في إطار عام الاستدامة واستراتيجية التغيُّر المناخي لإمارة أبوظبي، أطلقت هيئة البيئة – أبوظبي مبادرة جديدة بمشاركة معلِّمي وطلبة المدارس المستدامة، لزراعة شجرة قرم مقابل كل زائر ومشارك في المؤتمر العالمي الثاني عشر للتربية البيئية 2024، الذي عُقِدَ في أبوظبي في الفترة من 29 يناير حتى 2 فبراير 2024 بحضور 3,000 مشارك. تهدف هذه المبادرة إلى تقليل الانبعاثات الكربونية، وتعزيز اتِّباع الحلول القائمة على الطبيعة للحدِّ من آثار التغيُّر المناخي، وخفض البصمة البيئية لزوّار المؤتمر.
وتنفِّذ الهيئة هذه المبادرة بالتعاون مع جمعية الإمارات للطبيعة، والصندوق العالمي للطبيعة، بتعزيز تضافر الجهود والمشاركة العامة الواسعة النطاق للجمهور في سلسلة من المشاريع التي تعالج المشكلات البيئية على أرض الواقع.
تدعم هذه المبادرة أهداف مبادرة القرم – أبوظبي، التي أُطلِقَت كبرنامج شامل لجميع مشاريع أبحاث واستعادة أنظمة القرم والكربون الأزرق في الإمارة، وتتمثَّل مهمتها في ضمان ودعم الاستعادة القائمة على العلم من خلال مبادئ رئيسية تشمل التعليم، والمشاركة، والبحث، والحماية، والشراكة.
وأُعلِنَ عن هذه المبادرة خلال اللقاء الذي جمع سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وصاحب السموّ الملكي الأمير وليام، ولي عهد المملكة المتحدة أمير ويلز، في منتزه قرم الجبيل في أبوظبي في شهر فبراير 2022.
وبموجب هذه المبادرة، ستتم زراعة أشجار القرم خلال الربع الأخير من عام 2024، وهو الفترة المناسبة لزراعة هذا النوع، ضمن المناطق الساحلية التي تُعَدُّ من البيئات المناسبة لزراعة أشجار القرم، مثل محمية مروح البحرية للمحيط الحيوي، ومدينة المرفأ، وجزيرة الجبيل.
وقال أحمد باهارون، المدير التنفيذي لقطاع إدارة المعلومات والعلوم والتوعية البيئية في هيئة البيئة – أبوظبي: «استمراراً لإرث الوالد المؤسِّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، تهتم دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة أبوظبي بأشجار القرم، باعتبارها موطناً ساحلياً وحيوياً للكربون الأزرق، التي تؤدِّي دوراً بالغ الأهمية في دعم التنوُّع البيولوجي، والتخفيف من آثار تغيُّر المناخ، والتكيُّف معه. واستمرت جهود استعادة أشجار القرم القائمة على العلم في إمارة أبوظبي، حيث لا تزال مساحات أشجار القرم هي الأكبر في الدولة».
وأضاف باهارون: «من خلال هذه المبادرة، نهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية أشجار القرم كأحد الحلول القائمة على الطبيعة، وإشراك الطلبة في رحلات مدرسية لتطوير مهاراتهم في البحث العلمي، حيث تُخصَّص مساحة لكلِّ مدرسة من المدارس المشاركة في مبادرة المدارس المستدامة لزراعة أشجار القرم، ومتابعة ومراقبة الأشجار التي زُرِعَت من خلال رحلات ميدانية، بهدف جمع البيانات والتأكُّد من صحة الأشجار المزروعة».
وتتضمَّن المبادرة تنفيذ تدريبات للمعلمين المشرفين على الرحلات الميدانية لمعرفة الأسس العلمية لضمان جمع البيانات بدقة، ومراقبة نمو أشجار القرم بطريقة فاعلة، إضافةً إلى تدريب نظري للمعلمين، أُجْرِيَ خلال شهر سبتمبر 2024 لاستعراض أهداف البرنامج، وتدريبهم على كيفية إجراء الزراعة الصحيحة وعملية المراقبة، إلى جانب تدريب عملي في شهر أكتوبر 2024 لتطبيق ما تعلَّموه في التدريب النظري، والحصول على تجربة عملية أكثر فاعلية.
وستُنظَّم خمس رحلات ميدانية للطلبة، بواقع رحلة كلَّ شهرين حتى نهاية العام الدراسي 2024–2025، وتتضمَّن رسائل تعليمية عن أشجار القرم، والتركيز على بناء مهارات التعلُّم التشاركي التي يتم من خلالها تزويد الطلبة وإكسابهم مهارات حياتية مهمة، من أبرزها مهارات القيادة والتنظيم والتواصل والتفكير، إلى جانب تعليمهم العمل التعاوني. وخلال هذه الرحلات، ستتم مراقبة نمو الأشجار المزروعة والتحقُّق من صحتها بناءً على معايير محدَّدة، وفي نهاية العام الدراسي ستحصل المدارس التي أسهمت في هذه المبادرة على شهادات مشاركة.