سامي عبد الرؤوف ووام (دبي)
زار سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي لأمن المنافذ والحدود، أمس، حملة الإغاثة الوطنية «الإمارات معك يا لبنان» بمركز المعارض في مدينة إكسبو دبي، والتي انطلقت بهدف جمع التبرعات الإغاثية للأشقاء اللبنانيين، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، وإشراف سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية.
واطلع سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، بحضور معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، خلال زيارته لمركز تجميع المساعدات الإغاثية بمركز المعارض في مدينة إكسبو دبي، ضمن الحملة الوطنية «الإمارات معك يا لبنان»، التي انطلقت يوم الثلاثاء الماضي وتستمر حتى الاثنين الموافق 21 أكتوبر الحالي، على الجهود الكبيرة التي يبذلها المتطوعون والقائمون على الحملة والذين يبلغ عددهم أكثر من 4 آلاف متطوع، والذين تمكنوا من تعبئة أكثر من عشرة آلاف حزمة إغاثة إنسانية عاجلة للأشقاء اللبنانيين في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمرون بها والاحتياجات الضرورية والمُلحة جراء الأزمة الحالية.
وأكد سموه، خلال الزيارة، أن حملة «الإمارات معك يا لبنان»، تأتي ضمن الأعمال الخيرية المتعددة التي تقدمها دولة الإمارات لمختلف الشعوب المحتاجة والمجتمعات المتأثرة جراء الأزمات، تجسيداً للمبادئ الأخوية النبيلة التي تحرص عليها دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً، في ظل ما توليه قيادتنا الرشيدة من اهتمام بالغ نحو مساعدة الشعوب التي تواجه تحديات صعبة، وإعانة المنكوبين في شتى مناطق العالم.
وأضاف سموه أن الحملة تأتي في إطار الجهود الإنسانية لدولة الإمارات لدعم الشعب اللبناني الشقيق، وتعبر عن عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، خاصة في هذه الظروف الاستثنائية، بما يعكس التزام الإمارات بمسؤولياتها الإنسانية تجاه الأشقاء والأصدقاء والمجتمع الدولي عموماً.
وفي يومها الأول، تمكنت الحملة التي انطلقت، أمس، من تجهيز 200 طن من المواد الإغاثية، بمشاركة أكثر من 4000 متطوع أعدوا 10000حزمة إغاثية، وذلك في إطار جهود دولة الإمارات المتواصلة لتقديم الدعم الإغاثي للأشقاء اللبنانيين، والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يشهدها لبنان.
وقال سلطان الشامسي، مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والمنظمات الدولية في هذا الصدد: «تجسيداً لمبادئ الدولة الإنسانية السامية والقيم الأخوية النبيلة الداعية إلى التكافل والتعاون والتآزر والتضامن، نمد يد العون والمساعدة والإغاثة للمتضررين والمتأثرين كافة إزاء الحروب والصراعات، ومن هنا، كانت الاستجابة العاجلة من قبل قيادتنا الرشيدة للظروف الإنسانية الصعبة التي يواجهها لبنان وتلبية الاحتياجات المُلحة».
وأضاف: «تؤكد حملة (الإمارات معك يا لبنان)، تضامن شعب دولة الإمارات بمكوناته كافة مع الشعب اللبناني الشقيق، والعمل المتواصل على إغاثة ومساعدة المحتاجين والجرحى والمصابين، وستحمل هذه الحملة الوطنية رسالة أمل وتضامن إلى الأشقاء في لبنان». وأشار الشامسي إلى الاستجابة السريعة لدولة الإمارات منذ اليوم الأول للأزمة في لبنان، إذ وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتقديم 100 مليون دولار أميركي إلى الشعب اللبناني، كما أمر سموه بتقديم حزمة مساعدات عاجلة بقيمة 30 مليون دولار أميركي إلى النازحين من الشعب اللبناني في الجمهورية العربية السورية.
