سامي عبد الرؤوف (دبي)
كشف المؤتمر السنوي الخامس لجمعية الإمارات للأورام، أن الإمارات ستكون الأولى في منطقة الشرق الأوسط، في تطبيق تقنيات جديدة تستخدم لعلاج أنواع متعددة من السرطان، من بينها التبخير الكيميائي، وزراعة مضخة لعلاج سرطان الكبد والقولون يعتبر من أحدث طرق علاج سرطانات الجهاز الهضمي.
وأعلن المؤتمر، الذي انطلقت فعاليات صباح أمس، انه تُجرى حالياً في الإمارات عدة دراسات سريرية لاختبار فعالية العلاجات المناعية المبتكرة، مع التركيز على السرطانات التي تصيب الشباب، مثل سرطان الثدي المبكر.
وأكد المتحدثون، أن المؤشرات العامة لقطاع الأورام والسرطان في الدولة تتجه نحو الإيجابية، حيث انخفضت معدلات وفيات السرطان بشكل ملحوظ، بسبب توفير البنية التحتية والخبرات الطبية والتمريضية وجلب الأدوية الحديثة والمتطورة بمجرد اعتمادها عالمياً.
وتفصيلاً، انطلقت أمس الجمعة في دبي فعاليات المؤتمر السنوي الخامس لجمعية الإمارات للأورام الذي تنظمه جمعية الإمارات للأورام بالتعاون مع جمعية الإمارات الطبية وبدعم من وزارة الصحة ووقاية المجتمع والجمعية الخليجية للأورام.
وتستمر فعاليات المؤتمر على مدى 3 أيام بمشاركة أكثر من 1000 متخصص في مجال الأورام والسرطان من داخل الدولة ومن 14 دولة حول العالم، وبحضور 90 متحدثاً و45 جلسة علمية تناولت جميع أنواع السرطان في مسارات علمية منفصلة كل على حدة.
وتسلط النسخة الخامسة من المؤتمر الضوء على آخر تطورات علاج السرطان، واستعراض تقنيات جديدة مستخدمة لجراحات سرطان الجهاز الهضمي، كما تستعرض الجلسات جراحات السرطان عن طريق الروبوت، وأحدث العلاجات الذكية والمناعية لسرطانات الثدي والجهاز الهضمي، التي تمثل تحولاً كبيراً في علاج سرطانات الثدي والجهاز الهضمي، كما تم استعراض التقنيات الحديثة لتشخيص السرطان.
وضمن أعمال المؤتمر تم إطلاق حملة توعوية بالتعاون مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع لتعزيز الفحص المبكر وتثقيف الجمهور حول أهمية الوقاية من السرطان وتبني أنماط حياة صحية، وتأتي هذه الحملة كجزء من استراتيجية وطنية تهدف إلى خفض معدلات الإصابة بالسرطان في الإمارات.
وقد تم الإعلان عن عدة شراكات جديدة بين مؤسسات طبية في الإمارات وشركات عالمية متخصصة في الذكاء الاصطناعي لتطوير أدوات تحليل بيانات دقيقة، بما يسهم في تسريع التشخيص وتحديد العلاجات الأمثل للمرضى.
وتعد هذه المبادرات خطوة حاسمة نحو تعزيز مكانة الإمارات كمركز إقليمي للابتكار في الرعاية الصحية.
وأكد الدكتور أمين الأميري وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنظيم الصحي في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، في كلمته الافتتاحية، أن ما يتروح بين 30 و50 % من حالات السرطان يمكن الوقاية منها من خلال عدة عوامل أبرزها اتباع نظام غذاء صحي وتجنب التدخين وممارسة النشاط البدني.
وكشف أن المؤشرات العامة لقطاع الأورام والسرطان في الدولة تتجه نحو الإيجابية، حيث انخفضت معدلات وفيات السرطان بشكل ملحوظ، مرجعاً ذلك إلى عدة أسباب أهمها زيادة الوعي في المجتمع بأمراض السرطان والوقاية منها والتشخيص المبكر، إضافة إلى توفير البنية التحتية والخبرات الطبية والتمريضية وجلب الأدوية الحديثة والمتطورة بمجرد اعتمادها عالمياً.
وأشار إلى الدور المهم الذي تقدمه الوزارة بالتعاون مع الجمعيات والمستشفيات المؤسسات المعنية بدعم مرضى السرطان ووضع التشريعات والمبادرات التي من شأنها تخفيض معدلات الإصابة، إلى جانب حملات التوعية والمبادرات المهمة التي تقدمها الوزارة على مدار العام للتوعية بكافة أنواع السرطان.
وقال البروفيسور حميد بن حرمل الشامسي رئيس جمعية الإمارات للأورام، الرئيس التنفيذي لمعهد برجيل للأورام ورئيس المؤتمر: «لقد شهد المؤتمر لهذا العام استعراضاً متعمقاً لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الجينية للمرضى».
وأضاف: «هذه تقنية حديثة تسهم بشكل كبير في تقديم علاجات مخصصة لكل مريض بناءً على خصائصه الوراثية والجينية، هذه التطورات في الطب الدقيق تتيح للأطباء توجيه العلاجات بشكل أكثر فعالية، مع تقليل الآثار الجانبية وتخصيص العلاجات الدوائية بدقة، مما يحسن النتائج العلاجية بشكل كبير».
كما قدم الخبراء أدلة جديدة على نجاح هذه العلاجات في علاج سرطانات مثل سرطان الثدي وسرطانات الجهاز الهضمي، مشيرين إلى نتائج واعدة تسهم في رفع معدلات البقاء على قيد الحياة لدى المرضى.
ويسلط المؤتمر الضوء على عدة دراسات سريرية تُجرى حالياً في الإمارات لاختبار فعالية العلاجات المناعية المبتكرة، حيث إن توسيع نطاق هذه الدراسات يمكن أن يُحدث تغييراً جوهرياً في السياسات الصحية المتعلقة بالكشف المبكر عن السرطان والعلاج الموجه، وهذا يؤكد مواكبتنا لأحدث نهج متبع عالمياً.
وقامت جمعية الإمارات للأورام على هامش فعاليات المؤتمر، بتكريم عدد من الأطباء الذين قدموا بصمة واضحة في مجال تخصص السرطان والأورام من داخل الدولة وخارجها.