عدد اليوم
جمعة النعيمي (أبوظبي)
اختتمت، أمس، فعاليات النسخة الأولى من منتدى الرعاية الاجتماعية، تحت شعار «تعزيز الابتكار والتعاون في مجال الرعاية الاجتماعية»، والتي نظمتها دائرة تنمية المجتمع، بالتعاون مع شركة ديلويت الشرق الأوسط، على مدار يومين.
ويشكل انطلاق منتدى الرعاية الاجتماعية في نسخته الأولى، بداية جديدة لقطاع الرعاية الاجتماعية في الإمارة والدولة بشكل عام، حيث يهدف المنتدى ليكون ملتقى لتبادل الأفكار والمعرفة عبر الحدود، وتعزيز الابتكار، وتوفير منصة تعاونية للجهات المعنية في القطاع الاجتماعي.
ويجسّد المنتدى هذه الرؤية من خلال إنشاء منصة حيوية تجمع القادة والخبراء البارزين في مجال الرعاية الاجتماعية بهدف رسم مستقبل الخدمات الاجتماعية.
ويسهم منتدى الرعاية الاجتماعية 2024، في توفير فرصة للمشاركين للتعرف على نماذج الرعاية الجديدة التي تُركّز على الأسرة، مما يعزز بناء مجتمعات أقوى وأكثر ترابطاً.
وتضمن المنتدى 10 ورش عمل وجلسات تفاعلية وتعليمية.
وشهد فعاليات اليوم الثاني معالي الدكتور مغير الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع- أبوظبي، ومعالي حصة بنت عيسى بوحميد، مدير عام هيئة تنمية المجتمع دبي، وعدد من المسؤولين.
العمل الاجتماعي
وأكدت معالي حصة بنت عيسى بوحميد، في كلمتها خلال فعاليات اليوم الثاني، ضرورة التركيز على أهمية تطوير القوى العاملة في القطاع الاجتماعي في العقد الثالث من القرن الـ21 باستخدام الابتكارات الحديثة، مشيرة إلى أن هناك العديد من التغييرات والتحديات التي يتعين علينا تحويلها إلى فرص للنهوض بالعمل الاجتماعي والتنمية المجتمعية.
وركزت معاليها في كلمتها الرئيسية على 7 وقائع وتحديات رئيسة، موضحة أننا نحتاج إلى التطرق إليها بصورة استباقية، والتي تتضمن: أولاً: التطورات التكنولوجية وعدم المساواة الرقمية، والتي تشتمل على الفجوة الرقمية والاستخدام الأخلاقي للتكنولوجيا والحفاظ على الاتصال البشري، مع دخول المزيد من الخدمات عبر الإنترنت.
ثانياً: تحديات الصحة النفسية، والتي تشتمل على زيادة الطلب على خدمات الصحة العقلية، والإرهاق في المهنة.
ثالثاً: شيخوخة السكان، والتي تشتمل على زيادة رعاية المسنين، ودعم مقدمي الرعاية، والدعوة للسياسات المنظمة.
وفي هذا السياق يبرز الاقتصاد الفضي ويُقصد به جميع أنشطة إنتاج وتوزيع واستهلاك السلع والخدمات الموجهة إلى المسنين بهدف تلبية احتياجاتهم الاستهلاكية والمعيشية والصحية. وإذا نظرنا إلى البيانات، يتجاوز متوسط العمر المتوقع 70 عاماً في جميع أنحاء العالم، ويتجاوز 80 عاماً في مناطق معينة مثل الاتحاد الأوروبي.
العولمة والتنقل
رابعاً: العولمة، فمع زيادة العولمة والتنقل بين الشعوب تشتد الحاجة إلى أن يفهم الأخصائيون الاجتماعيون الخلفيات الثقافية والدينية واللغوية المتنوعة ويتكيفوا معها.
خامساً: الأزمات الصحية والبيئية والتي تشتمل على الأوبئة والأزمات الصحية وتغير المناخ وتزايد الكوارث الطبيعية وتأثيرها على جميع فئات المجتمع.
سادساً: الهواجس المتعلقة بأخلاقيات المهنة والحدود المهنية، موضحة أن الأخصائيين الاجتماعيين يواجهون في كثير من الأحيان معضلات أخلاقية، مثل الموازنة بين احتياجات عملائهم والقيود المؤسسية أو التغلب على تضارب المصالح.
سابعاً: التحديات الأسرية، حيث إنه ومع تطور أنماط وسلوكيات التواصل والعيش حتى ضمن الأسرة الواحدة يحتاج الأخصائيون الاجتماعيون إلى فهم الاحتياجات المختلفة والتحديات للأسر.
التقدم والابتكار
وقالت معاليها، إن تطوير القوى العاملة في القطاع الاجتماعي وتحويل التحديات إلى فرص للتقدم والابتكار، يستلزم أن يقوم الأخصائيون الاجتماعيون باستمرار بتكييف ممارساتهم، والانخراط في التعلم مدى الحياة، والقدرة على التكييف والتغيير لتلبية الاحتياجات المتطورة للسكان الذين يخدمونهم.
استراتيجيات جديدة
أكد مبارك العامري، المدير التنفيذي لقطاع الترخيص والرقابة الاجتماعية، في دائرة التنمية الاجتماعية – أبوظبي، أهمية المنتدى الذي يعتبر فرصة لتبادل الآراء والأفكار والخبرات، واستقطاب نخبة من الخبراء والمختصين من جميع أنحاء العالم، بهدف استشراف مستقبل الرعاية الاجتماعية وتطوير استراتيجيات جديدة تساهم في تحسين جودة الحياة في أبوظبي.
وقالت أسماء العزري، المدير التنفيذي لقطاع الحالات الأسرية في هيئة الرعاية الأسرية، على هامش مشاركتها في منتدى الرعاية الاجتماعية، في تصريح لـ«الاتحاد»: «منتدى الرعاية الاجتماعية في صورته وحلته الأولى على مستوى إمارة أبوظبي يعتبر حدثاً مهماً، موضحة أن الهدف منه هو الاطلاع على أفضل الممارسات والحلول التكنولوجية والأساليب الحديثة لتقديم خدمات الرعاية المجتمعية للأفراد.
تطلعات
قال هاني الزبيدي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «تحقيق أمنية»: «منتدى الرعاية الاجتماعية يحمل تطلعات كبيرة ومحاور عديدة ومختلفة، تعلمنا منها الكثير واستفدنا منها أموراً كثيرة في الرعاية الاجتماعية، وأتوقع أن تأثير المنتدى سيكون كبيراً جداً، خاصة على قطاع الرعاية الاجتماعية في إمارة أبوظبي».