وقال الشامسي: «في إطار دعم دولة الإمارات للشعب اللبناني ومساعدته في مواجهة الظروف الإنسانية، وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بتقديم مساعدات عاجلة عن طريق مؤسسة (مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية) ليستفيد منها 250 ألف شخص في لبنان».
9 طائرات
أضاف الشامسي: «منذ الرابع من أكتوبر، تمّ تسيير 9 طائرات - بالتعاون مع عدد من شركائنا الدوليين، مثل: منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر - نقلت 375 طناً من المساعدات والإمدادات الغذائية والإغاثية ومعدات الإيواء التي تشتد الحاجة إليها، وفي الأيام المقبلة ستغادر رحلات إنسانية منتظمة إلى بيروت».
الطرود الإغاثية
أشرف على تنظيم الفعالية، أمس، مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بمشاركة دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، وعدد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية بدبي، ومؤسسة «دبي العطاء»، ومؤسسة وطني الإمارات.
وكان أبناء الإمارات والجالية اللبنانية المقيمة بالدولة من أبزر المشاركين من المتطوعين والمتبرعين.
مشاركة متنوعة
تتولى مؤسسة دبي العطاء إدارة وتنظيم تجميع المساعدات الإغاثية، بمشاركة عدد من المتطوعين من مختلف الجنسيات وشرائح المجتمع، بالتعاون والتنسيق مع الجهات والمؤسسات المانحة ورجال الأعمال في دبي، تحقيقاً لأهداف الحملة الرامية إلى التضامن الإنساني، والتآزر الأخوي مع الشعب اللبناني الشقيق في ظل الظروف الحالية الصعبة والاحتياجات الإنسانية المُلحة والمعطيات الراهنة.
وتترجم حملة «الإمارات معك يا لبنان» النهج الراسخ والاهتمام البالغ لقيادة دولة الإمارات، برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بالاستجابة العاجلة لمثل هذه الظروف الإنسانية والاحتياجات المُـلحة.
وتُعبِّر حملة «الإمارات معك يا لبنان» عن جوهر المجتمع الإماراتي المتنوع وهويته الإنسانية الخالدة في التعاضد والتضافر لإغاثة الملهوفين، ومساعدة المحتاجين، والجرحى، والمصابين.
«الهلال الأحمر»
بهذه المناسبة، قال معالي الدكتور حمدان مسلم المزروعي، رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، إن هذه الحملة تأتي ضمن استراتيجية ورؤية القيادة الرشيدة التي جعلت العمل الإنساني وفعل الخير ضمن ثوابتها الوطنية؛ لأنها تضع الإنسان في ذروة اهتماماتها.
وأعلن أن «الهيئة» تلقت حتى الآن 80 مليون درهم، وما زالت مستمرة في تلقي وحصر التبرعات الواردة إليها لصالح الشعب اللبناني الشقيق، موضحاً أن هناك مساعدات عينية تلقتها «الهيئة» لصالح الشعب اللبناني الشقيق بخلاف الدور الذي تقوم به العديد من المؤسسات المختصة والإنسانية الأخرى في دعم حملة «الإمارات معك يا لبنان»، وتلقي المساعدات. وأشار إلى أن حملة «الإمارات معك يا لبنان» تعكس الرؤية الإنسانية لدولة الإمارات في سعيها الدائم إلى مساعدة المتأثرين والمتضررين من الحروب؛ لأن العمل الإنساني في دولة الإمارات هو إرث أصيل، رسخه الآباء المؤسسون، وجعلته القيادة الرشيدة نهجاً يومياً، واستراتيجية ثابتة من أجل الإنسان.
