيلها.
وأفادت «الهيئة»، أنه من المتوقع أن تسهم المواقع المعاد تأهيلها بعزل 1356 ملغم من الكربون سنوياً بحلول عام 2043، حيث حققت مبادرات إعادة التأهيل زيادة سنوية في عزل الكربون بنسبة 565% نتيجة مشروع إعادة تأهيل أشجار القرم.
وتتصدّى إمارة أبوظبي لتغيُّر المناخ من خلال مشاريع مختلفة تشمل تطوير مصارف الكربون الطبيعية، وزراعة الملايين من أشجار القرم، وتحويل وسائل النقل إلى وسائل منخفضة الانبعاثات، وتنويع مصادر الطاقة، ساعية من خلالها إلى تحقيق التطلعات الطموحة لحكومة أبوظبي لتكون الأفضل عالمياً في العمل البيئي والمناخي بحلول عام 2071.
ومن المشاريع القائمة على الحلول القائمة على الطبيعة، تنفذ «الهيئة» مشروع لاستزراع أكثر من 800 ألف قطعة مرجانية في مياه الإمارة، في واحد من أكبر الجهود العالمية لإعادة تأهيل الشعاب المرجانية، والتصدي لتأثيرات التغيّر المناخي عليها.
وبينت «الهيئة» أن مشروع استزراع الشعاب المرجانية يعتبر أحد أبرز المشاريع التي تنفذها «الهيئة» في إطار خطة أبوظبي الأولى نحو تحقيق أهداف المئوية البيئية 2071، حيث يأتي مشروع استزراع الشعاب المرجانية، ضمن مسار «إمارة حيوية مزدهرة بالطبيعة»، الذي يشمل 23 برنامجاً تنفيذياً تنفذه هيئة البيئة – أبوظبي إلى جانب 9 جهات حكومية.
ومن خلال مشروع استزراع المرجان، الذي تسعى الهيئة من خلاله إلى استزراع مليون قطعة، تم إنشاء حضانات لإكثار الشعاب المرجانية يتم فيها تثبيت القطع المرجانية، علماً أن المرجان المثبت في الحضانات يحتاج لفترة من 12 إلى 20 شهراً للوصول إلى الأحجام المطلوبة للقيام بنقله واستزراعه.
وتواصل فرق «هيئة البيئة» مراقبة حضانات المرجان والقيام بأعمال الصيانة الدورية، ومراقبة حالة نمو المرجان في الحضانات من خلال إجراء مسوحات لتسجيل حالة وصحة المرجان.
ومن خلال المشروع تتم إعادة تأهيل مناطق الشعاب المرجانية المتضررة في إمارة أبوظبي وفي المحميات البحرية، حيث تقوم فرقها المختصة بمسح ميداني لتحديد أنسب المواقع لإعادة التأهيل.