الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المعلم.. محور رئيس في رؤية الإمارات 2071

المعلم.. محور رئيس في رؤية الإمارات 2071
6 أكتوبر 2024 01:23

دينا جوني (أبوظبي)

تحتفي الإمارات سنوياً باليوم العالمي للمعلمين الذي يصادف الخامس من أكتوبر من كل عام، بهدف ترسيخ قيمة المعلم في نفوس الطلبة وتقدير الجهود المتواصلة للمعلمين في تربية الأجيال، باعتباره ركيزة أساسية في تطوير التعليم وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتولي الحكومة اهتماماً كبيراً بدور المعلمين، وتقدر مساهماتهم القيمة في العملية التعليمية، انطلاقاً من إيمانها بأهمية إعداد جيل واعٍ ومتعلم، يحمل القيم الإنسانية والمبادئ النبيلة، ويكون قادراً على الابتكار والمساهمة الفعالة في رسم مستقبل الدولة ويضعها على خريطة التنافسية الدولية في مختلف المجالات. 
تضع الإمارات المعلم كمحور رئيس في تحقيق رؤية الإمارات 2071 التي تهدف إلى بناء نظام تعليمي متقدم يستجيب لتحديات المستقبل. وتسعى الدولة إلى تمكين المعلم من خلال توفير بيئة تعليمية حديثة وتدريب مستمر لمواكبة التطورات التقنية والابتكارات التعليمية. المعلم في الإمارات لا يقتصر دوره على التدريس فحسب، بل يمتد ليشمل الإرشاد والتوجيه وتعزيز الابتكار لدى الطلاب.
وكانت حكومة الإمارات أطلقت مبادرات عدة تصب في ثلاثة محاور هي تمكين المعلم، وتقديره، وتحفيزه. وركزت المبادرات على دعم وتمكين المعلم في منظومة المدرسة الإماراتية، وتعزيز قدراته التخصصية والمهنية، وتقدير جهوده الوطنية في إعداد جيل يواكب التحديات ومتطلبات مهارات المستقبل، بما يضمن حياة كريمة للأجيال الجديدة.
ووفقاً لآخر الأرقام الصادرة عن وزارة التربية والتعليم، يبلغ عدد المعلمين في المدارس الحكومية نحو 23 ألف معلم ومعلمة على مستوى الدولة، مقابل أكثر من 65 ألف معلم ومعلمة في المدارس الخاصة في الدولة.
وخلال الأعوام الماضية، أطلقت وزارة التربية والتعليم ونفذت عدداً من المبادرات الاستراتيجية والمهمة التي تسهم في تطوير مهارات المعلمين، وتضعهم على سكة التحديث في النظام التعليمي ومتطلباته من ناحية طرق التدريس والتكنولوجيا المستخدمة وتوظيفها في العملية التعليمية، بالإضافة إلى جودة حياة الطلبة.
أعلنت وزارة التربية والتعليم، أنها أطلقت برنامجاً تربوياً متكاملاً بدءاً من العام الدراسي الماضي، لدعم المعلمين، عن طريق مجتمعات التعلم المتوفرة في جميع مدارس الدولة، بالإضافة إلى مجتمعات التعلّم الافتراضية. 
وبلغ عدد مجتمعات التعلّم الافتراضية 1320، وهي تقدم أساليب عديدة من الدعم منها تنفيذ التدريب التخصصي للمعلمين في المواد المختلفة، وتعيين تمارين وحقائب تدريبية للمعلمين، وتقديم خدمات تدريب مجتمعات التعلّم، بالإضافة إلى التدريب التقني المكثّف على التكنولوجيا المستخدمة في المدارس الحكومية والبرامج الجديدة، وكذلك الدعم المستمر للقيادات المدرسية.
تركز وزارة التربية والتعليم بدءاً من العام الدراسي الجاري على جودة حياة الطلبة والمعلمين في المدارس الحكومية. وهي تعمل حالياً على تنفيذ أكبر مسح ميداني على مستوى قطاع التعليم في الدولة لوضع الإطار الاستراتيجي لجودة الحياة الطلابية وسيتم بالتعاون مع المعلمين تصميم مصفوفة متكاملة من الأنشطة والبرامج التدريبية الصفية واللاصفية وتفعيل أكثر من 30 مشروعاً خلال العام الدراسي الجديد. وتسعى الوزارة من خلال تلك المبادرات إلى تعزيز بيئة تعليمية حاضنة للطلبة الموهوبين من خلال الدعم المناسب للمعلمين.
كما تمكنت الوزارة العام الماضي من تنفيذ مبادرة «فريجنا» من خلال استجابة المعلمين في المدارس الحكومية للعمل بعد الظهر وفي عطلة نهاية الأسبوع. وتعتبر «مدرسة فريجنا» نموذجاً تعليمياً مبتكراً، يهدف إلى تعزيز الروابط بين الطلاب والمجتمع، وتعزيز القيم الاجتماعية والمشاركة المجتمعية. 
ويحول مشروع «مدرسة فريجنا» المبنى المدرسي إلى مركز مجتمعي بإشراف المعلمين المتطوعين المشاركين في المبادرة، وذلك لخدمة سكان الحي بعد ساعات الدوام الرسمي وفي أيام الإجازات، لتحقيق أهداف تربوية ومجتمعية تعزز مكانة المدرسة كمصدر للتفاعل المجتمعي البناء، إلى جانب الاستثمار الأمثل لمقومات البنية التحتية المتقدمة التي تمتلكها المدارس الحكومية من مختبرات علمية وملاعب خارجية ومسابح ومختبرات للروبوتات ومسرح وغرف للموسيقى وغيرها من المرافق الأخرى.
ترسيخاً للدور الفاعل والمسؤول للمعلمين في الدولة، أطلقت وزارة التربية والتعليم مبادرة مجالس تعليم للقيادات المدرسية والمعلمين والمعلمات في المدارس الحكومية، وذلك بهدف إشراك الميدان التربوي في عملية تطوير المنظومة التعليمية واتخاذ القرارات، والاستفادة من خبرات الميدان في هذا المجال، بما يرتقي بطموحات الدولة ويحقق غاياتها ومستهدفاتها في قطاع التعليم. وتشتمل المجالس الثلاثة على مجلس القيادات المدرسية، ومجلس المعلمين، ومجلس المعلمين الشباب. وتهدف المجالس إلى تمثيل الكوادر الإدارية والتعليمية في عمليات صنع القرار، وتطوير بيئة العمل في الميدان التربوي ودعم عملية تطوير المهن التربوية في دولة الإمارات، إلى جانب إيجاد حلول لتحديات الميدان التربوي والعمل عليها بالوسائل المتاحة والمبتكرة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©