رسالة إنسانية
من جهته، وصف فؤاد دندن، سفير لبنان لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، في تصريح لـ«الاتحاد»، حملة «الإمارات معك يا لبنان» بأنها رسالة إنسانية بامتياز لدعم لبنان في ظروفه الاستثنائية الحالية. وقال: «إن الحملة الرسمية والمجتمعية التي تنظمها دولة الإمارات، هي مؤشر قوي على العلاقات القوية والمتينة والمتميزة بين البلدين». وأضاف: «نتواصل مع حكومة دولة الإمارات، ونحصل على الدعم اللازم والكافي للمشاركة في التخفيف من آثار الأوضاع الحالية التي تشهدها لبنان، وهناك لائحة بالاحتياجات الضرورية والأساسية التي يحتاج إليها المتضررون، وقد قامت الإمارات بتوفيرها، وتعمل على توفير المزيد منها».
وأعرب عن شكره وتقديره لدولة الإمارات، وسرعة استجابتها لتقديم يد العون والمساعدة إلى المتأثرين من الأوضاع الحالية في بلاده، منوهاً بما تحظى به دولة الإمارات من مكانة إقليمية ودولية مرموقة في ظلّ السياسة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
الإمدادات
من جهته، أعلن ضرار بالهول الفلاسي، المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات، مشاركة 200 متطوع في تجهيز الإمدادات الإغاثية لصالح شعب لبنان الشقيق، وذلك في مركز المعارض بمدينة إكسبو دبي.
الجالية اللبنانية: شكراً إمارات الخير قيادة وشعباً
عبر أبناء الجالية اللبنانية المقيمة في دولة الإمارات، خلال حديثهم لـ«الاتحاد»، عن شكرهم لقيادة الإمارات وشعبها والمقيمين على أرضها الطيبة، حيث أظهر الجميع تضامناً وتعاطفاً وتجاوباً للمساهمة في دعم لبنان خلال الظروف الاستثنائية الحالية.
وقالوا: «منظر عجيب ورائع، لكنه ليس غريباً على أهل الإمارات والمقيمين بها، فما رأيناه من الإمارات وفي هذا الأرض الطيبة، جعلنا نثق في مساندتها ودعمها ووقفتها مع الجميع؛ لأنها تهتم بالإنسان وسعادته أينما استطاعت تحقيق ذلك».
وأكدوا أن حملة «الإمارات معك يا لبنان» لافتة إنسانية رائعة ساعية لدعم ومساعدة الإنسان وإدخال السرور والدفء على المتأثرين من الأوضاع الإنسانية الحالية، منوهين بمشاركة وجهود المقيمين على أرض الإمارات من الجاليات العربية والأجنبية، الذين أثبتوا أنهم يتبنون معاني الخير والعطاء التي يتميز بها مجتمع وشعب الإمارات.
وذكر هادي فياض، أنه حرص على المشاركة في هذه الحملة في محاولة منه للمشاركة في التخفيف عن أبناء وطنه وما يمرون به من ظروف صعبة في هذه الأوقات.
بينما أشار طوني يوسف إلى أنه مع بداية الأحداث في لبنان توقع أن يكون للإمارات مبادرة في رفع المعاناة عن شريحة كبيرة في بلاده؛ لأن الإمارات عوَّدت العالم على المساعدة ونجدة الآخرين لتكون في الصفوف الأولى التي تبادر لمساعدة الإنسان.
ولفت إلى أن «هذا ما حدث بالفعل، فرأينا الإمارات من أوّل الدول التي وصلت إلى لبنان، وكانت حكومتها في الصدارة بتنظيم حملة وطنية بمشاركة رسمية ومجتمعية لدعم شعب لبنان».
أما رولا فادي، فذكرت أن ما نراه من الإمارات ليس غريباً عليها، فدائماً تكون موجودة مع لبنان في كل الأوقات الصعبة التي يمر بها، وتكون سنداً وعوناً له، وهذا ما شاهدناه في الماضي ونراه في الحاضر أيضاً.
وأشارت إلى أنه أسعدها ما رأته من مشاركة الجاليات والجنسيات المختلفة المقيمة على أرض الإمارات في هذه الحملة الوطنية.